آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:12:39:15
ماذا بعد الزخم الجنوبي ؟!!
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا يختلف التعريفان العلمي و اللُغوي حول معنى كلمة (الزخم) فكلاهما يُعرفها بأنها تتعلق بالحركة والدفع ، لكن التعريف العلمي هو الأدق لهذه الكلمة حيث يقول بأنها حاصل ضرب كتلة الجسم في سرعته !

والزخم لا ينتج إلا بوجود أجسام وسرعة لها قياساتها الخاصة في شتى العمليات الفيزيائية التي تحتاج إلى كميات من الحراك في الدفع والخفض .. أيضاً حركة الناس وسرعتها يطلق عليها زخم مع صفات متعددة، ثوري، شعبي، شبابي...الخ  ما يعتمل الآن في ساحة الاعتصام بخور مكسر  بعدن هو زخم  كبير يجسد التجاوب الشعبي ، ويعد تطورا منهجياً في مسار  الحراك الجنوبي السلمي ، من حيث تجاوز حدود  الرفض السياسي إلى الفعل الشعبي والإصرار على استعادة الوطن المسلوب والمُلحق  لكن هذا الزخم الجنوبي  الغير مسبوق إلى أين يتجه ؟!

هل لديه استراتيجية فاعلة ستتكلل بالنجاح في نهاية المطاف ؟ أم أنه يتأهب وبالاعتماد على فرضية الانهيار الكلي القادم للنظام في صنعاء من ثم  يستعيد  دولة 21مايو 1994م التي عاشت شهر ونصف ؟ هذا رهان قد لا يجاهر به البعض ويخفيه  ولكنه موجود  وبقوة وهو الأبرز من بين كل الرهانات والحسابات والتي أتمنى أن لا تكون خاسرة .. عام 2011م عندما كان نظام علي عبدالله صالح قاب قوسين أو أدنى من السقوط ، اعتبر الكثير من الجنوبيين أن الوقت قد حان وأن الفرصة مواتية لاستعادة الدولة وسرّعوا من وتيرة نضالهم السلمي لتحقيق الهدف  ولم يعملوا حساب لمن اندس بينهم في الساحات من عسس النظام والجماعات المتطرفة والعناصر المأجورة الذين ارتكبوا الكثير من الأعمال الفوضوية التي أضرت بسمعة الجنوبيين ونضالهم السلمي ، واكب ذلك تعافي جزئي للنظام و انتقال  السلطة إلى أيدي آمنة كما قالوا ، ولا ندري إلى الآن من هي آمنة !!

اليوم يتكرر نفس المشهد بأسلوب أخر ، يُتعقد أن آمنة وصلت إلى طريق مسدود وان السلطة من بين  يديها و تتشظى وهذا يمكننا من استعادة حقنا .. هذا يعني أننا لا نمتلك رؤية استراتيجية واضحة لاستمرارية الفعل الشعبي وتصعيده بأساليب سلمية خلاقة ومبدعة .. أعتقدُ أن هذا شيئاً طبيعياً في ظل تشتت الرُؤًى وتعدد المكونات وتقاطع المصالح، كل يوم نسمع عن ظهور مكونات وهيئات ولجان بمسميات وصفات لا تعد ولا تحصى ويتم تجريبها وتذوب في إرهاصات الفعل اليومي وتأتي غيرها وهكذا ..  المطلوب الآن وقبل كل شيء أن نصمد وأن لا ننتظر  مؤشر بوصلة صنعاء أو مساندة الأشقاء العرب الخجولة التي تحركها مصالحهم ، بل علينا مواصلة الاعتصام والثبات في الساحات والتيقظ من المبهم والمؤامرات والدسائس وحملة المشاريع الانتهازية الضيقة ، علينا تنظيم  أنفسنا ورص صفوفنا وخدمة قضيتنا كلٍ في تخصصه .. لو استطاع هذا الزخم الشعبي الكبير والرائع أن ينتج بل يصنع تلاحم حقيقي لكل المكونات والأطياف الجنوبية نكون قد حققنا القوة الذاتية وسيصبح نصرنا مؤزراً ووشيكاً، ولن تقرر مصيرنا بوصلة الأيدي الآمنة.. أو غير الآمنة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص