الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يبدو بان بعض القوى والنخب السياسية في الشمال لم تستوعب بان عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية ، ولذا نجدهم يستكثرون على جلال عبدربه صفة نجل الرئيس فهم وعلى مدى عقود من الزمن لم يعرفوا رئيساً غير عفاش ولم يعتادوا على التعامل مع نجل رئيس غير احمد وكأن هذه الصفة حكراً على احمد علي وإخوانه بمعنى ان عقارب الساعة توقف عندهم في يناير 2011م اي قبل ان يتربع على كرسي الحكم في اليمن رئيساً اخر غير صالح هو عبدربه منصور هادي كحل لمشكلة الاطراف المتصارعة في صنعاء على السلطة .
ومن هذا المنطلق استكثروا على ان يكون لجلال هادي مبرزاً يرتاده رجالات السياسة ، ومع اني لا اتمنى ان يكون جلال نسخة مكررة من احمد كما اتمنى ان يعمل هادي على تغيير العقلية التي يدير بها البلد حتى لا يكون نسخة طبق الاصل لصالح فالأوضاع التي انتجتها ما سمي بثورة الشباب وتصدع المؤسسة العسكرية والدينية والقبلية للنظام واختلال موازين القوى والدعم الدولي والإقليمي الذي يحظى بهما هادي تمثل عناصر قوة لهادي وليس العكس ومن هذا المنطلق عليه ان يقدم نفسه كرئيساً مختلفاً عن سابقه رئيساً لليمن وليس رئيساً لبعض القوى التي توافقت عليه .
وعلى القوى والنخب السياسية في الشمال الوقوف الى جانبه ومساعدته ليبني لهم دولة لان مثلث التسلط والفيد والهيمنة (التحالف العسكري الديني القبلي) لا يريد دولة ويعمل كل ما بوسعه لعرقلة مخرجات حوار( موفنبيك) بكل الطرق ولذا عمل هذا المثلث على جعل فترة حكم هادي القصيرة جداً اكثر دموية من فترة حكم صالح ، ونقول للمتابكون على سقوط عمران بيد الحوثيين لماذا تحملون هادي ووزير الدفاع مسؤولية ما جرى في عمران مع انكم تدركون جيداً بان هادي لم ينتج القاعدة ولم يصنع الحوثي فهذه بضاعتكم ردت اليكم، واين كنتم عندما سقطت ابين بيد انصار الشريعة في مسرحية سمجة انتم تعرفون منهم ابطالها لم نسمع انكم حملتم احد مسؤولية ما حدث في ابين حين كان فيها حاميها حراميها.
ان قرار مجلس الامن الدولي رقم (2140) الذي وضع فيه اليمن تحت الفصل السابع وما سبقه من قرارات وبيانات اممية وإقليمية اكدت جميعها على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ولا ندري لماذا تركزت القوى والنخب الشمالية على وحدته وتتمسك بها وتنسى امنه واستقراره مع انها تعرف جيداً من الذي يعبث بأمنه واستقراره ،وعلى المجتمع الدولي الذي جعل وحدة اليمن مقرونة بأمنه واستقراره ان يعي بان من يعبث بأمن واستقرار اليمن هي تلك القوى المتنفذة التي ضربة الوحدة واستباحة الجنوب وحولته الى بلد محتل كونها لا تريد دولة وليس الحراك الجنوبي كما يحاول البعض ايهام المجتمعين الدولي والإقليمي.
اكرر دعوتي للقوى والنخب السياسية في الشمال للوقوف مع الرئيس هادي فها هيا فرصة بناء الدولة مواتية لكم وجاءتكم على طبق من ذهب مع ان قناعتي الراسخة التي لا يمكن ان تتزعزع (بان الشمال لا يستطيع ان يعيش داخل الدولة والجنوب لا يستطيع البقاء خارج الدولة) ومع هذا لا مانع من ان تجربون بناء الدولة ولو مرة واحدة في تاريخكم طالما لديكم بصيص امل في التغيير.
ساعدوا هادي لكي يبني لكم دولة وينفذ مخرجات حواركم ودعوا شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه كحق كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية.
وبالعودة الى الحديث عن جلال هادي نجل الرئيس فلم نجدد مبررا واحداً للهجوم الاعلامي الذي أستهدفه ، ولا ندري لماذا انزعج البعض من مبرز جلال ولم ينزعجوا من الالوية والدبابات والصواريخ التي كان يتحكم بها احمد علي ، ولا ادري لماذا ينزعجون لتعيين جنوبي في منصب ما كتصحيح خطاء وقع عليه كبقية الجنوبيين الذين تم اقصائهم من وظائفهم منذ حرب 94م العدوانية الظالمة لمجرد ان هذا الشخص تربطه علاقة طيبة بجلال هادي ، لماذا انزعجوا من جلال هادي مع انه لم يخرق السفينة ولم يكن استثناء عن ابناء الرؤساء والملوك والامراء العرب فنحن لازلنا واقعين تحت الموروث العربي منذ عهد معاوية بن ابي سفيان مع ان الفرق كبيراً فجلال يدرك بأنه نجل الرئيس لسنوات لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة وهادي لم يفكر بتوريث الحكم لأنه استوعب الدرس جيداً واخذ العبرة من سلفه عفاش.
لماذا انزعجوا من مبرز جلال هادي ولم يزعجهم من منح احمد علي رتب عقيد فور تخرجه وتعيينه في منصب رفيع دون ان يتدرج في الرتب والمناصب العسكرية لماذا ازعجهم مبرز جلال ولم تزعجهم الارصدة والإعمال التجارية لأحمد علي وحميد الاحمر ومحسن علي محسن الاحمر وغيرهم من ابناء الذوات الذي يمتلكون الاستثمارات والأرصدة في بلدان وبنوك اوروبا لماذا ازعجهم مبرز جلال ولم يزعجهم استيلاء احمد علي على كم هائل من السلاح وتخزينه لحين تأتي لفرصة للانقضاض على هادي واستعادة كرسي لحكم الذي يعتقدون بأنه فصل على مقاسهم.
كل هذا لان هادي جنوبي فقط والخبرة لن يهدى لهم بال ولا يستقر لهم حال الى بإخراجه مثل ما اخرجوا البيض ورفاقه ليس من السلطة فحسب بل من الوطن برمته وما ضيقهم بهادي ونجله والحملة الاعلامية الشرسة على هادي ووزير الدفاع الى بروفات تحضيرية لتنفيذ مخططهم في اعادة سيناريو حرب 94م والعدوانية الظالمة التي شنت على الجنوب وحولته الى بلد مستباح الى يومنا هذا ، ولذا فهم يدفعون بهادي وأركان نظامه من الجنوبيين الى خوض معارك في جبهات متعدد تجعلهم يفكرون بحماية انفسهم ولا يفكرون بالجنوب وشعبه الذي يخوض نضالاً تحررياً منذ سبع سنوات خلت فهل يدرك تجار الحروب ولصوص الثورات وناهبي الثروات بان الاوضاع تغيرت وان موازين القوى اختلت وان الاحداث تجري بشكل متسارع خلافاً لرغبتهم وان توجهات المجتمع الدولي ليست لصالحهم ، ولم يعد بمقدورهم شفط القروض والمساعدات ولا ابرام صفقات السلاح المشبوهة ولا توزيع بلوكات النفط على المقربين والمؤلفة قلوبهم ، والفتوى الدينية التي كانت قائمة على قاعدة العرض والطلب فقدت بريقها ولم يعد لها جمهور ، وسياسة للمعارض السيف وللموالي العطايا لم تعد ذات اهمية فقواعد اللعبة السياسية قد تغيرت ،وظهر لاعبون جدد افضل منكم لياقة ومهارة وقدرة وهم من يتسيد ارض الملعب ويتحكمون بمجريات اللعب فخسائركم المتتالية كفيلة بإبعادكم عن المنافسة.