آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:17:20:15
اقرأ يا اسود
محمد عبدالله الموس

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كان لإحدى القبائل رجلا يؤمهم في الصلاة من عامتهم، وما يعيبه في نظر البعض انه اسود، وقد نزل شيخ إحدى القبائل المجاورة ضيفا لدى قبيلة (الإمام الأسود)، وحين وقفوا لأداء صلاة المغرب لاحظ الشيخ الضيف رجلا اسود يستعد ليؤم المصلين.

انتفض الشيخ الضيف قائلا: أيؤمكم هذا الأسود؟، فرد شيخهم بالإيجاب مبينا أن الرجل حافظا للقران، لكن الشيخ الضيف أبى أن يصلي خلف إمام اسود فسمحوا لهذا الشيخ أن يؤمهم في الصلاة، فتقدم الصفوف كأمام وبعد تكبيرة الإحرام أردف قائلا: اقرأ يا اسود.

هذه الواقعة تذكرنا ببعض القائمين على شؤون البلاد والعباد، بمختلف المستويات، حيث المسؤولية تشريف وترضية وليست تكليف وواجب، وقد شاهدت، في إحدى نشرات الأخبار، وزيرا يرأس لجنة للتحضير لفعالية ما، أنت وأنا وهو نعلم أن لا فهم للرجل حتى بمفردة عنوان الفعالية بسبب طبيعة اهتماماته وحاجة الفعالية إلى فنيين متخصصين لإنجاح هذه الفعالية، أن نجحت.

يرجع ذلك بالطبع إلى عشق التصوير المتلفز، والاهم من ذلك إلى أن الرجل الذي يقف في الصف الأول يجب أن يحصل على النصيب الأكبر من البدلات، الهلامية التي تمتد من بدل الجلوس إلى بدل التصوير وما بينهما، حتى لو كان صوت المقرئ قادما من الصفوف المنسية.

ولان الشئ بالشئ يذكر، فقد أصبحت الجهات الحكومية تتضارب على الاستحواذ على مصالح الخدمات، ليس بغرض التسابق لتقديم الخدمة ولكن للاستئثار بالموارد الشحيحة أساسا، ولو كان الهدف من هذه الموارد، أن وجدت، هو الموازنة العامة فليس هناك فرق بين أن تتبع المنشأة هذه الجهة الحكومية أو تلك، لكن الهدف في (بطن) الساعي لإتمام الطبخة، كما يقولون!!.

 آخر هذا التضارب الحكومي، الذي ترك كل مشاكل البلاد (المتلتلة) وذهب ليسرق جهد بعضه البعض (كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)، هو سعي وزارة النقل للاستحواذ على الموانئ البحرية، وهو لن يمس الموانئ الخاصة التي تنتقص من الحق السيادي للبلاد.

الهدف هو الاستحواذ على الموانئ السمكية، وفي مقدمتها الميناء السمكي بعدن المقام أساسا لخدمة تناول الأسماك والأحياء البحرية وتقديم الخدمات اللازمة لسفن الصيد ويشمل هذا الميناء مخازن ضخمة لتجميد وخزن الأسماك وصالات معامل تحضير الأسماك وورش صيانة سفن ومخازن اللوازم المرتبطة بها، بالإضافة إلى عدد كبير من الكوادر المتخصصة التي تعمل على إدارة هذه الخدمات، فهو ليس مجرد رصيف، (يا بتوع الأرصفة) الذين حولتم ميناء عدن إلى مجرد أرصفة تستجدي الزوار ولم تحيوا خدماته الهندسية والخدمية التي تجذب الزبائن إليه، المسألة ليس أن تقف في مقدمة الصفوف وتطلب (اقرأ يا اسود).

صرت، وغيري كثير، على يقين أن هذه البلاد تنغمس أكثر في المصاعب بفعل الحكومات المتعاقبة وذيولها في المحليات (عدى عبد القادر هلال وما عمله في صنعاء) كل منها تمسح السبورة وتبدأ من جديد، تدار بالمزاج (كل وشطارته)، ليس هناك إحساس بالمسؤولية المشتركة ولا بأن الحكومة تعمل كفريق واحد أنها اقرب إلى حكومة (من لقي صاحبه حنجل له)، بجملة أخرى وأخيرة، لقد أصبحنا فعلا ( قدر مخضرية كبير اوي)،، خواتيم مباركة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص