آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:20:23:08
(البريطاني – اليمني) الهوية المفقودة - الهدف المعطل
بسام فاضل

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من الأهمية القصوى أن نلفت انتباه كثير من الثوار إلى أننا نعيش ظرفا استثنائيا في وطننا المحتل ,وهذا كل ما يمكن أن نقوله في هذا الشأن والإقرار به أننا محتلون ,غير أننا عجزنا أن نفهم كثير من المتغيرات والروابط التي تداخلت مع من احتلنا أي النظام اليمني وأعطته شرعية ومشروعية للبقاء خلال السنوات الماضية وأمددته بالبقاء وشرعنت له التمادي في غيه وفي فجوره وفي أتباع سبل البقاء والتصرف بما يمكن أن يطلق عليه محل السكان الأصليين .

والحقيقة التي ربما يدركها من عاش مراحل  الوجــــــــــود الاستعماري البريطاني للجنوب و قرأوا بتمعن عن هذه الحقبة الزمنية ,وعقدت مقارنة مع وضعنا الراهن ,لوجد اختلاف في كثير من المسميات والوقائع وشروط الهيمنة وبالتالي إمكانية مكافحة الآفة التي تسلطت علينا .

الفارق في لب المشكلة بذاتها في أن الاستعمار البريطاني كان ظاهرا في كل معاملاته ,وشرعية بقائه لم تهيئ له التشبث بالأرض عدا عقد اتفاقيات ومعاهدات واسترضاء ذلك وترويع ذاك وبالنهاية استخدام القوة عندمـــــا انفرط شهر العسل والمهادنة كان ذلك لأجل تأخير الرحيل فقط ,ومع ذلك لم تنجح الثورة إلا عندما تولدت ضرورة بينة وضحت وضوح الشمس برويتها المتغيرات التي أخرتها وحجبت عنها طريق الحرية وعملت على عزلها جانبا كي تستمر ويتسنى لها أن تقف موقف الند للند مع المحتل مواجهة.

وإذا تم إسقاط الحقبة التاريخية في أسلوب إدارة الثورة على وضعنا الحالي لربما نفعتنا وانتفعنا منها مع الأخذ بعين الاعتباران المحتل يغير نمط أسلوب معيشته وثقافته وفقا والشرعية التي يرى فيها منفعته وتودي إلى ترسيخ هويته وتثبيته لا إطالة أمده قياسا مع المحتل البريطاني آنذاك.

وفي ذلك فان متغيرات عدة كثيرة تفوق تلك التي كانت من  سابق في عهد الاستعمار البريطاني الأول تساهم مساهمة جلية في تشكل أنساقا متفاوتة ومتداخلة أحيانا تعمل على تورية الهدف وحجب الثورة عن كثير من روادها ومتابعيها ومن ينوي الانضمام إليها وعزل الروية عن الثوار حتى لا يكاد يرى بصيص نورا فتعيش لحظات الاغتراب الخطرة التي تصل حد نقطة المرونة لما قبل التفكك والانهيار الشعوبي والسياسي وغيره.

 

وما من طريق آخر غير أن يلجأ مدركو ذلك ومديرو الثورة إلى محاصرة الكل بمحاصرة كل العوامل المؤثرة على خط ونهج الثورة وعزلها تماما عن هدف الثورة وميدانها وحجبها هي عن أنظار الثوار بدلا من أن تعمل فعلتها وتحجب الثورة وإبعادها عن جماهيرها وميدانها الحقيقي.

ربما يكون هناك نوع من الصراحة في هذا الطرح ونوع من خسران لصداقات وعلاقات اجتماعية وغيرها إلا أنها ضرورة لابد منها ومن الممكن أن تشاهد خط الثورة بمرافقة هذه العوامل والمتغيرات كسائر في صحراء رخوة كلما سرت شعرت أنك تتراجع إلى الخلف وتحس بثقل قدميك أثناء المشي.

من هذه العوامل كل ما أضر وأخر الثورة خلال المرحلة السابقة وأخر هدفها أو توحد طيفها أو عمل على استثمارها لصالحه وصالح جماعته السياسية.

 

بعد أن لاحظت قائمة هيئة رئاسة المجلس الثوري الذي كلنا ننشد توحده وتوحد الجميع والكل في إطار حامل ثوري للثورة وتطبيق فصل المتغيرات المؤثرة على القائمة ومن ثم اعتبارها لجنة تحضيرية عليا لمخاض عسير يشكل الحامل الشرعي للثورة بحيث تتشكل لجان عنقودية في كل المديريات فالمحافظات لاعتقادنا أن الهيئة تحوي على الأقل شخص واحد من كل المديريات الجنوبية مستعينين بمن يراه مناسب من المرجعيات فتكون لجنة تحضيرية مصغرة من كل مديرية لعقد مؤتمر يتضمن كافة نشطاء الثورة بعد عزل المتغيرات المؤثرة وانتخاب قيادة رشيدة وهكذا بالنسبة للمحافظة ولا أظن أن كثير من المتمرسين في هذا الجانب يغفل ويعجز عن إدارة هكذا لقاءات أو مؤتمرات مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون الميدان ساحة الاعتصام قاعة مفتوحة للمؤتمرات يتم فيه ترتيب عقدها.

وأخيرا أعتقد أن من يحب وطنه ويقدسه لا يجد عيبا في أن يعود إلى مديريته وقاعدته لإعطائه تزكية مرة أخرى إن استحقها وكلنا نتفانى ونتنافس في خدمة شعبنا.

 

 

 

 

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص