آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:13:57:41
إذا كان من "حسبة" فأيهما يستحق الجلد؟!
علي منصور أحمد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

بالأمس تلقيت عدداً من الاتصالات من عدد من الأصدقاء والقراء والمتابعين الكرام، ممن أكن لهم كامل الحب والود والاحترام، بين مؤيد ومعارض، على ما تضمنه منشوري الأخير على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، ممن تناقلوه على صفحاتهم على الشبكة العنكبوتية.. المثير للجدل، كما وصفه الكثير منهم، الذي كان تحت عنوان (إذا كان من "حسبة" فأيهما يستحق الجلد)؟!

وضعت مقاربة منطقية من وقائع الأحداث كما جرت، وشهدها معنا الكل من أبناء شعبنا والعالم.. لا أعتقد أنني افتريت فيما قصدته، أو تجنيت على أحد، فليست لي خصومة مع أي منهما (البيض والنوبة)، كلاهما جنوبيان، ونكن لكل منهما جل الاحترام.. ولأنهما ارتبطا بمسؤوليات وطنية رفيعة في "الشأن العام"؛ هنا من حق أي مواطن تهمه أو مسته إجراءات عهد أي منهما "سلبا أو إيجابا"، من حقه تقييم ونقد تصرفات أي منهما، أو غيرهما.. دون إساءة أو تخوين، لأن من له الحق في تخوين الناس هو القانون وحده "إن وجد"، وساحات القضاء هي وحدها المعنية بذلك.

قدمت مقاربة موجزة ومبسطة بين سلوك وممارسة، وإجراءات وتصرفات محددة لكل منهما (البيض والنوبة).. وطرحت هذه المقاربة والتساؤل على الرأي الجنوبي عامة, لعل وعسى أن نتعظ من تجارب الماضي الجنوبي الحزين، وخطورة التحريض والتخوين بحق بعضنا.. لعل وعسى أن نسهم في تصويب مفاهيم الوعي "الجمعي" المظلل، الذي يحاول البعض تزييفه بالكذب والافتراءات المظللة.. وكشف زيف "التهويل" الإعلامي المتطرف واللاعقلاني الذي نشهده اليوم بين النخب الجنوبية، وانعكاساته السلبية على وحدة الصف الجنوبي وقضيته العادلة، الذي أعقب لقاء (النوبة) الرئيس (هادي).

قدمت تساؤلا منطقيا مشروعا، ببراهين وأدلة دامغة "مختصرة ومحددة"، ليست جديدة أو أنها تنشر وتحكى لأول مرة.. هدفنا منها أن يعود أصحاب هذا المسلك السلبي الضار إلى رشدهم، والكف عن التطاول على الناس وقذفهم بالألفاظ المعيبة، والتحرر من عقد "الوصاية الأبدية" على شعب الجنوب الأبي، والإقلاع عن ممارسة العادة اللئيمة في الاستخفاف بالناس و"استهبال" عقول الجماهير.

ولأنني كاتب معروف، امتهنت الصحافة منذ أمد بعيد، وأكتب ما أعنيه بجراءة مهنية صرفة، وشجاعة أدبية دون مواربة من أحد، وبما يمليه على ضميري، وأيا كانت نتائجه وردة فعله - سلبا أو إيجابا - فإنني لست بحاجة لشهادة من أحد أو توصية سحرية أو هبة سخية، أو ارتزاق مدنس.. قاومت منذ وقت مبكر قبل وبعد حرب الاجتياح بكتاباتي، وصوتي نظام "المخلوع" والاحتلال.. وهو في عز مجده وانتصاره، ولا أخاف من قول كلمة الحق.. مهما كلفني الثمن، وسأظل وسأبقى هكذا ما حييت!

قدمت تساؤلا مشروعا.. لا أقل ولا أكثر.. ولم أرتكب جرما مشينا بحق أي منهما (البيض أو النوبة)، أو الإساءة إلى أي منهما.. حينما قلت: فإذا كان من "حسبة" ينبغي تطبيق عقوبتها على من اقترف أسوا جريمة بحق شعب الجنوب، فينبغي أن نضع كل ذوي الضمائر الحية من أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم مثقفونا النبلاء، ووجهاؤنا من العقلاء، أمام المقارنة الآتية:

- من قدم الجنوب (دولة وثروة ووطن وشعب.. وأرشيفه كاملا) على طبق من ذهب .. لقمة سائغة لأسوا نظام ديكتاتوري "عسكري قبلي" عائلي بامتياز.. كهدية ساذجة - دون أي مقابل - إلى يد الزعيم (صالح) المتغطرس الهمجي، وما ألحقه من تداعيات ومساوئ أليمة موجعة بحق شعب الجنوب العظيم ؟!

- من كان له السبق بتأسيس وقيادة وانطلاقة الحراك السلمي الجنوبي (العميد النوبة) لمجرد أنه ذهب إلى صنعاء، ولأنه جنح للسلم بعد أن أغلقت في وجه شعبه كل الأبواب, ليضع يده في يد أشجع قائد عرفه التاريخ الجنوبي والشمالي، وأول زعيم في العالم جاء إلى كرسي الرئاسة متوجاً بالتأييد الإقليمي والدولي، وتحمل على عاتقه ما أفسده الفاشلون.. الرئيس "عبد ربه منصور هادي"، الذي يحسب له الفضل والعرفان بالجميل في أنه أعاد "القضية الجنوبية" إلى واجهة المشهد الدولي، ووضعها على طاولة "التدويل" في مجلس الأمن الدولي , وأعاد إلى الجنوبيين بارقة الأمل الذي افتقدوه في غيره من صناع الفشل الأغبياء، والمزايدين المهرجين؟!

وما المقارنة بين من ذهب بالأمس إلى صنعاء منتشياً، وهو في عز مجده وبكامل قوته وعنفوانه، وسلم دولة بحالها على طبق من ذهب.. وبين من ذهب اليوم إلى صنعاء وحيدا بمفرده منكسر الكبرياء، مكبلا بالضعف والهوان.. سعياً منه في محاولة الظفر باستعادة ما تيسر، وما خف حمله لما تبقى من حطامها المدمر، إن بقي هناك شيء منه يذكر!!  

فأيهما يستحق أن تطبق عليه "الحسبة" بالجلد، وأي جلد يستحقه؟!

فهل أنا أخطأت؟!

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص