آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:16:11:29
لماذا لا يتوافق الرأس مع الجسد؟!
فيصل بن غالب

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

إن أساس مشكلة القضية الجنوبية المحورية الأولى المقلقة، والمبعثرة للجهود هي عدم التنسيق بين قيادات جميع مكونات فصائل الحراك الجنوبي السلمي بمختلف أطيافها السياسية والشعبية، وانخراطها في إطار سياسي جامع لهذه المكونات للخروج من مأزق التشتت المؤدي إلى ضياع، وتآكل القضية الجنوبية، وعدم الالتفات لمطالب الجنوبيين المشروعة.

فلابد من الاصطفاف الوطني الجنوبي، وهو اليوم مطلب شعبي مهم، وأمر ملح للغاية أكثر من أي وقت مضى؛ لكي يتم به لملمة الشمل والشتات تحت سقيفة ومظلة واحدة، فإذا كان انتصار القضية الجنوبية مرتبط بمطالبها المشروعة، ومرهون بوحدة الإرادة الشعبية الجنوبية وقوة تماسكها والتفافها حول هدفها الاستراتيجي، فإن تحقيق هذه الوحدة، والمحافظة على هذا التماسك حول الهدف الاستراتيجي إنما تعود إلى وحدة القيادة السياسية الجامعة لمكونات الحراك الجنوبي السلمي بأطيافه المتنوعة، أن تطلع الشعب الجنوبي وحاجته الماسة الى تحقيق أهدافه وطموحاته على أرضية الواقع، وحاجة القوى الوطنية الجنوبية للاصطفاف لمواجهة التحديات القادمة التي قد تؤدي إلى إضعاف القضية، أو الخروج بها عن خط سيرها الصحيح إلى غيرها من المطالب الجانبية الجزئية التي لا تخدم القضية برمتها، ولا تفي بمتطلبات الحد الادنى للشعب الجنوبي بل تزيد في تعقيدها والتشظي في أوساط مكوناتها.

فينبغي على قيادات ورموز هذه المكونات المعنية بالقضية الجنوبية أن تكون على مستوى كبير من الوعي السياسي، والإحساس بالمسؤولية الوطنية والتاريخية أمام وطنها وشعبها الجنوبي والوعي بما يحاط بقضيته من أخطار؛ لكثرة الولاءات المتنافرة والمشتتة والمتناقضة مع الخارج.

وبعد أن فشلت كل الجهود في توحيد قيادات هذه القوى في إطار كيان سياسي موحد للمرحلة الراهنة والمقبلة لمواجهة التحديات، والأخطار التي تعصف بهذه القضية.. فكيف بالإمكان أن نتجاوز هذه المرحلة إلى ما بعدها من المراحل الصعبة، ونحن لا نزال نراوح مكاننا دون أي تقدم يذكر للقضية منذ بداية قيام الحراك السلمي عام 2007، وحتى اللحظة الراهنة؟.. خاصة بعد أن سمعنا أن هناك مساعي حثيثة من قبل البعض للتحضير لمؤتمر جنوبي جامع، وجهود تبذل في الداخل والخارج من خلال الاتصال بأكثر الشخصيات والرموز الجنوبية المتوازنة والمرنة والمعتدلة؛ لكي يتم عقد هذا المؤتمر الجنوبي الشامل من أجل الاتفاق على تكوين قيادة موحدة، وواحدة لهذه المكونات المتنوعة للحراك الجنوبي الشعبي السلمي.

فإننا اليوم نحتاج إلى المزيد من هذه الجهود الجبارة لتنقية الأجواء للتقارب، وإعادة الثقة وإسقاط الحواجز المصطنعة حتى لا يؤدي هذا الأمر إلى تطويل عمر هذه القضية إلى ما لا نهاية، وإضعاف مطالبها لدى المجتمع الإقليمي والدولي.

فافتقار الشعب الجنوبي - اليوم - لمن يمثله محليا وإقليميا ودوليا إلى رأس وقيادة معينة ومحددة وواضحة، ومخولة بالحديث عن الشعب الجنوبي وقضيته ومتابعتها، هو المحور والمحك الفاصل لهذه القضية أولا وأخيرا، وإلا لذهب ريحها!!

فلابد من وضع حل سريع وفعال لهذه الانقسامات بين أوساط هذه القيادات والرموز الجنوبية؛ يتمثل في تقديم مصالح الوطن والشعب الجنوبي على مصالحها الخاصة والضيقة، حتى يغلقوا الباب أمام كل متلاعب أو متهاون بهذه القضية ممن لا يهمه إيجاد أية حلول لها.

أما اتهام بعض قوى الحراك بعض الفئات الصامتة حيال هذه القضية بأنها لم تشارك في هذا الحراك، أو ذاك الفصيل، فإنهم لا يلامون على ذلك حتى ينقشع عنهم الغبار، وتتضح لديهم الصورة والرؤية، فعند ذلك لا نشك في أنهم سوف ينخرطون من تلقاء أنفسهم وقناعاتهم إلى هذه الصورة بعد وضوحها، ولذلك التزموا الحياد والصمت.

وفي الحقيقة؛ إذا نظرنا إليهم فهم يعتبرون مكوناً من هذه المكونات الشعبية، التي في الظل، فلا أظن أنهم في معزل عما يدور ويحدث من حراك حولهم!!

فهم مع الحراك قلباً وقالباً، والعبرة ستظهر في النهاية عند الاستفتاء على القضية الجنوبية، على الرغم من أن البعض يتهمهم بخيانة قضيتهم الجنوبية بحجة أن جذورهم تعود الى الجنوب الشمالي (اليمن الأسفل)، مع أن النسيج الاجتماعي لهم مدينة في الجنوب (عدن) لا يعرف اللغة العنصرية عبر التاريخ، بل التعايش والتسامح والمواطنة المتساوية.. لا المناطقية أو الجهوية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص