- اندلاع اشتباكات بين الحــوثـيين وقبليين بالجوف
- بعد تبرؤها من الحوثيين.. هل تخلت طهران عن "قرصانها البحري"؟
- جماعة الحــوثــي تمنع دخول السلع القادمة من المناطق المحررة
- حملة لإزالة الأشجار المعيقة للحركة المرورية بعاصمة المهرة
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم الأربعاء
- أسعار الأسماك اليوم الأربعاء فى عدن
- أسعار الخضار والفواكه في عدن اليوم الأربعاء
- أسعار الذهب اليوم الأربعاء 20-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء في الجنوب واليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ثقافة هدم البيوت التي لا يريد الحوثيون الكف عنها لكأنها تقع في صميم العقيدة، هي تعبير صارخ عن النزعة الإقصائية الإلغائية (الجاهلية القبائلية) للجماعة، تغذيها طقوس الهدم (بالتفجير) كإعلان عن "سيد" جديد للمكان، فهي سلوك حربي إحلالي أكثر مما هي سلوك بدائي تطهيري (تحريري).
هي _ في رأيي_ فعل احتلال لا فعل تحرير كما يصوره منظرو الجماعة.
وهي ثقافة تجد أحد تبريراتها في استحكام النزعة الاصطفائية لدى أصحابها، وصورة الآخر (الوطني _ المحلي) في خطابها ومنهجها، بما هو دخيل وطارئ يتوجب تجريدة من أية صلات بالمكان. ومن هذه الزاوية تأخذ غزوات الحوثيين في المناطق الشمالية (ذات الإرث والاغلبية السكانية الزيدية) طابع الحروب الاستردادية. يمارس القادة والمقاتلون الهدم _ بخاصة هدم دور الحديث التابعة للسلفيين_ بروح طائفية تستعذب اجتثاث الخصوم وأي معلم يذكر بوجودهم.
وهي، أيضا وأساسا، كما يقول هنا الاستاذ القدير حسن الدولة، استنادا إلى كتاب المؤرخ الكبير يوسف محمد عبدالله "نصوص حميرية"، سلوك اعتمده سكان المناطق الجبلية في شمال اليمن منذ الدولة الحميرية.
***
ثقافة هدم البيوت هي برهان أكيد على أن جماعة الحوثيين، كما أي جماعة دينية عصبوية، لديها في ذروة فتوتها وعنفوانها، ميل حاد إلى احتكار تمثيل مناطق بعينها، وفئات سكانية من اليمنيين وتعميم نموذجها وفرضه بقوة السلاح حيثما تواجدت.
***
يحدث أن تجنح الجماعة _أي جماعة_ إلى العنف بتعميم ثقافتها ، ومن الثابت أن الحوثيين لا يوفرون فرصة من أجل توكيد أنهم مجرد جماعة منغلقة عند احتكاكها بالجمهور المحلي بعيدا عن العاصمة. ومن المفيد تسليط الضوء على هذه الثقافة ونقدها الآن قبل أن تأخذ حكم العادة، خصوصا وأن الجماعة تواصل حملاتها باتجاه السهول والسواحل بكل ما يترتب على هذه الحملات من استحياء للماضي القريب لدى قطاعات من اليمنيين تختزن ذاكرتهم حملات عسكرية اعتبرها مؤرخو الأئمة فتوحات إسلامية!
مطلوب، بالفعل، كنس هذه الثقافة والاتعاظ من تجارب الماضي عوضا عن التبرير السطحي لها، والتهوين من تأثيرها.