آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:52:01
عدن عدن يا ريت عدن مسير يوم! 
علي منصور أحمد

الجمعة 19 مارس 2021 - الساعة:14:07:08

في مثل هذا اليوم " 19 يناير " قبل 182عام وصلت شواطي عدن قوات صاحبة الجلالة الملكة البريطانية فكتوريا الله يرحمها ويغفر لها .. بقيادة القبطان "هنس" عقب حادثة مهاجمة صيادين من سكان المدينة للسفينة البريطانية " داريا دولت " القادمة من الهند لللتزود بالفحم والماء والغذاء من ميناء عدن كعادة سفن التجارة العالمية ، ونهب بضائعها من البخور واللبان والتوابل والبهارات كما يقال عن سبب التواجد البريطاني في عدن .
ومن اجل حماية اساطيلها البحرية والتجارية وفي ظل غياب نظام دولة في عدن يحمي ميناءها وممراتها المائية قررت بريطانيا التواجد العسكري والاداري فيها.
وظل القبطان هنس الله يرحمه ويغفر له ، يرسو بقواته لاسبوعين قبالة شاطئ صيرة يتفاوض مع اولياء الامر فيها السلطان الفضلي والعبدلي .. حتى حصل على موافقتهم بقبول التواجد البريطاني ووقعوا اتفاقية "الانتداب والحماية المشتركة" مقابل اعمار عدن وتطويرها ودفع جزية شهرية لسلطناتها ووجهاءها.. وكانوا سلاطينها وامراءها عند سفرهم وعودتهم عبر مطار عدن الدولي يودعوا ويستقبلوا رسميا وتطلق لهم واحد وعشرين طلقة مدفعية.
ولم يقدم الكابتن هنس على اعتقال سلاطينها واختطافهم وترحيلهم وحجزهم وعائلاتهم في لندن وتجويع شعبها .. بل ظلت لكل منهم وسلطنته كلمتها وقوانينها الخاصة.. وتم تعمير عدن وانشاء فيها اهم واكبر ثاني ميناء في العالم.
وانشأت فيها جيش وشرطة وخفر سواحل يعد الاول والاقوى على مستوى المنطقة وظلوا يستلموا مرتباتهم شهريا بانتظام وفي وقت ويوم واحد من ميون الى المهرة.. من دولة الانتداب صاحبة الجلالة.. معززين بالسلاح والذخيرة والوقود والعتاد وكيس المعدات من الابرة الى الفراش محاطين بالرعاية والغذاء والدواء .. مع قصعة (لانجوس) من طيب نكهة ريحتها تشم العسكري من على بعد امتار وكيس حليب كارنيشن وكامب وراشن وكسوة وكشيدة حرير ابو نجمة تدخل في الخاتم جري شهريا.. وكان الانتساب اليه يتم بالفحص الطبي والقياس بالوزن بالرطل والطول بالمليمتر.. مش بالوساطة او الهنجمة. 
وتحولت من مجموعة قرى متناثرة من الخشب والعسيف الى مدن حديثة بينما معظم عواصم جيراننا ظلت الى الامس القريب مجرد عزب بوادي مترحلة وظل القادمين منها الى عدن يتغنوا ويتزملوا بالقول الشهير " عدن عدن يا ريت عدن مسير يوم".
التاريخ ينبغي ان يكتب صح كما جرت احداثه ووقائعه .. وتاريخ التواجد والانتداب البريطاني في عدن تعرض للكذب والتزوير .. لذلك ينبغي اعادة كتابته .. انصافا للحقيقة والتاريخ.
 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص