آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
العيب والجرح منك وفيك يا "حراك" !
علي محسن الحيدري

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الحاج / علي محسن الحيدري

عندما بدأ نشاط الحراك السلمي الجنوبي يظهر، ويبرز على السطح، بعد ان أسست له تحضيرات واجتماعات ولقاءات التصالح والتسامح، الذي بدأ هنا وهناك، وجسدته جمعية ابناء ردفان - عمليا، التي عرضها هذا العمل الوطني البطولي الانساني الشجاع لضربة قاسمة كارثية، وتعطيل مصالحه ومصالح اعضائه بسب القمع والعسف والاضطهاد والظلم، والاغلاق التعسفي وغير القانوني، الذي لم تعوض عنه قط، والذي لن يستطيع احد ان يعوضها عن ذلك.

ولقد استبشرنا خيرا، وفرحنا كثيرا، وكان أملنا وثقتنا عظيمة.. وبعد هذه المسيرة الطويلة من النضال السلمي الديمقراطي التحرري، وبعد التضحيات الجسيمة التي قدمها ابناء شعبنا، وبعد ان تصالح الناس وتسامحوا، ونسوا بإخلاص وحق كل ما مضى، ظهر كثير من اللاعبين، وبرزوا الى السطح يفتقدون المعرفة والفهم لأساليب العمل النضالي والتنظيمي، ولا توجد لديهم تجارب او خبرات في ذلك، او على مستوى القيادة والمعرفة الحقة لأساليب النضال والتمترس فيه، وهكذا ظهرت القيادات والمكونات التي لم يجمعها جامع، أو يربطها رابط، فظهرت - بالمقابل - كثير من الظواهر السيئة والمسيئة الى نضال الحراك الجنوبي السلمي، التي اثرت وعرقلت نشاط الحراك لفترة!.. وكان خوفنا وقلقنا مشروعاً لما بدأ يظهر، ويبرز من هذه الظواهر السيئة والمسيئة، التي كنا نعتقد - بكل سذاجة وطيبة - أننا قد غادرنا مربعها لفتح صفحة جديدة اكثر انفتاحا على الآخرين، مبتعدين عن طيش ونزق وتعصب الماضي البغيض، الذي لا نزال أسيرين له، ولم نغادره مغادرة صحيحة، ومن الصميم.

ومما لا شك فيه؛ فقد كانت صدمتنا كبيرة، وذهولنا شديد ونحن نرى ذلك - الذي مما لا شك فيه - أنه سيحرف نضال هذا الحراك السلمي عن قيمته وأهدافه ومبادئه، التي جاء وولد ونشأ وتكون من اجلها، والتي كنا نأمل تحقيقها، ومنها وحدة الهدف والمسار.. ولكن - للأسف الشديد - اكتشفنا مؤخرا، وبعد طيلة تأمل وتفكير، أن هذه المكونات هي نتاج طبيعي ومولود شرعي للشمولية وأحزابها وافكارها، التي لا ترى أي توجه او تفكير او وجهة نظر لتوجهها وفكرها ورؤيتها، ولا صوت يعلو فوق صوتها، ولا فكر يطغى على فكرها دون الاعتراف بحق التعدد والتنوع والاختلاف، وهذا الذي ادى بنا الى كوارث عديدة، وخسراننا أنبل واشجع المناضلين الشرفاء، وعلى رأسهم الشهيد المناضل الرئيس قحطان الشعبي، والشهيد المناضل مؤسس حركة القوميين العرب في الجنوب والجبهة القومية فيصل عبداللطيف الشعبي، والشهيد المناضل الرئيس سالم ربيع علي (سالمين)، وكوكبة  كبيرة من خير من أنجبتهم هذه الارض الطيبة المعطاءة، التي صرنا اليوم بأمس الحاجة لأمثالهم، حيث إن هذه المكونات لا تزال اسيرة لماضيها، ولم تغادره، وإلا ما الذي منعها من الوحدة والاتحاد؟ ولماذا الرفض للمؤتمر الجنوبي الجامع؟ ولماذا.. ولماذا.. اسئلة كثيرة يجب ان تطرح، وأن نجد لها الإجابة بكل صدق وشفافية!!

إننا لن نسكت، ولن نهادن، او نجامل في الاخطاء المدمرة التي ستلحق الأذى الجسيم، والضرر العظيم بالقضية الجنوبية، على وجه الخصوص، إذا لم ننتقدها ونقف لتصحيح مسارها.. لذا؛ فإن كل ما نعمله لا يساوي شئيا امام هذا الخطر الداهم الذي يهدد الحراك السلمي الجنوبي من داخله، ويعصف به، ذلك أن الخطر لا يأتي غالبا من الخارج، وانما من الداخل.. صحيح أن العمل والمشاركة في الحراك السلمي هو عمل طوعي اختياري، لكنه مليء بالأشواك والمعوقات والتضحيات، ولأنه كذلك، ولأنه بدون أي مقاييس او معايير او أسس او ضوابط، فإنه صار مفتوحا على مصراعيه لكل من هب ودب، وصار بإمكان الباحثين عن الشهرة و"العنترة" والنضال والصراع أن يرفع علم الجنوب، او يهتف بهتافاته، يمكن له ان يدخل في أي مكون من هذه المكونات، ويصير بكل بساطة وسهولة مناضلا وثوريا ومخلصا وشجاعا... إلخ، وغيرها من الصفات "الدون كيشوتية"، وبالفعل؛ سبق للكثيرين الدخول اليه، والاندساس فيه، ليس حبا في النضال، وانما لغرض في نفس يعقوب، ولقي القبول والاستحسان والرضا والتهليل والتكبير والترحيب به ورفعه الى مصاف المنقذين للحراك والثورة السلمية، وبدلا من ان ينفع ذلك ويدفع بنشاط الحراك قدما، يجمع ويوحد ولا يفرق او يمزق، ألحق به الضرر الجسيم والكوارث العظيمة، وسقط الكثير من الشهداء والجرحى من صفوف الحراك بسبب ذلك الطيش والنزق والرعونة واللامبالاة، وعدم الحرص الشديد على دماء المناضلين والأبرياء المسالمين من نشطاء الحراك، وقد تمكن من الخروج منه من تمكن، وبقي ثابتا على موقفه كل مخلص امين لا يتزحزح، لأن الحراك السلمي وثورته يفتقد الى:

أولا: وحدة القيادة والهدف لمكونات الحراك السلمي.

ثانيا: عدم وجود اللوائح الانضباطية التي تؤسس لعمل مؤسسي قادم

ثالثا: عدم وجود المعايير والمقاييس والأسس واللوائح لدخول هذا الشخص، او ذاك لهذا المكون او ذاك، حيث صار كما اشرنا سابقا مفتوح الابواب. رابعا: الابتعاد عن اساليب وافكار الماضي وشعاراته التي كانت تفتقد الواقعية، ولا توجد تربة ومناخ صالحين مثل لا يعلو صوت فوق صوت الآخرين، ولا فكر فوق افكارهم، وكذلك الابتعاد عن اساليب وثقافة التخوين والتشكيك والتهديد والالغاء والاقصاء والتهميش، وعلى مكونات الحراك ان يدركوا ويفهموا ويعوا جيدا انه ليس كل من في الحراك ثوريا ومناضلا ومخلصا، وليس من هم خارجه أعداء للحراك، وغير مخلصين له.

هذه النظرية يجب ان تغادر مربع الحراك ومكوناته وبسرعة، والابتعاد عن نظرية من ليس معنا فهو ضدنا او عدونا، والمناكفات والمكائدات والاختلافات، لأنه لا توجد اسس وشروط ومعايير للدخول او الخروج من الحراك وثورته السلمية؛ لافتقاره للعمل المؤسسي الثابت والمنظم.

لذا؛ فإن العيب والجرح من الحراك ومكوناته، وليس من آخرين، ومن لم يكن داخل الحراك علينا ان نقنعه بصحة نهج ومبدأ وقيم واهداف الحراك، او هذا المكون او ذاك، ونجعله أقل شيء مناصرا او محايدا، وأن نكسبه الى جانب الحراك، لا ان ننفر منه او ننفره منا، او نضع العراقيل امامه او نكيل سيلا من الاتهامات الكاذبة التي تفتقد الى الادلة والحجج والبراهين القطعية التي لا يدخلها الشك، حتى لا نفقد صلتنا بالجميع، او نخسرهم، الذين هم اصلا قواعد وجماهير الحراك، ومناصروه المتعاطفون معه، وان لم ينظموا اليه فعلا.. اعملوا على هذه النصائح، التي تقدم لكم "بلاش" ومجانا، واستفيدوا منها، وابتعدوا عن تفكير الماضي والانشداد إليه .. و"يا دار ما دخلك شر"، وكفى الله المؤمنين شر القتال!!  

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص