آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
الوحدة اليمنية أفقرت الجنوب .. وأغنت الشمال ؟!
أحمد محسن أحمد

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

من لا يتفق معنا بأن الوحدة اليمنية حققت للمحافظات الشمالية وأبنائها ما لم يكونوا يحلمون به فهو يجافي الحقائق ويغلف عين الشمس بمنخل ؟! .. فقد اغتنى حتى التخمة المشايخ في الشمال .. ومعهم رجال السلطة !!.. وأفردوا ريشهم رجالات الدين ولم نعد نسمع من نظرائهم في البلدان العربية والإسلامية من ينافس في الفتاوى والاجتهاد وإشهار الاختراعات العلمية التي لم يسبقهم إليها كبار العلماء والمختبرات العلمية والجامعات التي لم يتجرأ أحد منهم ليقول ما قاله كبير رجال الدين في الشمال عندما أعلن أنه اخترع علاج للإيدز (نقص المناعة) !.. هنا فقط أريد أن يختلف معي أحد .. أو حتى يتفق معي مجاملة .. هل الاختراع بحجم علاج  (الإيدز) لا يكلف سوى الدعاء للسماء والعودة للسلف .. أم أنه سيكلف الأموال الطائلة التي تتطلب الصرف على مراحل البحث العلمي لهذا الإعجاز المفبرك .. واللي يجعلنا نقول .. أن عمر الفاروق (رضي الله عنه .. وأرضاه) قد زجر الأعرابي الذي قضى يومه في بيت الله يدعو السماء لأن تحل مشاكله فقال له .. عمر (رضي الله عنه) .. "أن السماء لا تمطر لا ذهباً ولا فضة" .. ولا ننسى العسكر صغارهم وكبارهم أصبحوا من أغنى أغنياء عسكر البلدان الأخرى الكبيرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا .. وأجزم (قطعاً) أن أكبر ضابط في جيوش هذه البلدان لم يصل في ثروته وإمكانياته إلى مستوى الضابط في الجيش المنتمي إلى المحافظات الشمالية ؟!..والأدلة ماثلة للعيان.. أريد من يثبت لي عكس هذا القول .."ألم نسمع بالعسكري الكبير الذي باع أرضية بالمليارات.. والمشكلة أن هذه الارضية في محافظة جنوبية".. وأن السيارات الفارهة لا يركبها ويسوقها غير أبناء المحافظات الشمالية .. وأبسط دليل على ذلك.. ما نراه في العطل الرسمية كيف تمتلئ الفنادق وأسواق القات والطرقات العامة كيف (تخطخط) السيارات التي يصعب حصر ماركاتها والتعرف عليها .. حتى (النينين .. يعني الصغار باللحجي) نراهم (يفحَّطوا) بالسيارات الفخمة والضخمة في الطرق العامة بل وبعض طرق الشوارع الآهلة بالسكان ؟!.. أما البناء فلا تحدث ؟!.. بس .. مبانيهم في عدن تنعق فيها الغربان؟!.

لكن ماذا حدث ..  وكيف صار حال أبناء المحافظات الجنوبية في ظل الوحدة اليمنية ؟!.. لقد فقدوا كل ما كان لديهم من يسير الحياة والكفاية التي اقتنعوا بها أبناء الجنوب .. لقد أفقرت الوحدة اليمنية كل فرد من أفراد الشعب في الجنوب .. وخاصة عدن التي كان أبنائها يعيشون في ظروف لا يمكن إلا أن نقول عليها بأنها فوق خط الفقر بقليل ؟!.. فلا كانوا من الأغنياء ولا – ولله الحمد – كانوا من الفقراء والمعدمين ؟!.. وهذا ما نلمسه جميعا ً .. فقد أخذ نظام الوحدة كل ما هو بيد ابن عدن وأبناء الجنوب بشكل عام .. وبعدين كل المسئولين أكانوا شماليين أو جنوبيين محسوبين على الوحدة ينظرون إلى ما يعانيه أبناء الجنوب فيقولوا (خليهم يستاهلوا) وعاد بعضهم للأسف يردد ( كان أبناء عدن يتنخفروا علينا) ؟!.. وهذه صفة غير موجودة في أياً من أبناء الجنوب وعدن بالذات .. وعلى إيش يمكن لجنوبي أو عدني با (يتشاطح) على غيره .. معروف أن ابن عدن (مثلاً) كان ولا زال (رغم التغيير إلى الأسوأ الذي حدث له بعد الوحدة) مكتفي براتبه الذي يناله من الحكومة .. لكن هاتوا لي واحد من أخواننا الشماليين المحسوبين على الجهاز الإداري للدولة مكتفي براتبه الشهري والدليل ما نشاهده من (فنجرة) له ولأسرته ؟!.. علي عبد الله صالح بنفسه أقر واعترف بهذه الحالة التي عاشها ويعيشها ابن الجنوب .. فأطلق مقولته الشهيرة .. " على أبناء المحافظات الجنوبية أن يقلبوا يدّاتهم .. فقال لي أحد الظرفاء من أبناء عدن كتعليق على مقولة الرئيس المخلوع .. يا أخي .. كلمَّا قلبت يداتي .. ترجع على شكل الطلبة .. أي ممدودة مثلما يقوم به (ومع الاعتذار) المتسولين .. الطلابين ؟! ...

المصيبة الكبيرة أن قيادات البلد سابقاً ولاحقاً يعترفون بهذه الحقائق .. لكن أي واحد منهم بادر وقطع دابر الشك الذي يسيطر على أبناء الجنوب من صحة وسلامة نوايا هؤلاء الذين يتحملون المسئوليات ويمارسون كل ما يجافي ويعارض مصالح الناس الواضحة ؟!.. عندما نسمع كلاما يردده بعض القيادات العليا بأن هناك معالجة لمشاكل الجنوب وأبنائه الذين ظلموا في ظل الوحدة !.. كيه .. بالله .. واحد يقول لي منذ ً سمعنا هذا الكلام من القيادات الحالية .. خطا خطوة فعلية وعملية "لحل واحدة من (كوم) مشاكل الجنوب وأبنائه" .. لكن لا نرى ونلمس سوى كلام في كلام .. والمحصول بكله   يروح لجيوبهم ؟!..

قال لي أحد الأصدقاء .. "يا أخي .. ألا تلاحظ أن الفساد زاد عما                       كان عليه" .. قلت له .. كيف ؟.. قال لي .. الآن نسمع عن مليارات الريالات تذهب إلى جيوب المسئولين .. ولا من شاف ولا من دري ؟!.. قلت له .. لأن الدولة ضائعة .. أو أنها مشغولة عن هذه المسائل بما هو أهم حسب كلامها .. فقال لي .. لا .. لا .. لا .. أول .. أيام الرئيس السابق .. كان المحصول الذي يأتي إلى الجيوب   (ولا نقول عليه .. حق ابن هادي .. لكي لا يتهمنا البعض بغير نوايانا الصادقة) .. هذا المحصول .. كان هناك فاسد أكبر .. وفاسدين متنفذين كبار يقومون بتغطية كل عمليات الفساد .. ويتقاسموا المحصول .. حق .. ابن .... ! ... الآن تحجم دور كبار الفاسدين .. وعلى بال ما يقوى عود رجال السلطة الجدد الذين سيقومون بتغطية عمليات الفساد الكبيرة نجد صغار عمليات الفساد ..  أو المبتدئين في عمليات الفساد وجدوها فرصة لـ (لهف) المحصول كله .. وبعدين يحلها الحلال .. وبعضهم جرأته وصلت حد قول البدوي الذي قال ..  أي بي سي .. يعني أيش بايسوّي .. فرد عليه الآخر .. سيدي بايسي .. ما حد هوه ؟!.. يعني بمعنى .. سيده الذي بايسوّي ما هلُّوش ..؟! ..

وفي الأخير.. ومع الاعتذار لاصحابنا في الجبهة القومية.. لازلت اذكر بيت الشعر للشاعر البدوي (ابو حمحمة)،الذي هجا الجبهة القومية بقوله.."يا القومية لا ردش الله ..وكبر الله على بوكم..ياذي تقودوها بلا معنى.. نحن نبى من ذي تجيبوه..وانتو تبو من ذي قده معنا.."وهذه الايام وجب القول كالتالي:

يا الوحدة اليمنية "لا ردش الله.. وكبر على بوكم..ياذي تقودوها بلا معنى، نحن نبى من ذي تجيبونه.. وانتو تبو من ذي قده معنا".. مع الاعتذار الشديد لشاعرنا العزيز للتغيير بالاضافة البسيطة ليستقيم المعنى!؟.. اما الاسقاط لهذه الابيات في هذه الايام، فهو اصدق تعبير لما لحق بعدن والجنوب من ظلم وقهر..وافقار؟.. والحليم تكفيه الإشارة ..

  ولنا لقاء ..

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص