- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
قصر الروضة في حوطة لحج، الذي بناه السلطان عبدالكريم فضل (1919 - 1946)، على غرار قصر القبة في مصر.. قصر صمم كمأوى لضيوف السلطان الكبار، به بستان صغير غرست فيه أشجار المانجو والعنب، وبه حمام سباحة ونهر صغير جار من مياه الغيول، وبجوار قصر الروضة محطة رئيسة من محطات القطار، الذي كان يربط مدينة عدن بحوطة لحج.
قبل ليلة من وصول الكاتب اللبناني أمين الريحاني؛ طلب السلطان من خيرة عماله البستانيين أن يقوم بتهذيب الحشائش التي طالت عن حدها، وتشذيبها بشكل يسر زائره القادم.
البستاني قام بعمله خير قيام، وقضى تلك الليلة والليلة التي بعدها في تشذيب الأشجار، وتهذيب الحشائش، وأخذ منه التعب والإرهاق حداً؛ حتى إنه لم يستطع ان يواصل عمله إلا بعد ان يأخذ قسطاً من الراحة.
وبينما كان يواصل راحته؛ لمح من بعيد (سلة غذاء) يطلق عليها (جعبة) بداخلها (كدرتين) من الخبز الأحمر، وحوتين من السمك المجمر، معلقة على فرع شجرة، وتحتها "جبنة" القهوة، وأخذ يفكر فيها فيما اذا كانت هذه (الجعبة) عشاه، أو عشاء إنسان آخر، وأخذ يقلب أفكاره يمينا وشمالا، فوجد في الأخير أن هذا العشاء مخصص له؛ خاصة والعشاء وجد في مكان العمل الذي يقوم به!!
جاء الكاتب اللبناني راكباً (الكبينة) الخاصة بكبار الضيوف في القطار، ونزل في المحطة المقابلة لقصر الروضة، ليجد الأمير (القمندان) وأخاه السلطان عبدالكريم فضل في استقباله، وسارا به إلى غرفة الضيوف المعدة له.. وبينما كان الكاتب أمين الريحاني يتسلى مع القمندان بلعبة الشطرنج، كان السلطان عبدالكريم فضل يعزف على آلة (البيانو)، التي أحضرها من لندن، والتي أهداها له قصر (باكنجهام) الملكي كهدية من حكومة صاحبة الجلالة، وكانت زيارة السلطان زيارة خصوصية لجلالة الملك جورج الخامس (17 شوال 1342هـ).
استطاع الكاتب أمين الريحاني أن يغلب الأمير فضل القمندان في لعبة الشطرنج، وعندما أكمل السلطان وصلاته الموسيقية على (البيانو) نزل الى حلبة الصراع الشطرنجي، ولعب مع أمين الريحاني، وفي هذه المرة؛ تغلب السلطان عبدالكريم فضل على أمين الريحاني.. ثم اصطحباه إلى غرفته كي يتعشى، وينال قسطاً من الراحة.
البستاني، الذي أعياه التعب، التهم العشاء وأخذ عدته وغادر قصر الروضة متوجهاً الى منزله، وفي الوقت نفسه؛ قادت السلطان بطنه الى الشجرة التي كان عشاه معلق عليها ، وبحث عن العشا فلم يجده، فثار غضبه وطلب من حراسه ومخدوميه أن يبحثوا له عمن أكل عشاه.. وكان للبستاني حظ سعيد عندما لم يتذكروا تلك الليلة أنه كان المسؤول الأول، والمشتبه به في أكل عشاء السلطان، ولو كانوا عثروا عليه في تلك الليلة؛ لكانت ليلته سوداء!!
عرف السلطان عبدالكريم فضل - فيما بعد - أن البستاني (النوبي) هو الذي أكل عشاه، فأمر بحبسه لتطاوله على أكل عشاه.. لكن (النوبي) كان له عذر مبرر في أكل عشاء السلطان، والعذر هو أن السلطان احترم البستاني بتقديم العشاء له بعد طول ساعات العمل، وإظهار البستان بشكل يشرف زواره الأجانب، ولو كان أحد أخبره بأن السلة المعلقة على الشجرة هي عشاء السلطان؛ لما اقترب منها، أو أكلها!!
بعد ذلك؛ أفرج السلطان عن (النوبي)، وأعطاه تعويضاً عن سجنه، محذراً إياه أن (جعبة) السلطان تختلف عن (جعاب) الدنيا كلها، وقد سجنه لأنه لا يعرف (جعبة) السلطان، مع أن أهالي لحج كلهم يعرفونها من بعيد، ومن بقية (الجعاب) المحلية، أو المستوردة!!