آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
بين التهميش وفقدان الكرامة .. عائشون !!
علي محضار الكلدي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها , سمراء اللون رثة الملابس أقبلت تمشي حاملة طفلا صغيرا , تسآءلتُ هل من الممكن ان تكون أماً له ؟؟ دنت مني فسألتها : هذا ولدش ؟؟ هي : لا هذا ولد جيراننا أنا : ليش إنتِ تربينه وين أهله ؟؟ هي : راحوا يشتغلوا يجيبوا حق العشى أنا : وأمه وين ؟؟ هي : كلهم يشتغلوا فتفهمت قصدها وقلت خليهم يربونه أعطيه أمه يمكن يبكي ويبغى حليب من أمه هي : بعطيه الرضاعة أنا : إنتِ عادش صغيره على التربية هي : لازم نربي عيالهم عشان لما أكبر ويجوني عيال أني بشتغل وهم بيربوا لي عيالي .. أنا : إبتسمت لها وقلت ستربينهم بيدك ان شاء الله هذه الفتاه واحدة من مئات الاشخاص الذين يحملون نفس التفكير , إنها من الفئة الأكثر اضطهادا في مجتمعنا فئة المهمشين أو كما يطلق عليهم البعض ( الأخدام ) لا يحملون سوى هَم المعيشة والرضى بالهوان والذل الذي هم فيه مستسلمين لمستقبل مجهول بإنتظارهم ناهيك عن المعاملة السيئة التي يعاملون بها من مجتمعنا وحكومتنا الموقرة والتهميش العمد لم توفر لهم أبسط الحقوق .
لا تعليم لا سكن لا صحه لا أمن ولا أمان لا إحترام لا تقدير منا جميعا مما جعلهم يشعرون بالعزلة المجتمعية فانعكس كل هذا في تصرفاتهم غير الأخلاقية حسبما نرى نعلم جميعا اننا نعيش في مجتمع عنصري حقيقةً .. فمجتمعنا يحتضن الكثير من الأجناس والأعراق واختلاف ألوان البشر والفارق التعليمي والثقافي والفوارق والإختلافات كثيرة .
وهذه جُعلت مقياس لتقدير الأشخاص واحترامهم فمعنى السيد أو الحبيب يرمز الى أعلى فئة في المجتمع والشيخ شيخان شيخ العلم وشيخ المال والخ من التقسيمات والتمييزات العنصرية .. وأدناهم المهمشين كما أوضحت سابقا هم ليسوا بالقليل فتعدادهم يقارب المليون نسمة موزعين على عدة مدن يمنية وغالبيتهم إتخذ من الحديدة موطن له إنهم بشر خُلقوا ليعيشوا بكرامة ..
بشر يحملون الكثير من الأحلام لتحقيقها فتعارضهم الحياة بقسوتها لتجعلهم يرضخون للإضطهاد والتهميش . أعلم أنهم يفتقدون للكثير ليمتزجوا مع المجتمع ويرتقوا بفكرهم وبأنفسهم ولكن يبقى الأمل موجود لهم أسكنوهم في مأمن بدلا من بيوت الصفيح , أطعموهم بطعام كريم بدلا من السعي خلف بقايا الطعام إنهم يحتاجون إلى القليل من الإهتمام فقط وتصحيح المسار الديني والتعليمي والثقافي إنكم محاسبون يامن تسلبون كرامة البشر يوم تقفون بين يدي العدل سبحانه انكم مسئولون يا رعاة الوطن لا أنكر أن لكلٍ قدره ومكانته الإجتماعية ولكن لا تجعلوا مكانتكم تغركم لتستضعفوا من هم أدنى منكم مشاهد كثيرة رأيتها في حياتي جعلتني أكتب هذه الكلمات للتعبير عن رفضي لما أراه وما يتعرضون له في حياتهم اليومية . إننا جميعا مسئولون إن لم تقم الجهات المختصة بواجبها . قليلٌ من التعامل الحسن وقليل من الإحترام وقليل من التقدير سيجعلهم ممتنين وسعداء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص