آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
إعلامنا بحاجة إلى مراجعة شاملة
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يعيش إعلامنا فترة ركود كبيرة بسبب السياسة الإعلامية التقليدية الغير واضحة والتي تتنفس برئة الماضي وترفض مواكبة أنظمة العمل الإعلامي الحديث في ظل الثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم .

لابد للإعلام البحث عن وسائل وطرق جديدة للتواصل مع شرائح المجتمع وبالذات الشباب وبالمقابل الحد من البرامج التقليدية التي عفا عليها الزمن ، الأثير أصبح الان مفتوحاً على مصراعيه يموج بملايين الذبذبات وموجات الـ (FM) والقنوات الفضائية المتعددة وصحافة النت بأعداد هائلة.. وإعلامنا لازال يخاطبنا بأسلوب وثقافة ابن المقفع و بديع الزمان الهمذاني أو الشاعر المقنع الكندي ، ذلك الأسلوب الممل والذي كان له رواجاً وتأثيراً في حقب زمنية معينة وولى وانقضى ولكل زمان بضاعته(كما يقال) .. 

الاهتمامات المجتمعية الآن تتجه نحو الإيقاع السريع للحياة ! أصبح العام يمر كالشهر والشهر كالأسبوع وهكذا ، مَنْ مِن الناس سيسمعكَ إلى النهاية إذا تحدثت في خمس دقائق عن  كتاب الإمتاع والمؤانسة أو علاقة العرب بالعجم ؟  لا أحد .. إذن كيف يستطيع الإعلام المساهمة الفاعلة في خلق وعي  في أوساط المجتمع بكل شرائحه وهو يعاني من وجود رموز محنطة تتحكم بكوادره الشابة وتعيق إبداعاتهم الرائعة نحو تحقيق طموحاتهم المستقبلية .. لازالت معظم القيادات الإعلامية تفكر بعقليات الإعلام الشمولي الذي يتحدث عن المؤامرة والغزو الثقافي والإعلامي وغيرها من هذه المصطلحات المنقرضة والبعض منهم لا يهمه إلا شيئين اثنين فقط (المنصب والمال) .. الإعلام المحلي بحاجة إلى مراجعة جذرية شاملة على مستوى الوزارة والمؤسسات الإعلامية التابعة لها تبدأ من رسم أهداف وسياسة إعلامية واضحة تواكب مهام المرحلة القادمة وهي تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ، مروراً  بتحرير  الأجهزة الإعلامية من المركزية القاتلة التي تكبل الإعمال الإبداعية التي من المفترض أن يقوم بها الإعلاميون ، بالإضافة إلى إطلاق حريات الرأي والرأي الآخر وفق أسس مهنية شفافة ..

ولابد أن إعطاء لمسألة التأهيل والتدريب قدر وفير من الاهتمام والمال لما لهذه المسألة من أهمية في إعداد كادر شاب ذو قدر مهنية ممتازة حتى يستطيع تنفيذ تلك السياسات والأهداف المرسومة . نعلق آمال كبيرة على القيادة الجديدة لوزارة الإعلام المتمثلة في معالي الوزير الأستاذ نصر طه مصطفى ونائبه الأستاذ فؤاد الحميري ، للنهوض بمستوى أداء الرسالة الإعلامية ، ونتمنى عليهما الاستماع إلى الهموم العامة للإعلاميين و تشكيل هيئات في كل مرفق (خاصة في الإذاعات والقنوات الفضائية ) لإنتاج وصناعة الأفكار ليقوم المبدعون بتحويلها إلى برامج واستطلاعات وأعمال درامية ناجحة تساهم في تشكيل وعي مجتمعي جديد  . 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص