آخر الأخبار
- نساء الحديدة يتعرضن لانتهاكات متصاعدة من قبل مليشيا الحوثي
- تقرير: أمريكا ستكثف ضرباتها على الحوثيين قبل تنصيب ترامب
- أولى أعراض سرطان المعدة
- بملايين الدولارات.. بايدن يوقع آخر قرار عسكري قبل مغادرته البيت الأبيض
- استهداف مواقع ميليشيا الحوثي بصواريخ توما هوك
- اشتباكات عنيفة وتدمير طقم للمليشيا الحوثية في محافظة الجوف
- عصابة مسلحة في مأرب تعيق مرور قاطرات الغاز إلى محافظة تعز
- تغيرات أسعار العملات اليوم السبت 4 يناير 2025م في اليمن
- أسعار الذهب اليوم السبت 4-1-2025 .. عيار 21 في اليمن «بيع وشراء»
- حالة الطقس اليوم السبت 4 يناير 2025 في الجنوب وااليمن
طفلة ..
منى خالد تركي
0000-00-00 00:00:00
السبت 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
" ممنوع لأنك صغيرة " " ليس بعد لازلت طفلة " عبارات تصطدم بها طموحاتي دائما ، رغم ذلك فهي لا تثير حنقي بالمرة ، ربما لأنها تحتل الجزء الأكبر من ذلك الطموح ، فكيف أتضايق حين ينسب إلي " حلم " أفتش عنه بين جنبات حياتي دون جدوى ، حلم سرق من جفوننا مبكرا ، أتمنى لو أعيش تفاصيله و إن طالت به قائمة المحضورات ، فكوني ولدت بعد الاحتلال فهذا حتم عليّ أن أكون جزء من جيل سلخت منه الطفولة بعنف ليكبر
عاريا مثقلا بالجراح .
طفولة ضائعة بضياع الوطن هو حال جيل لم تنهر الوحدة إلا على رأسه ، ولدنا في فترة كانت الأسواء في حياة ذوينا ، و نشاءنا في ظل استكانة طالت أتاحت للاحتلال العبث بمقدرات جنوبنا و على رأسها " نحن " المعرّفون بجيل الوحدة ، تداعى التعليم و تفشى الفقر و المرض و انعدم الأمان و انهارت القيم و طالنا القتل و الاعتقال و رسخت في أذهاننا صور من اختارتهم الرصاصات منّا شهداء ، تلك الرصاصات التي لم تبرح أصواتها تقرع طبول آذاننا ليل نهار و الدم اعتدناه يسيل على الأرصفة و تتلطح به الجدران .. لا طفولة بلا أوطان .
و كامتداد للبطش ، صُدرت بالعنف الجاهليةُ و التخلف إلى مجتمعنا ، و قبلها الأخير قهرا و جهلا ، جاهلية تنكر الطفولة و تغتالها متسترة بعباءات الدين و التقاليد و الفقر ، جاهلية كرست الهدم في مستقبلنا بحرماننا من الشمس الازمة لنضوجنا .
كنت في ال 12 من عمري حين عدت من سفر غبت خلاله لعدة أشهر عن حينّا ، لم تكن قد مضت بعد سوى ساعات قليلة على وصولي حين غادرت منزلنا مهرولتا تجاه وسط الحي ، أبحث عن أصدقائي متأهبة للعب الكرة ، لأبَلغ هناك بأن الفتيات توقفنّ عن الخروج للعب ! ، لم ؟؟ تساءلت باستغراب ، " تقول أمي بأننا كبرنا " كان الرد !!
من وقتها تغير كل شئ ، استُبدلت ثيابنا الملونة المزخرفة بعباءة سوداء كئيبة ، كما تغيرت مدارات حديثنا التي كانت تلف حول اللعب و الكرة و الفتاتير و حبل القفز ... و ربما المدرسة ، لتدور حول جديد الألبومات و المسلسلات و الموضه و الموبايلات و أشياء سخيفة لم أحبها ، حاولت التمرد و اللعب في الحي و لكن دون فائدة فلم أسلم من نظرات الناس و ولمزاتهم و حتى سخريتهم .
في العام نفسه انتقلت من مدرستي المختلطة إلى مدرسة خاصة بالبنات ، انتقلت إلى عالم مختلف تماما عن الذي ألفته ، عالمٌ أقل براءة و أكثر قسوة ، عالم من المعيب فيه أن تحب اللعب أو أن لا تفكر بشؤون يختص بها الكبار ، في العام نفسه أيضا تزوجت زميلتين لنا في الصف ، فتيات في مثل سني أو ربما أكبر قليلا .
كنّا أطفال في 12 فقط ، لكنهم و بقسوة حرفوا مسار حياتنا من براءة طاهرة و مرح مباح إلى تزمت لم ينتج إلا جيل متداعية القيم فيه جيل خائف سطحي ، جيل ضحية ، جيل حرم الشمس فلم ينضج كما ينبغي ، جيل صلبت طفولته بيدين آثمتين ، الاحتلال و الجهل .
طفلة أنا ، طفلة تسعى ليعرف من بعدها الطفولة التي لم تعشها
طفولة ضائعة بضياع الوطن هو حال جيل لم تنهر الوحدة إلا على رأسه ، ولدنا في فترة كانت الأسواء في حياة ذوينا ، و نشاءنا في ظل استكانة طالت أتاحت للاحتلال العبث بمقدرات جنوبنا و على رأسها " نحن " المعرّفون بجيل الوحدة ، تداعى التعليم و تفشى الفقر و المرض و انعدم الأمان و انهارت القيم و طالنا القتل و الاعتقال و رسخت في أذهاننا صور من اختارتهم الرصاصات منّا شهداء ، تلك الرصاصات التي لم تبرح أصواتها تقرع طبول آذاننا ليل نهار و الدم اعتدناه يسيل على الأرصفة و تتلطح به الجدران .. لا طفولة بلا أوطان .
و كامتداد للبطش ، صُدرت بالعنف الجاهليةُ و التخلف إلى مجتمعنا ، و قبلها الأخير قهرا و جهلا ، جاهلية تنكر الطفولة و تغتالها متسترة بعباءات الدين و التقاليد و الفقر ، جاهلية كرست الهدم في مستقبلنا بحرماننا من الشمس الازمة لنضوجنا .
كنت في ال 12 من عمري حين عدت من سفر غبت خلاله لعدة أشهر عن حينّا ، لم تكن قد مضت بعد سوى ساعات قليلة على وصولي حين غادرت منزلنا مهرولتا تجاه وسط الحي ، أبحث عن أصدقائي متأهبة للعب الكرة ، لأبَلغ هناك بأن الفتيات توقفنّ عن الخروج للعب ! ، لم ؟؟ تساءلت باستغراب ، " تقول أمي بأننا كبرنا " كان الرد !!
من وقتها تغير كل شئ ، استُبدلت ثيابنا الملونة المزخرفة بعباءة سوداء كئيبة ، كما تغيرت مدارات حديثنا التي كانت تلف حول اللعب و الكرة و الفتاتير و حبل القفز ... و ربما المدرسة ، لتدور حول جديد الألبومات و المسلسلات و الموضه و الموبايلات و أشياء سخيفة لم أحبها ، حاولت التمرد و اللعب في الحي و لكن دون فائدة فلم أسلم من نظرات الناس و ولمزاتهم و حتى سخريتهم .
في العام نفسه انتقلت من مدرستي المختلطة إلى مدرسة خاصة بالبنات ، انتقلت إلى عالم مختلف تماما عن الذي ألفته ، عالمٌ أقل براءة و أكثر قسوة ، عالم من المعيب فيه أن تحب اللعب أو أن لا تفكر بشؤون يختص بها الكبار ، في العام نفسه أيضا تزوجت زميلتين لنا في الصف ، فتيات في مثل سني أو ربما أكبر قليلا .
كنّا أطفال في 12 فقط ، لكنهم و بقسوة حرفوا مسار حياتنا من براءة طاهرة و مرح مباح إلى تزمت لم ينتج إلا جيل متداعية القيم فيه جيل خائف سطحي ، جيل ضحية ، جيل حرم الشمس فلم ينضج كما ينبغي ، جيل صلبت طفولته بيدين آثمتين ، الاحتلال و الجهل .
طفلة أنا ، طفلة تسعى ليعرف من بعدها الطفولة التي لم تعشها
شارك برأيك
إضافة تعليق
إختيار المحرر
صحيفة الأمناء PDF