آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:14:37:00
الفهلوي ,, رجلينفعلكلمكانوزمان !!
علي احمد السقاف

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

اسمع كثيرا عن هذه الكلمة المسماة , الفهلوي . أعرف معناها  ببساطتها . وتتردد كثيرا وخاصة بين المثقفين والنخب . هذا فهلوي أو أحيانا يقال أنها الفهلوة . لكن من هو الفهلوي .  . هناك الكثير مما كتب عن الفهلوة والفهلوي . تقول الدكتورة أمل الطعيمي في مقالتها المنشورة في صفحتها على تويتر  في سبتمبر 2013  " إن الفهلوي هو الماهر البارع القادر على التكيف مع المتغيرات والقادر على تكييف الآخرين لما يريد . وهو المحتال بطرق تبرز ذكاءه فلا يتنبه لخطره أحد .  الفهلويين  تجدهم  في كل مكان وزمان , يتساوى في ذلك المتعلم والمثقف والعامل البسيط والعامل على رأس هرم دائرة ما والعامل أيضاً بينهما. والمزعج في الأمر أن الفهلوي يحصل على ما يريد ويحصل على ما يستحقه غيره ويعتبر هو أن كل ما يحصل عليه نجاح وتميز استحقه بجدارة!! "

الفهلوي يمكن أن يكون فاسدا لكن ليس كل فاسد فهلوي . والفهلوة تبنى عبر مراحل من الزمن وتنتشر في تلك الأنظمة الهشة أو الدول الهشة والرخوة , حيث لا يوجد رقيب أو حسيب . تاريخ الفهلوي مليء بالمغامرات والقصص الغريبة . إذا رجعت الى السيرة الذاتية للفهلوي , تجده قليل العلم والمعرفة . تجد مثلا مستواه التعليمي في مراحل التعليم الأساسي والثانوي مقبول أو جيد . لكنه ينتقل في مراحل الدراسة مع المنتقلين و يجتاز المراحل الجامعية وربما الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه . وكلها بالفهلوة . أما وقد بدأ حياته العملية تجده يترقى في الوظيفة بشكل أسرع من غيره ,, وربما يصل إلى كرسي الوزارة . لكنه ليس عن كفاءة واقتدار لكنه بالفهلوة .

الفهلوي بطبعه شخصية انتهازية , وشخصية براجماتية . ينفع لكل مكان وزمان . ويتلون سريعا حسب المستجدات ,, وتجده في السياسة ينتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين . وفي الظروف الحرجة تجده في الوسط او يمين الوسط . إنه يتلون حسب البيئة التي يجد نفسه فيها .

ولا يغيب عن بالنا فإن الفهلوي يتمتع بذكاء خارق . لكنه ذلك الذكاء الذي يستخدم في الفهلوة . ونظرة إلى عالم الفهلوة تجد أن أعدادهم قليلة جدا . لأن الفهلوة تحتاج إلى مهارات . ما يميز الفهلوي  عن غيره , أنه متعدد المواهب . تجده يتحدث في السياسة كأنه مارجريت تاتشر . وإذا عرج إلى الأدب , كأنه نجيب محفوظ أو توفيق الحكيم . أما إذا جرى الحديث عن الديموقراطية ,, فهو ديموقراطي حتى النخاع كأنه نيلسون مانديلا . من مميزات الفهلوي يحب كثيرا أن تسلط عليه الأضواء . فتجده في كل وسائل الإعلام يتحدث في كل شيء , ابتداء من السياسة وانتهاء بالرياضة . لكن الفهلوة لا تجتمع مع القيم العليا كالأخلاق والعدل والمساواة . وفي السنوات الخيرة فإن قطر دائرة الفهلوة والفهلويين بدأت في الاتساع  . لكن ذلك بحاجة إلى دراسة متأنية لمعرفة الأسباب والمعالجات وربما المتخصصون في علم الاجتماع يفتونا في أمر الفهلويين !!

** أستاذ الاحصاء , جامعة عدن . زميل جامعة سيراكيوز للتعليم المدني والقيادة , نيويورك

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص