آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:15:01:51
الأفول .. وسقوط الساقطين
علي صالح جسار

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

من محاسن الأزمات.. سواء كانت كبيرة أم صغيرة.. أنها تعري وتفضح وتكشف.. فلا شيء يستر عري الذين يتساقطون أو يسقطون، أو انتهت أدوارهم التي مارسوها بزيف سنوات وسنوات.

"اضرب سيدي الرئيس باراك".. ربما كانت هذه العبارة، ولا زالت.. الأكثر تردادا خلال الأعوام الثلاث الماضية، على ألسنة مثقفين وساسة عرب!!.. وهل هم حقا عرب؟!.

المفجع أنها لم توجه لحاكم عربي لضرب إسرائيل مثلا.. بل وجهت باستجداء ذليل ولا فت "للرئيس باراك" لضرب سوريا وتدميرها، وفي وقت زين له بعضهم الأمر على أنه ضروري للواجب الأخلاقي للغرب.

وأنها فرصته الأخيرة لإثبات مصداقيته، وتحسين صورته أمام العالم.. وكان البعض الآخر أكثر صرامة وتعبيرا عن واقع الحال حين قال حرفيا :"بصراحة، ما لنا غيرك يا مولانا"، ولسان حاله يقول : افعلها.. وإلا لست من نسل يعرب ابن قحطان!.

والحقيقة الثابتة أن مولاهم وسيدهم وولي أمرهم ونعمتهم الأمريكي خذلهم هذه المرة.

بعدما فعلها أسلافه مرات كثيرة سابقا.. وإذا كان العدوان الغاشم سابقا لأسباب يعرفها الجميع.. إلا أنه – اليوم – ليس بسبب ضعف الرئيس الحالي وتردده فقط.. كما روج البعض، ليقلل من قيمة ما حصل.

بل بسبب تغيرات مشهودة في المشهد (الجيو سياسي) العالمي، كان من أبرز صورها، قوة الفريق المواجه وتصميمه على جعل العدوان أكثر من مجرد نزهة، اعتاد عليها الأمريكي في بلاد العرب الشاسعة.

ومن هنا يتأكد لنا أن العصر الأمريكي دخل مرحلة الأفول، وأحلام الإمبراطورية الأمريكية أخذت تتراجع بفعل عوامل بعضها داخلي أمريكي، وبعضها الآخر يتعلق بالتطورات خارج أمريكا.

ولا نبالغ أو نجافي الحقيقة، إن قلنا لقد ارتفع الحديث عن عصر ما بعد الإمبراطورية، بعد ترسخ القناعة لدى الكثير من الاستراتيجيين الأمريكيين بحتمية دخول العالم نحو عالم جديد.. ونظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص