آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:16:25:48
الحب ترياق الألم مفتاح النجاح
بسام فاضل

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من البديهي أن نعبر عن خواطرنا وأحاسيسنا تجاه الجنوبيين ونزرع الحب والوئام ونعمل على إصلاح ذات بيننا .

لا يمكن أن يرتقي الوطن ويزدهر إلا متى ما تجسدت هذه المشاعر والأحاسيس في سلوكياتنا ومعاملاتنا اليومية ولعل من النكوص والعيب أن يرفض تنزيلا لمثل هذا القول أو أن يفصح عكس ذلك حتى وإن كان يضمر شرا مستطيرا ويخبئ حقدا .

مع الاستمرار في هذا السلوك يتحول إلى منهاج يدرس ويعلم في مدرسة الحياة الواسعة ويصبح طبيعة القساة أولئك الذين لم يتقبلوا هذا المبدأ أكثر لين ,وتهذب طباعهم رويدا فتزول حدة أفعالهم وسطوة إقدامهم على قبيح الكلام والترقي إلى الإيذاء الجسماني .

ما من شك أن كل من يمارس ويسير في هذا الطريق يجده وعرا وشائكا ومن ينوي أن يتقدم هذا المضمار ويعقد العزم على سبر أغواره فلا يضنه ممردا سهل  ,فكم من قوي استهان بعقبات هذا المبدأ وظن أن قوته ومنعته سوف تدلف إلى حيث مبتغاه ارتد عليه حكمه ونفذ بصره وبصيرته  فتعثر وسقط من أعلى شاهق, ومثله أدمت يد من استهان وتشبث في غير محله فوقع وخارت قواه ومضى دون غايته .

إلا أن من استعد له وأعد عدته وشعر بان مبتغاة صعبا تحفه المخاطر وتترصده نوازع الهوى تتخطفه يسره ويمنه وجعل وسيلته شريفة إلى هدف سامي, سار سير الهادئ الواثق المتأني الحكيم فوصل إلى حيث أراد وابتهج بعد صبر ذاق مرارته علقم, فهنئ برغيد العيش وثمر القطاف .

على النقيض من ذلك من نسعى إلى أن نزرع فيهم هذه الغاية والوسائل التي نرى فيها سبل للحياة الهانئة والعملية والتي من خلالها نتشارك في صنع الثمرة التي نقتات منها شهد الدنيا ,يشكلون ممانعة صريحة وصدا لمثل هذه القيم وتراهم سائرون مكابرون إلى بغية يعلمون خاتمتها ويدركون صنيعتها ,بل أسوأ من ذلك يستغلون السماحة في هذا الجانب وبشاشه لفيف المحيطين في تورية وإضمار الشرور ويقلبون الحق باطلا والمعروف منكر.

الاجتهاد لأجل زرع ما يمكن أن يزرع من الأعباء الإضافية والمخاطر والشقاء أمام البسطاء ومريدي الحرية وأصحاب الأهداف التي تناقض تطلعاتهم سمة باينه تتكرر كلما استطعنا أن نجد لها تفسيرا وصفحا وأكثر الألم عجرفة وتكبرا المكابرة على الخطأ رغم ما قد يسببه من معاناة  وأضرار للآخرين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص