آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:19:16:51
يوم "الربوع" !
عيدروس باحشوان

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

كاد زمام الموقف أن يفلت من يد الرئيس (هادي)، لولا ذلك التحرك السريع لمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية داخل أمانة العاصمة، بعد ظهر الأربعاء 11 يونيو الحالي.

إنه استخلاص لمجريات الأمور خلال ساعات محدودة من "يوم الربوع" تابعتها عن كثب، وشاهدتها بأم عيني في بعض شوارع، وطرق مهمة ومفصلية كانت مسرحاً للاحتجاجات؛ لأعداد ليست بالهائلة، ولكنها شكلت تهديداً حقيقياً للنظام، ومركز القرار السياسي فيها.. خرجت تلك الأعداد المحدودة موزعة على شوارع: حدة، الستين، القصر، علي عبدالمغني، وفي أحياء وشوارع رئيسية، وأحرقت الإطارات وقطعتها بالأحجار والطوب، ورددت شعاراً واحداً كان على مسمع الأكثرية من أهالي الأمانة: "يا علي ارجع.. ارجع، نحنا كنا بندلع"!.. والأكثر دلعاً؛ بدا واضحاً في تعامل تلك الآليات العسكرية والأمنية، التي تحركت تسبقها "الونانات"، فتعاملت بدلع جم، ودعابة في إطلاق رصاص "الدوشكا" في الهواء، وظل يدوي بين ساعات العصرية والمغرب، فيما انشغلت المصفحات، التي تقتل في عدن والضالع وحضرموت وغيرها من مناطق الجنوب أي محتج، وتعترض المشيعين وجثامين الشهداء، التي تشق طريقها إلى المقابر.. لكنها في الأمانة؛ انشغلت بإطفاء الحرائق، ورفع الإعاقات، وزاد الدلع أكثر بتلك القبلات التي أرسلها اللواء الثائر (الترب) للمحتجين، خلال نزوله إلى ميادين الاحتجاج!!

قبل يوم واحد من تلك الحرائق ازدادت حدة "سلام الله على عفاش" حدة في الشارع العام، فلا تذهب أو تقصد مكاناً عاماً في الأمانة إلا ويرددها الصغير قبل الكبير، وكأنها "كلمة السر" التي تدفع الناس للخروج إلى الشارع في اليوم التالي.. زد على ذلك؛ فقد بلغت إلى مسمعي خلال الـ 72 ساعة التي قضيتها في الأمانة، برفقة الزميل والصديق بلال غلام، لحضور حفل توقيع كتابه "زوايا من تاريخ ولاية عدن" - بعد أن عجزت ثقافة عدن عن إقامته - بلغت إلى مسمعي عبارات السخط  والتذمر، والكراهية للنظام: ابسر يا (هادي).. لا كهرباء ولا ديزل ولا بترول.. ما هو ده يا (هادي)؟.. رجعوا لنا (عفاش) يا خبرة.. وسلام الله على (عفاش)!!

خلاصة؛ تمت السيطرة على الموقف، ولم يفلت زمامه من يد (هادي)، لكنه في تقدير الكثيرين مجرد "بروفة" أولية على مستوى الشارع، وقياس نبضه!!

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل