الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

با?مس؛ كنت في مكان ممل يقتضي الانتظار لساعات طويلة، والانتظار هنا في باريس ليس كمثله في اليمن، ففي اليمن تمضي الساعات سريعة وأنت تتحدث إلى الناس، أو ترى أحد معارفك أو تراقب الأطفال وهم يلعبون أو تحدث مصائب وصياح؛ فتكون مثل المتفرج في السينما.

المهم هنا الانتظار ممل فعلاً، وكعادتي كيمنية أصيلة بدأت أتصيد الوجوه لفتح حوار معهم، وقتل الوقت، ولدهشتي وجدت استجابة كبيرة من قبل البعض، ولكني اخترت فتاة توسمت فيها المعرفة والذكاء وبدأت تذكر لي بلدان كثيرة عل وعسى أكون من واحدة منها، ثم أنها أرادت أن تقطع الشك باليقين، فسألتني عن جنسيتي، فأخبرتها أني يمنية، في العادة يحمر وجه الفرنسي خجلاً ليعترف بعدها بدونية في نقص معلوماته الجغرافية، أو انه يرد بانتصار: اهاااا من بلاد ملكة سبأ، و لكن هذه المرة صاحت الفتاة قائلة: اليمن هنالك (القاعدة)، حاولت بعدها أن أفكك هذا الربط غير الصحيح وأن أشرح لها أن اليمن بلد عريق ذو حضارة، وشعبه من أطيب الشعوب وطبيعته خلابة، وكم تمنيت حينها، أن أعود طفلة، وأن أقلب الموازين لصالحي كما فعل ابني منذ سنوات عندما عاد من المدرسة سعيداً، فرحاً، يقول لي إن جميع زملائه الطلبة في المدرسة يخافون منه، ويهابونه! وعندما سألته عن السبب أخبرني أنه قال لهم إنه يمني، من عائلة (بن لادن).