الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أنا لا أصدق أن ابين أنجبت ثلاثة رؤساء جمهوريات وهذا يحدث فيها على المستوى الإداري والقانوني والثقافي والحضاري فقد عرفت أبين الإدارة والقانون والثقافة والفنون والنوادي الرياضية في كل مدينة وهذا ما حدث في الخامس والعشرين من يونيو 2014م، فقد احتل حارس مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع أبين مقر الاتحاد في الشارع الرئيس بالعاصمة زنجبار ورمى لوحة الاتحاد وشعاره بحجة (من شربته أمه لبن فليأتي ليوقفني).
فرمان يعين شخصا يحمل شهادة البكالوريوس آداب قسم اللغة العربية بجامعة عدن بدلا من شخص قضى في هذه المهنة أكثر من خمسة عشر عاما ولديه شهادة الماجستير في الهندسة المدنية وهو أيضا ابن أحد شهداء الثورة اليمنية التي لا تزال أحد مدارس المحافظة تحمل اسم ابيه الشهيد.

ما ذنب هذا المهندس الكفء المؤهل وما استحقاق صاحب التعيين الجديد؟ ..ليس له استحقاق لشغل هذه الوظيفة سوى أنه من حزب مناضل كبير في اقطاعية أحد أحزاب التوافق ومن أهل الثقة في سلطة السلطان وحزبه، وما الاستحقاق الآخر هو قلة الخبرة وعدم وجود المؤهل العلمي التخصصي والمهني لشغل هذه الوظيفة والاستحقاق الثالث والأخير وهو: التقرب من عشيرة المناضل الكبير في الاقطاعية لتطمئن العشيرة أن منهم أهل ثقة السلطان وحزبه.

حدثني أحدهم: بأن أحد مدرسي الثانوية بزنجبار جاء إلى أستاذ مساعد بكلية التربية بزنجبار يدرس مقررا دراسيا تخصصيا في مساق البكالوريوس المستوى الثالث وطلب منه أن يتنازل عن تدريس المقرر قائل له: أن شخص تعبان وعاجز وانا اريد منك التنازل لي عن تدريس المقرر الذي تدرسه لكي يرفع اسمي في كشف الانتداب بحكم فقال الأستاذ المساعد بهدوء: تفضل عيوني خذها ولكن هل أتنازل لك عن المقرر لهذا العام؟، وأنت ترى ملفات الطلاب بين يدي أصححها أم أتنازل لك عن المقرر للعام القادم؟، فقال له اصبر أنا ملخبط ومربوش دعني أفكر فبحلق بعينيه ورفع حاجبيه وقال سوف أقوم بعمل اتصال ثم أرد عليك وبعد الاتصال قرر أنه يريد التنازل للعام القادم قال له الأستاذ المساعد عليك أن تتأكد من محدثك قال أنا متأكد قال هلي لي أن أتكلم مع من اتصلت به قال نعم لا مانع فأخذ الأستاذ المساعد الهاتف ليتكلم مع هذا الشخص الذي يستشيره مدرس الثانوية ليترك له عمله وأخذ الاستاذ المساعد المسكين الهاتف ليسمع إلى الناصح الأمين لمدرس الثانوية وبعد التحية السلام قال الأستاذ المساعد كل شيء للبيع؟ وأغلق الهاتف فرد الأستاذ المساعد لمدرس الثانوية هاتفه في ذهول شاكرا له صنيعه.. وقال أيضا شوف يا أستاذ أنا مش عارف أي شيء يا أستاذ أنت تعبان وعاجز وما عندك قدرة وأنا واثق انك سوف تتنازل لي عن المقرر الدراسي.. ومع كل ذلك أيضا لم يجبه وسحب له ورقة من مذكرته وطلب منه أن يقرأها وبعد أن أكمل القراءة قال يا استاذ لا ليتني مثلك وعندي هذه القصيدة جميلة اسمح لي أصورها بالهاتف لارسلها عبر الفيسبوك أنا عندي أصدقاء في أوروبا وأصدقاء كثر هنا وهناك قال الأستاذ سوف أعيد كتابتها بخط جميل لتليق بالهاتف الجميل وسوف نلتقي غدا عصرا قال لو سمحت لي ظروفي ولم يعد.