آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:16:11:29
رسالة مفتوحة الى البيض وباعوم قيادات الحراك
علي الزامكي

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

في هذه الليلة أبدي اعتذاري وأسفي الشديد لإدارة قناة عدن إن كانت مداخلتي في هذه الليلة أزعجتهم مما دفع بهم قطع حديثي قبل أن أكمله مما أضريت إلى صياغته على شكل مقال و نشره لتكون وثيقة ضدي أو معي. لدي ثلاث  رسائل.. الرسالة الأولى لرئيس البيض والرجل التاريخي بدون منازع  الوالد حسن أحمد  باعوم. 

والرسالة الثانية لقيادات الحراك، لكل من محافظة أبين ولحج والضالع وخلونا نجرب نحكم بعقلية الاقتصاديات، وليس بعقلية الثورات الانقلابية واستثني منها بقية المحافظات الثلاث الأخرى وهي عدن وحضرموت وشبوة والمهرة، والرسالة الثالثة لمثقفي وكوادر وقيادات الجنوب، وهذه الرسالة الأخيرة رسالة استفسارية لكم نرغب منكم تحليل عام وشامل حول ما سنطرحه لاحقاً.

إخواني قيادات الحراك السلمي الجنوبي في الداخل، أرجوكم لا تكررون أخطاء الإخوان في تجمع (تاج) رغم جهود اللجنة بينهم، إلا أنهم لم يستمعوا لحكمة العقل، واليوم أنا على يقين بأنهم نادمون أنهم فوتوا كلام العقل، وها أنتم اليوم ستقعون في الخطأ الاستراتيجي نفسه الذي وقع فيه الأخوة في (تاج)، فاحذروا هذا المنزلق واسمعوا كلام العقل والمنطق، وسوف أتناوله اليوم على الهوى مباشرة ليسمعه الصغير قبل الكبير، وليسمعه العدو قبل الصديق!!

أخي القارئ الجنوبي الكريم دائما نتحدث حول جرائم الرئيس اليمني (صالح)، وهذه الجرائم معروفة لكل الناس ولهذا - كعادتي - سأخرج عن سياق محور حديثكم وسوف أتناول الأولويات التي تتطلبها المرحلة الحالية مع خروج قائد الثورة السلمية الوالد (باعوم)، وهذا الحدث يمثل لنا الليلة   موضوع الساعة الجنوبية، المتمثل بخروج القائد والزعيم الأوحد والتاريخي الأوحد لشعب الجنوب الوالد حسن باعوم من سجون صنعاء، وهذه رسالتي ستكون واضحة له شخصياً وللرئيس علي سالم البيض ولكافة قيادات الحراك السلمي الجنوبي ولأبناء شعبنا الجنوبي العظيم، الذي يتلقى الضربات تلو الضربات بسبب غياب العمل المؤسساتي للحراك السلمي الجنوبي.

الوالد العزيز الرئيس علي سالم البيض

الوالد الكريم حسن أحمد باعوم

 أسطورتنا الوطنية والتاريخية.. ومنكم نتعلم التضحية

 الإخوة قيادات الحراك السلمي الجنوبي بكافة محافظات الجنوب.. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..

أحب أن أقول بأنني لست من الناس المنافقين والمتزلفين، ولست من الناس الذين يبحثون عن المناصب وأعلم جيداً أن حديثي هذه الليلة لن يعجب الكثير منكم ولكن تلبيه لنداء الوطن وللضرورة الوطنية والوفاء لشهداء الجنوب، الذي يتوافق مع خروج المناضل (باعوم) من معتقلات الاحتلال لهذه الرسالة كثير من المعاني والأهداف، وهي ما دفعت بي لقولها لكم وأنا على يقين أنكم ستتفقون معي في قرارة أنفسكم ولكن بعضكم سيختلف معي فيما سأطرحه هنا لأنه يتعارض مع طموحات البعض الشخصية، ولهذا أتمنى وأرجوكم أن تستمعوا لكلام العقل والمنطق الذي سوف يجنب الوطن الجنوبي كثيرا من الإرهاصات التي سبق واعترضته في لقاءات يافع والضالع والذنبة، والتي سوف تعترضه مستقبلاً، ولا تغضبوا مني ولا تبررون لي أن ما سأطرحه يفترض يكون سريا، وأن النظام اليمني قد يوظفه أو يستغله لصالحه ولكن ما سأقوله بوضوح أن تكراركم لأخطاء انتم اشتركتم فيها والنظام يعرفها جيداً، وهدفي من تكرارها هو أن أضع الناس البسطاء على حقيقة الأخطاء الكارثية التي أوقعتم فيها الثورة السلمية الجنوبية خلال مسيرة الحراك السلمي الجنوبي، وتتحملون مسؤوليتها لغربلة مثل تلك القيادات والدفع بغيرها إلى الواجهة لقيادة الحراك.

للأسف الشديد أن تكرار الأخطاء داخل الحراك وتعرجاته أضحت مسخرة للإنسان البسيط، وقبل يومين احد الصحفيين الجنوبيين في نقاش حواري طويل مع الأستاذ حيدر أبوبكر العطاس استمر لساعات، ووجدت الأستاذ حيدر العطاس محاورا ممتازا ويتقبل الأفكار ويأخذ ويعطي بالحوار، وكنت حينها مستمعا حتى انه قال: هل الزامكي يسمعنا؟ وعرفت انه يرغب بإقناعي بما يتناوله، وقلت له نعم انا معك ومستمع جيد لك، وللأمانة أعجبني في طريقة حواره حتى اذا اختلفت معه في كثير من القضايا ولكنه أعجبني بقدرته وحنكته السياسية ونقاشه المبني على الإقناع، ولكنه لم يقنعني بوجه نظره بقدر ما أعجبني فيه نشاطه وحيويته وطريقة طرحه لأفكاره بشكل سلس، والأخ الصحفي رمى بمشاكل الحراك بالداخل على القيادات التاريخية وقال صاحبنا الصحفي إن كل مشاكل الداخل خلفها أو سببها انتم يا قيادات الخارج، وهنا اختلف مع الأخ الصحفي بهذا الطرح ولكنني أرى أن قيادات الخارج ليست هي السبب، واستخدمتها بعض قيادات الحراك بالداخل شماعة تعلق عليها إخفاقاتها وفشلها، ولكن في تصوري أن السبب يكمن في القيادات نفسها بالداخل  لأنها غير محصنة، وتفتقد لمقومات القيادة ولو كانت تمتلك الحصانة السياسية ومقومات القيادة لما اخترقتها قيادات الخارج، ومن السهل على النظام اليمني اختراقها كما هو الحال بالنسبة للاشتراكي واللقاء المشترك الذي اخترقها من خلال شعاراتها، وهذا دليل على أنها لا تصلح لتكون قيادات، وهنا تقع المسؤولية على الرئيس البيض والمناضل باعوم للبحث عن البديل لها، ولدينا قيادات شابة متواجدة بقوة في ساحات النضال  وتمتلك الرؤية الوطنية الواضحة، ولا تزال مغيبة بفضل عقول هذه القيادات الميدانية التي انتهت صلاحيتها!!

السيد الرئيس (البيض) والوالد والقائد التاريخي للحراك (باعوم) ما أريد قوله الليلة لكم إن قيادات الحراك الحالية فاشلة وهنا عندما نعمم لا يعني ذلك أننا نقصد الكل من قيادات الحراك الميداني، ولكننا نعمم من اجل عدم التجريح الشخصي ومن اجل اصلاح بين الذات وهذا كله من اجل عدم تكرار تجارب الماضي الذي يتمحور في  التوافق السياسي، وهذا التوافق السياسي سبب كل الكوارث بالجنوب وذلك من خلال ترحيل المشاكل حتى تكبر وتنفجر وتعم الكل، ولهذا أقول لكم بأنه ليس حلاً، بل انها العقدة أو الزاوية الحلزونية التي تتجمع حولها طفيليات الزمن ولكن الحل الصحيح هو البحث عن البدائل والمعالجات وليس اعادة  تكرار تجارب الحزب الاشتراكي اليمني فترة حكمه للجنوب في حسم صراعاتكم بسبب أسلوب قيادات الحزب من خلال التوافق السياسي، مما دفع بكم إلى صراعات متتالية وخلال سنوات متقاربة بسبب هذه العقلية التوافقية، ولهذا نريدكم تنقلونا من هذا المربع إلى مربع الكفاءات والقدرات والمعالجات الصحيحة، والشيء المهم الذي يجب على الرئيس البيض أن يضعه في الحسبان هو ربط خط ساخن وقوي مع باعوم وقيادات فاعلة أخرى داخل الحراك لديها النضج السياسي لإخراج الحراك السلمي إلى بر الأمان بعيداً عن الشعارات الثورية.

الرسالة الثانية لصناع الثورات بالجنوب، الذين انتهت مهمتهم بنهاية القطبين الدوليين، والمقصود بهم ثوار أبين ولحج والضالع.

الأخوة قيادات الحراك في كل من محافظة أبين ولحج والضالع.. مساء الخيرات.. الشيء الذي يجب أن تعرفونه جيداً قبل أن تصبحوا خارج المعادلة السياسية الجنوبية هو التالي:

محافظاتكم تفتقر للمقومات الاقتصادية والمصالح الدولية، وهذه مهمة جداً لدول العالم، أما ثوراتكم الشعبية بهذه المحافظات انتهت بنهاية القطبين الدوليين وأصبحت المصالح الاقتصادية لدول العالم ودول الجوار هي السائدة وتحتل المركز الأول بخلاف الثورات في فترة الخمسينات من القرن الماضي، ومن اجل كسبها قيمة نضالية عليكم تصديرها اقصد الثورات إلى حيث تتواجد المصالح الاقتصادية للعالم، وهي في حضرموت وعدن وشبوة، وهذه الجزئية تتجاهلونها وتجاهل البعض منكم لها نتاج للوعي الذي ترعرع عليه فترة تفجير الثورات بخمسينات القرن الماضي،  والبعض منكم يدرك هذه الجزئية ولكنه يعتقد أنه سيخادع العالم بهذا السلوك وبهذه الشعارات التي اضمحلت مع سقوط القطبين الدوليين، ولكن يدرك جزئية الثورات أنها انتهت ويستغفل الناس بحذاقته وخداعه عبر السياسية لخطف انتصارات الثورة السلمية ويجهل أن العالم يدرس ويحلل نفسياً واجتماعياً و سياسياً كل قائد ميداني بالحراك، حتى أنهم يحللونكم من رأس شعركم إلى أسفل أقدامكم وربما يعرفون تفاصيل كاملة حول نمط حياتكم أكثر مما انتم تعرفونها عن أنفسكم، و لهذا يا إخواني قيادات الحراك بكل من أبين ولحج والضالع عليكم أن تدركوا ان العالم يبحث عن مصالحه الاقتصادية ومصالحه في محافظاتكم معدومة تقريباً ولا حاجة لهم بثوراتكم وشعاراتكم التي تلوكونها يومياً في شوارعكم والتي تتقفزون بها في مناطقكم، ولكن العالم و دول الجوار مصالحهم الاقتصادية تتمركز في حضرموت وشبوة وعدن فقط، وحينما تتعطل هذه المصالح الاقتصادية هنا العالم سيتحرك وسوف يبحث عن الحلول والمعالجات.

نصيحة لله قبل أن تنخدعوا بشعاراتكم الثورية وتصبحوا خارج العالم وخارج الجنوب عليكم أن تعرفوا حقيقة واحدة هي ان أي قيادة للحراك السلمي الجنوبي يجب أن تكون على أسس اقتصادية وعلى مصالح اقتصادية واختيار القيادات الحركية على هذا الأساس وليس على أسس العنفوان الثوري، ونصيحتي لكم قبل أن تكونوا خارج السراب ان تمنحوا قيادة الحراك السلمي علي أسس المصالح الاقتصادية وتعطوا حضرموت مقعدين وشبوة مقعدين وعدن مقعدين وأبين مقعدا واحدا ولحج مقعدا واحدا والضالع مقعدا واحدا والمهرة مقعدا واحدا، هذا اذا كنتم ترغبون ببناء دولة جنوبية على أسس وطنية نابعة من المصالح الاقتصادية، وليس من مصالح الشعارات الثورية التي انتهت مع نهاية القطبين الدوليين.

أي بتعبير أدق؛ يكون تمثيل أبين والضالع ولحج والمهرة بالنسبة لحضرموت وشبوة وعدن لقيادة الحراك بنسبة 1 إلى 2.. لماذا أقول من 1 إلى 2، أي ماذا يعني هذا الكلام؟ باعتباري مواطنا جنوبيا وكمتابع لمجريات الحراك منذ تأسيس (نجاح) ومجلس الثورة و(حسم) والمجلس الوطني وأخيرا المجلس الأعلى وغيرها من المكونات الأخرى لاحظت ان لحج تأخذ نصيب الأسد في القيادة وآخرها لقاء الذنبة.. ستة من مديرية واحدة وعشرة من خمس محافظات، وهذه العقلية سببها العقلية الثورية خارج اطار المصالح الاقتصادية وبهذه العقلية سيطول حراكنا، وسنفشل في تحقيق أي تقدم يذكر وربما ستسمعون كلاماً لا يعجبكم، وعلى فكرة "شوفوا" سلوك قيادات تلك المحافظات الثلاث، اقصد بها (أبين، لحج والضالع) سلوكهم ليس متساويا ولكننا نعمم هنا، سوف يكون ثمنها غاليا جداً وربما تتداركون أفعالكم الشيطانية متأخرة، فاحذروا يا ثوار خمسينيات القرن الماضي وانتقلوا من ثوار البندقية إلى ثوار الاقتصاديات، وسيكون أفضل لكم وللجنوب معاً، وفي حال تغيير هذه الشعارات وتصديرها إلى حضرموت وعدن وشبوة هنا سيكون لها اثر كبير على بناء دولتنا المستقلة والحرة، وهنا سيتحرك ويسمع لكم العالم.

الأخطاء مدرسة بحالها يجب أن نتعلم منها، ولهذا يجب أن نرمي بثقل القيادة للحراك إلى حضرموت وعدن وشبوة، حيث تتوفر هناك المصالح الدولية للعالم وحتى مصالح النظام اليمني تكمن في تلك المحافظات، وحينها سيدرك العالم ان مصالحه الاقتصادية تعثرت ولابد له من تحرك سياسي، وهذا التحرك بالضرورة سيكون مربوطا بالحوارات مع قيادات الحراك السلمي المنتخبة سواء على مستوى الحراك أو على مستوى المحافظات، وهذه القيادات التي غالبيتها من تلك المحافظات سوف تدير الحوار بقدرات فائقة لأنها تنطلق من مرجعيات المصالح الاقتصادية، وليست من منطلقات القوة العسكرية!!

الرسالة الأخيرة أضعها أمام الجميع دون استثناء.. من الرئيس البيض ومثقفي الجنوب إلى اصغر حراكي بالجنوب، وهي في حال إلغاء التعددية الحزبية باليمن هل هي تخدم الحراك، أم أنها ستكون ضده؟ وهل هي تخدم النظام اليمني وتقلص من دور المعارضة اليمنية أم لا؟!

الرئيس حيدر العطاس أعطاني رأيه في هذا الأمر خلال طرحي له هذا السؤال، ولكنني أريد رأيكم انتم أيها القادة بالحراك من الرئيس البيض ومستشاريه ومثقفي وكوادر الجنوب إلى اصغر حراكي جنوبي، لأن هذا الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بتداعيات مستقبلية للحراك وعلينا قراءة الأحداث مسبقاً ووضع الحلول لها.

هذا السؤال عليكم دراسته بشكل جيد، و"فككوه" وغلبوه واكتبوا عنه بالمنتديات حتى لو كانت بأسماء مستعارة لنستفيد من بعضنا البعض، ولكن

أنا سوف اطرح تصوراتي وتقديراتي عبركم في حال إقراره بالبرلمان اليمني، وعندما يصبح قرار نهائيا سوف أدلي بدلوي حول تداعياته وفوائده للحراك وسلبياته على الحراك.

أخيرا المعذرة على الإطالة، وأتمنى ان تعذرونني على صراحتي الزائدة ولكنها مفيدة للجميع، وعبرها سنخرج من الطرق الحلزونية إلى آفاق أكثر رحابة وأكثر طموح نحو جنوب حر وكريم، وهنا لا يسعني الا أن انقل خالص تحياتي للوالد (مسدوس)، وأرجوه ان لا يغضب مني على صراحتي هذه وأقول له إن ظروف اليوم تختلف عن ظروفكم بالأمس، فترة الحماس الثوري العربي القومي وشعارات الأممية الذي ضاعت فيها الهوية الجنوبية بفضل هذه الشعارات!!

إلى اللقاء ومعكم الله وشاكرا لكم جميعاً ابنكم الزامكي، ابن الجنوب الشامخة شموخ جبالها وسهولها ووديانها.. إلى اللقاء؛ واستودعكم الله بحفظه ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله  بركاته.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص