آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:12:11:09
نبض الساحة.. القلوب قبل الجنوب
فضل مبارك

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هل يجدي جنوب في ظل تشظي مجتمعي.. وأنفس محطمة وقلوب متنافرة.

عندما أعلن أبناء الجنوب عن التصالح والتسامح في العام 2007م، "اهتج" و"ارتج" النظام برئاسة المخلوع صالح وأخذ في صنع خطة طويلة المدى لاختراق صفوف الجنوبيين وخلق الفرقة بينهم وفق آلية الاستعمار البريطاني "فرق تسد" ونفذ صالح ضرب الجنوب بنيران أبنائه.. ونجح كثيرا في مخططه الذي لا زال الجنوب يعاني من ويلاته.

واليوم فإن الشواهد شاخصة للعيان على ما أصاب مجتمعنا من حالة انقسام وتنافر.. فاصبح المناضل يضيق صدرا بزميله الآخر.. وأخذ الصراع بينهم على أشده.. والكل يكيد للأخر.. ويسعى الكل إلى نشر غسيل بعضهم.

تناسى الجميع أنهم في مرحلة نضال ثوري.. ينبغي خلالها توحيد الموقف ورص الصفوف من أجل النجاح وتحقيق المأمول، لأنه في ظل ما نلمسه اليوم من فرقة وانقسام في الشارع الجنوبي وصراع محموم وتنافي غير شريف بين القيادات لن يؤدي أبدا إلى الوصول إلى شط آمن للقضية الجنوبية.

لقد بدأ جليا أننا قد تخلينا عن قيم التصالح والتسامح وأنها أصبحت مجرد شعارات نتغنى بها ولا تنفذ على أرض الواقع.. بدليل ما نلمسه اليوم في دهاليز وأروقة المخيمات وفي أجندة قوى وفصائل الثورة الجنوبية.

لقد اعتقدنا أن سياسة النظام ضد الجنوب وأبنائه قد وحدت القلوب، لكن ذلك كان مجرد وهم فقد تكشفت من أول وهلة.. نوايا الكثيرون..

وعليه فإن جنوبا يعيش فيه الجنوبي على أشلاء جثة أخيه،  جنوب مرفوض، وإن أي استعادة للدولة في ظل حالة التربص بين الجنوبي وجنوبي أمر غير مقبول وغير مجدٍ.

إن كان الجنوب القادم.. جنوب يؤلف بين القلوب ويئد المناكفات ويلغي الصراعات وفتح ملفات عفى عليها الزمن فأهلا به..

وإن كان جنوب يصل ليخلق مزيدا من التناحر والتشظي ونبش القبور.. فإنه غير مرحب به.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص