آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:09:57:21
صورة من معاناة طلاب جامعة عدن
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

الأمم الحية التي تطمح إلى مستقبل أفضل تبدأ من التعليم.. به يصنع جيل الغد ورجال المستقبل، وتؤسس قيم المجتمع الجديد وتبنى "طوبة طوبة" إلى أن تصبح بناءً عملاقاً متيناً صلباً يرسو عليه المستقبل المنشود.

وهنا يأتي دور المعلم.. موضع تقدير المجتمع، وثقته واحترامه، وهو لذلك؛ حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة، ولذلك التقدير والاحترام؛ يعمل في المجتمع على أن يكون له مجال المرشد والموجه ، فيمتنع عن كل ما يؤخذ عليه من قول أو فعل، ويحرص على أن لا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به، واحترامه له، وأن يكون في مستوى المرحلة والنضال المطلوب اليوم؛ لتنهض الأمة، وننتقل إلى مصاف الدول المتطورة.

أحياناً؛ لا نستشعر خطورة الممارسات السلبية التي تضر بالوطن، وآلامه، إلا عندما نرى نتائجها في أقرب الناس إلينا.. اليوم؛ لعنة ذلك الزمن السيء، الذي لا يزال ينتج لنا مساوئ وجروح الماضي.. لا تزال تندمل من أوساخه و قذارته.. لا يزال يؤثر في شخصيات أبنائنا.. لا يزال يحفر في نفوسهم أحقاد الظلم والاستبداد؛ لأن التغيير معاق! هناك من يمنع ويعيق التغيير لبلوغ مبتغاه.. أسف وألم ينتابنا، ويحطم أحلامنا، هي ممارسات تتراكم فوق الركام القديم، هذا الركام يخلق مجتمعا متناحرا، مجتمعا ضعيفا، مجتمعا مصلحيا، مجتمعا غير عادل لا يزال إنتاج السلب فيه يسير وبقوة، وإنتاج الإيجاب معاق ومتعثر، ومعطل.. إلى متى هذا الصمت المعيب؟!

اليوم - فقط - عرفت من "ابنتي"، التي تدرس في كلية التربية - عدن، قسم معلم حاسوب المستوى الثالث، أن هناك معلما مبتدئا هو من النوع الذي يتمتع بتحطيم معنويات ونفسيات الشباب، ويمارسون ضدهم التعذيب النفسي والروحي بهدف إفقادهم الثقة وإيصالهم لليأس والتذمر!.. كل هذا نتاج لعقد نفسية يعيشها هذا المعلم، أو أنه يفتقد الأسلوب التربوي الصحيح لعدم تأهيله التأهيل المناسب للمهنة الإنسانية النبيلة، وهذا النوع من المعلمين ممن تم تعينهم بالواسطة، أو بمعايير الحزبية والشللية.. والنتيجة؛ جريمة بحق الوطن والجيل الصاعد ومستقبل الأمة.. ولو وصل القائمون على هذه التعيينات إلى درجة عالية من المسؤولية الوطنية، وحب الوطن، لما فكروا - مجرد تفكير فقط - في خرق معايير الوظيفة!!     

 الجهة المسؤولة تعرف أن الكلية والقسم، والطلاب على علم بالقضية؛ لأن "ابنتي" من المتفوقين، وبشهادة درجاتها للمواد، وعليهم أن يحققوا في القضية.. إن تواجد من يهتم، وفيه نشوة وطنية تستفزه مثل هذه القضايا.. وأنا على ثقة بأن البلد لا تخلو من أمثال هؤلاء، وإذا كان هناك تجن؛ فإننا نتحمل المسؤولية .. نحن نرسل أولادنا وبناتنا للتعلم وتلقي المعلومة، وتربيتهم تربية سليمة، وهم يتعاملون معهم بهذه السلوكيات التي تصنع أناسا حاقدين، ونفسيات محطمة، وعقولا مفرغة ونفوسا هشة، لأن بعض المعلمين لا يمتلكون أسلوبا تربويا في تربية الجيل، ينقل كل عقده ونفسيته المريضة إلى سلوك الطلاب، وينتج هذا سلوكا محسوسا وملموسا أصاب "ابنتي"، فكيف بما يمارس في الخفاء؟ فقد يكون أعظم!!

ولعلمكم؛ أنا أب وتربوي، وثقافتي تكبح جماح غضبي، لكن ما حدث لابنتي أغضبني بشدة، وكنت عازما الذهاب الى هذا المعلم، ولكن هناك من هدأ من غضبي، فاتصلت ببعض الزملاء ولكن لم أستطع أن أخفي ما حصل؛ لأن القضية ليست قضيتي، بل هي قضية وطن ومستقبل أمة وشعب، فإذا سكتنا عن هذه الممارسات؛ قد تتراكم وتتشعب وينهار المجتمع، وينتج جيلا غير قادر على بناء هذا الوطن!!

اتقوا الله في هذا الوطن، وعدن الحبيبة.. أيها المعلمين في جامعة عدن، التي نحن أبناؤها، وتربينا على أيادي أعلام فيها.. هذه الجامعة التي يحزننا أن تصل حالها إلى هذا الوضع السيء؛ نظرا للاختيار غير المنصف والعادل للهيئة التعليمية، وفق الوساطة والحزبية والقرابة.. هذا الصرح التعليمي الكبير ينهار بهذه الممارسات!!

كنت أشكو لبعض الزملاء، وإذا بهم يشكون إلي الكثير مما خفف من ألمي الشخصي، ولكنه جرح ضميري الوطني، وحبي لهذا الوطن، وهذا الصرح العلمي الذي نعتز به في عدن، هناك من يشكو تحايلا في درجات الطلاب، قال أحدهم: أنا في الماجستير كنت الأول على الدفعة بمعدل (91,5%)، وفجأة أجد في الكشف أن غيري هو الأول بمعدل (89%)، ولا أزال أتابع إلى هذا اليوم!.. وقال آخر: هذه تحدث باستمرار والمحاكم شاهدة، وقد بث في بعض مثل هذه القضايا دون أن نرى  من يحاسب، أو يعاقب "أنت في اليمن"، هذه الأيادي هي إساءة لعدن .. وأترك لمن لديه ضمير وحس وطني معالجة هذا القضايا، ومحاربتها، وأنا لا أرى حلا في ذلك سوى التغيير الحقيقي في السلوك، والتعامل والإدارة والقيادة، ما لم؛ سنظل نعاني.. ونشكو.. ونبكي.. دون مستجيب!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص