آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
الجنوب من وجهة نظر شمالية
د. عبدالله الشعيبي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

طبعاً هي عبارة عن استطلاع شخصي لآراء بعض الآراء لشخصيات متنوعة من مختلف الفئات وهي مجرد آراء ليست رسمية وإنما هي آراء شخصية تعبر عن مواقف الأفراد الذين تم التحاور معهم كما أنها غير استطلاعية بالمفهوم العلمي للاستطلاع.

الأسئلة التي نوقشت هي :

= هل يمكن أن يعاد صياغة مفهوم الوحدة بحيث يتم العودة إلى ما قبل مايو ????م وهل يمكن القبول بدولتين وعلاقات أخوة وشراكة وتعاون أم القبول بوحدة فيها الظلم الأكثر على الجنوب لصالح الشمال مع التوافق على منح الشمال نسبة معينه من دخل الجنوب تخصص في المشاريع التي يستفيد منها عامة الشعب ؟

الإجابات والمواقف : بعض منهم يرفض المساس بالوحدة ويقول أنه يمكن أن تعاد صياغة الوحدة خصوصاً بعد سقوط النظام السابق وأن قوة اليمن بوحدته وليس بتمزقه والبعض الآخر يقول أنه يمكن إعادة صياغة مفهوم الوحدة بشكل يحفظ حقوق الجنوب ويمنح الجنوب امتيازات مغرية ترغب بأهله في الوحدة ( وهنا هم يتجاهلون طبيعة الظلم واستمراره لمدة ربع قرن وماذا لحق بشعب الجنوب من افقار وتجهيل وتشرد ونهب لثرواتهم وتدمير لثقافتهم المدنية والأهم هنا هو ازدياد معدل كراهيتهم للوحدة ونظامها السياسي الذي عاملهم كمواطنين درجة ثالثة أو عاشرة ) وهناك نخبة تقر بأحقية الجنوب في تقرير مصيرهم واحترام خياراتهم وصياغة جديدة لعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية أي شراكة عقلانية وضرورة قبول الشمال لهذا الوضع مع تأكيد الجنوبيين في منح الشمال على نسبة من عائدات نفط الجنوب واستثمارها في المشاريع التي تخدم وتنفع شعب الشمال.

= ماذا يعني أن يستمر القهر والظلم على الجنوب من دون إجراءات عملية ؟

الإجابة : الغالبية تقر بذلك مع أن القهر والظلم ليس مقصوراً على الجنوب كما يقرون أن كل الإجراءات والمبادرات لمعالجة الاختلالات المتعمدة في الجنوب لم تكن فعالة ولا صادقة كما يقرون أيضا أن الوضع النفسي للجنوبيين لا يقبل مصادرة تاريخه وثقافته وثروته كونه تربى وعاش في ظلال دولة النظام والقانون التي عجز الشمال على مدى نصف قرن من قيامها ، وهناك قلة ترى أن انفصال الجنوب سيعني المزيد من الاقتتال فيما بينهم ( وهم هنا ينسون أن الشمال لم يكن بعيداً عن الاقتتال والمؤامرات والثارات وكل ذلك بسبب ضعف الوعي الثقافي والعلمي لثوار الشمال والجنوب معاً كما ينسون أن الاقتتال الجنوبي الجنوبي كان على مستوى النخبة الحاكمة من دون أن تفقد الدولة هيبتها ومسؤوليتها تجاه المواطنين في مختلف مجالات الحياة ويتجاهلون عن عمد أن التعدد الثقافي أحد مقومات التطور والنماء والتغيير المتوازن )  .

= هل الانفصال هو مطلب الجنوبيين مع أن الحقيقة والمنطق يقول العودة إلى ما قبل مايو ??م لأن تلك الوحدة تم اغتيالها وباعتراف جميع القوى الرئيسية في صنعاء والتي وصفت الوضع في الجنوب أنه استعمار وآخرين وصفوه بأنه غير أخلاقي وغير عادل ومع ذلك ظل الوضع مستمر رغم سقوط تلك القوى من واجهة المشهد السياسي اليمني وهذا يعني أنه لابد من تصفية وإزالة آثار الاستعمار وتبعاته ؟

 الإجابات : نعم هو مطلب جنوبي يتسع ويتعاظم يوماً بعد يوم ويعترف بعض الناس بأن الوضع في الجنوب استعماري وغير أخلاقي ولا إنساني وأن ما تم هو إحلال لمنهج اللا دولة ويجوز مكافحة الوضع الاستعماري وتأسيس دولة النظام والقانون وهناك من يعترف بالوضع الاستعماري للجنوب ولكنهم ينشدون أن ينتهي هذا الوضع من خلال العمل المشترك والصادق لإنشاء دولة مدنية جديدة ( أصحاب هذا القول لا يفرقون بين مفهومي الدولة المدنية ودولة النظام والقانون وبنفس الوقت يرفضون امتلاك الدولة وحدها للسلاح ) .

= ماذا حققت الوحدة للمواطن البسيط في الشمال والجنوب ولماذا نقبل مثل هذا الوضع الظالم والاستعماري ؟ ولماذا تستمر ثقافة التشدد من جهة ومن جهة أخرى تبعية أفراد المجتمع لمواقف وأفكار تلك القوى الاستعمارية والفاسدة والظالمة؟

 الإجابات : بعض من الناس يرفضون القبول بالاستعمار والتشدد وأن معظم  اليمنيين غير مستفيدين من ذلك الوضع ولكنهم أصبحوا يشعرون بالحرية في العمل والحركة بعد الوحدة وهي استفادة تحققت على حساب إخوانهم في الجنوب والبعض الآخر يتخوفون من انفصال الجنوب كي لا يكون مقدمة لانفصالات أخرى كما يقولون أن الجنوبيين اليوم هم الحاكمون لليمن وبيدهم القرار في إحداث التغييرات المنشودة ( وهؤلاء ينسون أن الجنوبيين لا يسعون للانفصال ولكنهم يسعون للعودة إلى دولتهم ) .

= هل من المنطق أن تكون القوى التي رفضت الوحدة قبل قيامها وبعدها أن تغير مواقفها بمجرد تغير مصالحها ومواقعها فيصبحون وحدويون حتى النخاع بينما دعاة الوحدة الحقيقيين هم الانفصاليين والمتمردين والخونة والعملاء وأعداء الوطن ؟

الإجابات : الكل يقر ويعترف بذلك ويجمعون على أن سبب فشل الوحدة هي تلك القوى التي تمرغت في الفشل والفساد وكان ينبغي التوحد ضدهم والتخلص منهم حفاظاً على الوحدة .

= ما هو الحل العادل والأمثل للوضع الحالي في ظل الرفض الجنوبي لاستمرار البقاء تحت راية الوحدة والاستعمار؟

الإجابات : هنا يختلف الناس بين الرفض لواقع الاستعمار وبين القبول بالتقسيم معللين ذلك بأن الحكمة اليمنية قادرة على تجاوز الماضي ( وهؤلاء يتناسون أن ربع قرن قد فعل فعله في النفس والعقل الجنوبي وعدم وجود ثقة الجنوبيين في الوحدة واستمرارها وإمكانية قيام دولة النظام والقانون ) .

= كلما احتربت الأطراف الشمالية فيما بينها يلجأ الطرف المنتصر إلى استغلال نصره في استغلال الوظيفة العامة بفرض أنصاره في مؤسسات السلطة وبالذات العسكرية ويرفضون إعادة الكادر الجنوبي المقصي من الحياة العملية ثم يتشدقون بالوحدة والدفاع عنها والتأكيد على ضرورة حل مشاكل الجنوبيين وتنفيذ القرارات الخاصة بمعالجة مشاكلهم ولكن من دون جدوى فهل يقبل الشمال هذا الوضع أي حرمان الجنوبي من حقوقه المشروعة بالإضافة إلى وجود الوظائف الوهمية والمزدوجة البالغة ??? الف وظيفة فهل يجوز الاستمرار بذلك ؟

الاجابات : معظم الناس يرفضون ذلك واعتباره فساداً ( ولكنهم لا يعرفون كيف يوقفوا ذلك الفساد ) ولكن هؤلاء لا يَرَوْن مبرراً للانفصال ( هنا نقول لهم أن الجنوب لا يريد الانفصال بل العودة إلى وضعه السابق أو دولته السابقة كما كل فرد يحب العودة إلى بيته بعد أن يتعرض للنهب أو الاغتصاب أو للتشرد ثم إن الجنوب كان دولة ولم يكن ضمن جغرافية الشمال ) ، فقط قلة من الأفراد يَرَوْن أنه من حق الجنوبيين المطالبة بكل حقوقهم وتقرير مصيرهم بعد أن عجزت السلطة في حل مشاكلهم .

والآن وبعد كل هذا هل يقبل الجنوبيون في حالة تم القبول بعودتهم لدولتهم السابقة بإعادة صياغة علاقتهم بالشمال ومنحهم نسبة من دخل نفطهم تجنباً للاحتراب فيما بينهم أو الرفض وبالتالي استمرار الوضع الحالي إلى ما لا يعلم ؟ وكيف يمكن إيصال تلك الفكرة للشماليين واقناعهم بمثل تلك المزايا نحو خلق علاقات شراكة وأخوة ؟ هل من الممكن القبول بفكرة إمكانية قيام وحدة جديدة بعد أن يتم تأسيس دولة النظام والقانون في الشمال والجنوب خلال فترة زمنية معينة أو ترك المجال للأجيال القادمة ؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص