آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:16:25:48
رصيد جديد.. فصيلة نادرة
فضل مبارك

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ينقضي اليوم شهرا كاملا على توافد جموع أبناء الجنوب الثائر.. نحو ساحة الحرية والإباء.. يسطرون أروع ملاحم النضال التحرري في العصر الحديث.

شهرا كاملا لم يكل أو يمل هذا الشعب الصابر.. تحدى المستحيل وقهر ظروفه .. ونصب خيامه على المساحة المترامية في عشق سرمدي للوطن.

كم هو وطن الجنوب معطاء.. يفرش جناحيه.. محتضنا كل من يحمل فصيلة دم "جنوب".. وبالتأكيد هي فصيلة دم نادرة .. لا تجري في عروق إلا من تجرد من أنانيته وسما بوطنه نحو أعالي المجد.

وكم هو شعب الجنوب جبارا.. اختط مسيرة نضاله سلميا.. ولم ينصاع لمحاولات العنف التي حاول أعداءه أن يجروه إليها ليسهل بالتالي اصطياده والقضاء عليه ووأد ثورته.

قتل وتشريد وترهيب وترغيب واعتقال كانت تلك مفردات خطة ولغة التخاطب مع الحراك الجنوبي طوال سبع سنوات مضت.. واستطاع الحراك وثواره الانتصار فيها بصبر وعزيمة قهرت خصومه.. واليوم فإن استمرار عطاء المخيم رغم الظروف والامكانيات وبعض المنغصات لكل هذه الفترة رصيد أخر يضاف إلى سجل صمود هذا الشعب.

لا تبحث هذه الالوف في الخيام عن مغانم أو مكاسب من نضالها ولا أظن أن جميع تلك القوى الثائرة تسعى للحصول على مناصب وامتيازات في ظل استعادة الدولة بقدر ماهي "جينات" مغروسة بحب التضحية والبذل والعطاء في سبيل الوطن.. يتسابقون للشهادة بروح مخلصة وثقة عالية.

طوبى لتلك الهامات السمراء المشرئبة بأعناقها نحو السماء تغازل شمس الحرية.. تلك الشمس التي غدت قاب قوسين أو أدنى من متناول قلوبنا قبل أيدينا.

وفي هذا المقام ونحن نستبشر أفق الحرية من عطاء هذا الشعب المتوثب.. فإنه لزاما علينا أن نحني الجباه وندعو بالمجد للوطن والخلود لتلك الأرواح الطاهرة التي سقطت على مسيرة هذا العطاء لتثمر أزهارا ونورا يضيء لنا درب النضال وصولا إلى المبتغى.

وعلى رأس كل أم وكل زوجة لأولئك الابطال نغني: أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها..

وعاد.. عاد.. مستشهدا

فبكت دمعتين ووردة..

ولم تنزو في ثياب الحداد

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص