آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:17:42:54
جيل الرمادة
سند بايعشوت

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من المستحيل بمكان وبزمان كمان حكم الجنوب للجنوبيين الميامين بعد التحولات التي جرت والاحتمالات التي ستجرى على مر الأيام إلا بإراقة الدم إلى الركب، وما ضيع الجنوب الا المناضلين، قد يقول قائل لماذا هذا التشاؤم يا صاح؟! ألم نتزحزح منذ الزحف يا رجال في عهد الاستعمار قيد شعرة أو قيد رمح، أو قل قيد أنملة حسب العرف الثوري إلا بزرع الألغام، ونقول بعدين "دم الجنوبي على الجنوبي حرام".

على كل حال انتهت مليونية أمس على خير ما يرام، وسننتظر الى المزيد من إضاعة الوقت في التحضير لكومونة 7 يوليو الأسود، فمسألة الوقت ليست له أهمية قصوى في قاعدة التحرير والاستقلال، وإنما اللهث وراء سراب بلا خارطة طريق، ولا أهداف واضحة المعالم، ولا برامج مدروسة من كافة الأشكال الاستقلالية للوصول ليوم الخلاص بأقل كلفة سياسية ممكنة.

أقول؛ بل أجزم بأن الحكم الجنوبي بعد استعادة الدولة محال، وبعيد المنال، فالطريق لم يكن مرصعا بالورود بل معبدا ومعمدا بالدم بالاقتران بشهوة النفوذ التي تتساقط أمامها كافة الاعتبارات الأخلاقية والكفاحية، فما بالك بالاختلافات و الاحتقانات والاعتكافات والانسحابات التي تشتعل كرهاً وكفراً بين رفاق النضال على درب التحرير الطويل، والتي لم تؤسس قواعدها على وحدة التراب وأخوة الدم في تنقية الأجواء واستعادة الثقة بين الفرقاء؟!

بيد أن العيش الجمعي المشترك منبوذ، والتفرق في اتخاذ القرارات محمود، فهذا هو حراكهم، إما حراك جيل الرمادة الذي صبر على جيل الزهايمر في خريف العمر من أيام الحرب الباردة حتى حرب الأيام الحارة  فلا بد له من نهاية سعيدة، فهل مكتوب ومفروض على جيل الرمادة الانتظار طويلاً لمراسم الاستلام والتسليم بين جيلين مختلفين في الرؤية والبصيرة؟ مع توخي المصداقية في الفوارق المراتبية فى الواقعية السياسية، وانتظار الأوامر من بيروت أو القاهرة أم الرياض؟!

لقد حقق الشعث الغبر الصامدون تحت الشمس من جيل الرمادة الذين جاؤوا من أقاصي الجنوب الثائر ما لم يحققه المترفون في نعيم وصمت القصور، ونزل جيل الرمادة حفاة عراة إلى الميادين، فبلغ أنينه للعالم بلا مزايدة وبلاش كلام فارغ، لقد حان الوقت لسماع صوتهم الهادر فلا تزال قلوبهم صافية من دنس الماضي، ومن كان صادقاً من صفوة المشايخ المناضلين الصناديد ممن بلغ من العمر عتياً في ربيع السبعينيات وخريف الثمانينيات فعليه العودة إلى عدن النور، والالتصاق بالجماهير في الداخل، وبجد نقول كفاية لهذا الحد قبل فوات الأوان.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص