- البنك المركزي يرد على الاتهامات الموجهة له بتهريب العملة ويصف فادي باعوم بالجهل الفاضح
- الرئيس الزُبيدي يناقش مع سفير اليونان تداعيات استمرار التصعيد الحوثي على الشحن البحري الدولي
- تقرير خاص لـ«الأمناء» :تصاعد التوتر في سيئون عقب فشل مساعي احتواء أزمة مقتل الجنود السعوديين ..
- بتكليف من الرئيس الزُبيدي.. الفريق السياسي يلتقي بكادر الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس
- الرئيس الزُبيدي يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع تركيا
- حملة إزالة واسعة للعشوائيات في الشيخ عثمان بعدن
- الرئيس الزُبيدي يثمن جهود المملكة العربية السعودية لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في بلادنا
- كانت في طريقها إلى باكستان.. سفينة شحن تركية تتعرض لهجومين حوثيين
- بمشاركة الخبجي والغيثي والبيض.. الكثيري يرأس اجتماعاً مشتركاً للهيئتين الإداريتين للجمعية الوطنية ومجلس المستشارين
- إدارة بايدن تواجه الحائط المسدود مع الحوثيين بانتظار ترامب
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
خلتني سأقرأ مقالا رصينا، كما عهدت، من صديقي العزيز فضل علي مبارك في مقاله (مربعات الوهم) المنشور في صحيفة الأمناء (424ـ 20/11/2014م) ، فإذا بي أقرأ بيانا سياسيا بمفردات الحرب الباردة تنقصه شجاعة تسمية الأسماء بمسمياتها، ولست أدري سر استعارته لموضوعي المنشور في صحيفتي الأمناء وعدن الغد (كهول بعقول صغيرة) فربما كان يقصد التأكيد على صواب وجهة نظري في أن هناك كهول بعقول صغيرة يدخلون في جوقة الطبالين وحاملي المباخر أو من يأكلون الثوم نيابة عن الغير.
في عالم المعلوماتية و المصالح المتشابكة لم تعد المعلومة حكرا على علية القوم ولم يعد هناك شئ اسمه (مؤامرة) فقد أصبح اللعب (عالمكشوف) ولا يستطيع أحدنا أن ينكر أن اليمن تدار بوصاية دولية يمثلها المبعوث الدولي السيد جمال بن عمر على عينك يا تاجر.
كما لم تعد علاقات الدول والحكومات تقوم على سفارات ذات أسوار عالية بل أصبحت تأخذ أشكال أخرى ليس أقلها العمل من خلال المنظمات المدنية أو التواصل المباشر مع وجوه وشخصيات في دولة المصالح بعلم حكومات هذه الدول، ومن حق المملكة العربية السعودية (الشقيقة الكبيرة) أن تطمئن على أمنها من خلال التعامل مع جيران (اليمن والجنوب العربي) التي تمتد حدودها معها بآلاف الكيلومترات تنتقل عبرها الكثير من المخاطر بين هذه البلدان، كما لا ينكر احد تعامل الشقيقة الصغيرة (قطر) مع شؤون دول كبيرة، فربما لدولة قطر مصالح لا تراها العين المجردة.
معاناة الجنوب الطويلة لا يحلها نبش الملفات فذلك ليس في مصلحة الجنوب وأهله، ففتح هذه الملفات لا يخدم إلا الخصوم علاوة على أن فتحها سيجلد أول ما يجلد من يلعب بالنار ويحاول فتحها، مثل الشاة التي تحفر عالسكين، كما يقول المثل العامي، فهذا الماضي فيه من الماسي ما يشيب له رأس الوليد فلا داع للخوض فيه لأنه لا يؤسس لجنوب امن ومستقر ننشده لأبنائنا.
مسمى الجنوب العربي ليس دخيلا على الجنوب بل على العكس من ذلك تماما فيمننة الجنوب كانت بقرار سياسي أقر به حكام ما بعد الاستقلال من الرئيس علي ناصر محمد إلى الرئيس على سالم البيض وغيرهم، وتحضرني واقعة رواها لي أحد الأصدقاء تمثلت في حديث شخصية سياسية جنوبية مع عضو في مجلس العموم البريطاني حين سأله (لماذا لا تعاملوننا كما تعاملون سكان دول الكومنولث؟) فقال عضو مجلس العموم (نحن نتعامل مع عواصم دول أحتليناها، وكما تعلم نحن لم نحتل صنعاء) ثم أضاف مبتسما (كما أقنعتم الجنوبيين أنهم يمنيين، أقنعوهم الآن أنهم جنوبيون).
ولو بذل أحدنا قليل عناء في البحث لوجد أن اليمن مسمى جهوي مثل الشام وأن المسمى بحدود سياسية لم يكن إلا في عام 1928م عندما سميت المملكة المتوكلية اليمنية ولم يكن الجنوب العربي جزءا منها، وكما ترون فإن أبناء الجنوب يقولونها بالفم المليان (نحن أبناء الجنوب العربي) وهو ما كان يقول به أول حزب جنوبي لم يغير جلده منذ 1951م، ثم أن اليمنية ليست نقيصة ولا علاقة لذلك بالوحدة من عدمها.
الكاتب، أي كاتب، حين يهم بوضع رأس القلم على أول السطر فإنه يشرع في إصدار حكما، وحين لا يلم بجوانب القضية ويلامس كل زواياها فإنه يصدر حكما يشوبه (العوار) كما يقول فقهاء القانون يفقده مصداقيته مع مرور الوقت، ولا أرضاها لزميل حتى لو اختلف معي في وجهة النظر.
نحن نعيش في دوامة من الوهم استفحلت لدى بعضنا لتصبح حالة مرضية أدمنا فيها ثقافة الصراع مع المجهول، مع الامبريالية والصهيونية والرجعية تارة ومع العملاء تارة أخرى، وبفعل هذا الوهم أصبح الجنوب طارد لأبنائه، بين عملاء ويمين رجعي ويسار انتهازي ويمين انتهازي وآخر دفعة جنوبية كانت الطغمة الذين خونهم صالح ونفاهم خارج الجنوب، أدمنا ثقافة صناعة الخصومة والغمز واللمز خوفا من مواجهة الحقيقة، ويرفض بعضنا مغادرة هذه الثقافة، حتى أن هناك من يعيق وحدة القيادة والمشروع السياسي الجنوبي، مسكونا بهذه الثقافة.
ما نعانيه اليوم لم يوصلنا إليه علي عبدالله صالح وأعوانه وحدهم ولكنه نتاج لأخطائنا المتوارثة أيضا، ومن لم يصرخ بعد من هول المعاناة فحتما ستصله ويصرخ ذات يوم إذا أصر على البقاء في (مصنع الوهم) هذا، وكفى.