آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:02:57:29
جرعة الإعدام
عصام خليدي

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

 

 ما أصعب الحياة وقسوتها في زمن تتوارى به وتختفي الأعراف والأصول والقيم الإنسانية .. وتجثم على صدورنا وأنفاسنا بصورة متلاحقة الكوارث والمصائب وتعتلي صاخبة مدوية أصوات المنافقين والدجالين والإنتهازيين والعابثين ويدفع الثمن باهضاً البسطاء من أبناء مدينة عدن الباسلة والجنوب المحتل بكل شرائحه وطبقاته المكونة من أمهاتنا وأبائنا وشيوخنا وأطفالنا الصامدين والصابرين المكلومين الذين تنهب ثرواتهم وتسلب وتستباح خيراتهم ومقدراتهم علناً وجهاراً ..

فيموت الأطفال والصغار والعجزة المسنين والأمهات تحت وطأة معاناة الفقر والجوع وشدة الإحتياج لأبسط الحقوق الأدمية وتــتزايد جرعات العقوبات الجماعية اليومية المتكررة في مسلسل إنقطاعات التيار الكهربائي المتواصل ليلاً ونهاراً بطريقة ممنهجة وإختناقات أزمات مياه الشرب مع قسوة لهيب وحرارة ورطوبة صيف مدينة عدن القائض القاتل المميت وطفح المجاري والصرف الصحي وما يتبعه من أمراض وإرتفاع مخيف غير مسبوق في نسبة الموت .

تتواصل تباعاً قوافل شهداء الكهرباء والمياه من كبار السن والمصابين بأمراض الضغط والسكر والرضع من الأطفال والشيوخ ولا حــياة لـــمن تـــنـــادي ...

نــــصـــرخ ونستغيث يا حــــكومة الوفاق .. يا ســــيادة الرئيس منذ سـنوات ولا أحـــداً يســـتجيب (عقوبات جماعية ) .

نـتـوه في البحث عن الحقيقة بين دهاليز وأروقة الساسة والفرقاء في معترك المشهد السياسي المحلي والإقليمي والدولي وتـدمر وتنتهك حرمة وكرامة وحقوق وأدمية وأحلام وطموحات (الإنسان المواطن الغلبان) والوطن ..

 وتــداس على النعال مشاريع الدولة المدنية والعدالة الإنتقالية (الإنتقامية) والمساواة وحق المواطنة المتساوية تحت مظلة الشعارات الرنانة الجوفاء فارغة المضمون والقيمة .

ومن المفارقات العجيبة  وعلى الجانب الآخر تنتفخ بطون وكروش الساسة والزعماء بالتخمة والبدخ والرفاهية على حساب سكينة وأمن وأمان وإستقرار بسطاء الناس داخل المعتقل الكبير الذي يحكم قبضته سجان ليست له أي صلة وعلاقة بأدمية وإنسانية وأوجاع البشر.. ويتم إعلان شهادة وفاة الوطن والمواطن ...

 كل ذلك يحدث منذ سنوات طويلة عجاف قاسية وفي زحمة ماراثون الباحثين عن الزعامات والجاه والنفوذ والسلطة وعلى أشلاء الشهداء وحمامات الدماء في داخل وطن يلفظ أنفاسه ورمقه الآخير ويحتضر بسكرات الموت من تداعيات الإنفلات الأمني والحروب الداخلية وتدهور الخدمات وإرتفاع أسعار النفط ومشتقاته والديزل وما سيتبعهما لاحقاً من غلاء في أسعار المواد الغدائية  وكل مايتعلق ويرتبط بمعيشة وحياة الناس اليومية وينهك إستمرارية الحياة الكريمة في ظل(غياب الدولة وأجهزة الرقابة على الأسعار) وعدم محاسبة من سيستغلون الظروف التي تمر بها البـلد .. تضاف (جرعة الإعدام) مكملة لعقوبات إنقطاع التيار الكهربائي وأزمة المياه المميتة القاتلة وحوادث الإغتصاب والتصفية في شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير ... وللحديث بــقية

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص