آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:12:39:15
أحلام الكسادي وموقف الجفري
فضل مبارك

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

كتبت الزميلة إخلاص الكسادي بحرقة ثائر "نريد خيمة خاصة بالقيادات في الساحة، كي يتقاسموا مع الثوار والأحرار الرغيف وفتات الخبر والارهاق، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

لا نريد قيادة تسكن في أفخم وأضخم الفنادق تحت التكييف والهواء البارد، وينامون فوق سرير دافئ ويأكلون ما طاب لهم من المآكل، مستغلين موالاة البعض لهم بالتطبيل والتقبيل".

كم تمنيت أن أرى فيمن يسمون أنفسهم "قياديون" يجلس ولو للحظة واحدة بين صفوف الثوار في خيمة من هذه الخيام على بطن الاسفلت.. نراهم يتسابقون لدقائق معدودة على منصة من أجل إفراغ ما في جوفهم من مشاعر زائفة تجاه الجنوب من أجل كسب التأييد والحصول على التصفيق، أو من أجل الظهور أمام عدسات الصحفيين وسرعان ما يتقافزون إلى ملذاتهم وكأن الساحة لا تعنيهم أو كأن ألاف الناس القابعة على هذا الصفيح الساخن والذين تقاطروا من كل حدب وصوب لا يعنون لهم شيئا.

وحتى في انطلاق المسيرات لا تجد قياديا يتقدم صفوف المشاركين لكنك تجده منتظرا بزهو على المنصة يحيي الجماهير المحتشدة.

عجب من قيادة كهذه.. ألا يجوز لها انه تستحي من تمادي فعلها هذا، وأن تنغمس مع هؤلاء الأبطال الذين لا يبحثون عن مغنم أو جاه من نضالهم، بقدر ما يقدمون التضحية ويتحملون المعاناة على العكس من هؤلاء "القادة" الرافضين تقديم أي مغرم، بقدر ما يلهثون وراء مغنم استثمار القضية وثوارها.

الموقف الذي أبداه السيد عبدالرحمن الجفري من على منصة المخيم أمام عدسات المصورين وألاف من الجماهير موقف لا ينم على أية حصافة سياسية أو وعي سياسي لاسيما وأنه يأتي من رجل يزعم أنه قائد سياسي يتعاطى السياسة منذ نعومة أظافره ويسعى جاهدا إلى كسب تأييد مطلق لمشروعه السياسي.. فليكن الجفري ناقما أو رافضا أو معترضا على الجنوب وعلى ما تحقق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد استقلالها عام 1967م، لكن ذلك لا يعطيه الحق في سحب العلم من على كتفه بصورة هستيرية صارخا بحنق "لا يجوز.. لا يجوز"، فيما كان يخطب ود وتعاطف وتأييد ألاف ممن يتدثرون بهذه الراية الخفاقة.. كيف يرفض الجفري فيما هو ينادي أنه قيادي في الحراك الجنوبي، والحراك الجنوبي يسعى لتحقيق هدف استعادة دولة الجنوب ورايتها هي ذات الراية التي لا يتشرف الجفري أن يضعها على كتفه لمدة دقائق من باب المجاملة والدعاية والمزايدة السياسية.

وربما ظن السيد الجفري أن هذه الراية "ستوسخ" بدلته الفاخرة.. ألم يكن الجفري نائبا لرئيس دولة جمهورية اليمن الديمقراطية عام 1994م التي لم يكتب لها النجاح.

وربما كان سبب من أسباب فشلها منصبه وشخصيته ودوره.. وقد كان علمها ذات العلم .

إن على السيد الجفري أن يعتذر عن هذا التصرف غير النضالي وغير الثوري.. تقديرا واحتراما لتلك الدماء الزكية الطاهرة التي سالت من أجل رفع شأن هذه الراية.. ومن أجل كرامة وكبرياء ملايين الناس في ساحات النضال التي خرجت ولازالت من أجل إعلاء مكانة هذه الراية وإعادة خفوقها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص