آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:02:57:29
هل يمكن تطوير وسائل النضال السلمي
علي الدرحاني

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

صحيح أن الحراك الشعبي الجنوبي قد بدأ بالفعل منذ عام 2007م، ولكن البعض يعتقد أنه قد بدأ قبل هذا التاريخ بمراحل وبالتحديد بعد الحرب المشؤومة 94م، حتى ظهرت القضية الجنوبية واعترف بها القاصي والداني وقد بدأت بمطالب عادية عادلة ومشروعة وكان النظام السابق يجابهها بالتجاهل والتهميش وأحيانا كثيرة يستخدم القوة والعنف تجاه المحتجين والمتظاهرين فيسقط شهداء وضحايا ومجروحين حتى وصل ذلك النضال السلمي إلى ما وصل إليه من المطالبة بالتحرير والاستقلال من خلال مليونيات تجاوزت التسع ولكن للأسف تجاهل ذلك الحراك كله المجتمع الإقليمي والدولي مع اعترافهم الضمني بل والصريح بقضية شعب الجنوب ومشكلة مكونات الحراك منها أنها متفقة على قضية واحدة تتمثل في التحرير والاستقلال إلا أن قياداتها ليست على قلب رجل واحد فكل واحد منهم له رأي في شكل الدولة المستقبلية ويختلف أي كل ممثل لهذا الفصيل والمكون عن رأي الممثل للمكون الاخر وهذا السبب لم يساعد على اعتراف المجتمع الإقليمي والدولي بهذه الزعامات والرموز الجنوبية فقد يطول النضال السلمي لهذا الحراك بسبب هذا الاختلاف الحاصل بين الرموز المحركة للجماهير الموحدة حول قضية واحدة والحاملة للقضية الجنوبية وبسبب غياب برامج ومشاريع استراتيجية لتطور الدولة الحديثة أو المستقبلية في الجنوب كان يمكن تقديم هذا التصور أو المشروع إلى ما يسمى بمؤتمر الحوار الشامل ووضع ذلك المشروع أمام المتحاورين وإحراجهم ووضعهم أمام الأمر الواقع وإشعار دول الإقليم والمجتمع الدولي بأن هناك شعب يناضل سلميا وهذا مشروعه وعليهم أن يحترموا هذا المشروع ويعلموا له الف حساب أو تقوم مكونات الحراك بتغيير برامجها وصور نضالها السلمي الغير مجدي حتى لو عملنا الف مليونية ومظاهرة واحتجاج ينبغي أن يتوحد الجميع ويصطف حول القضية الجنوبية التي التف حولها الشعب في الشوارع والميادين والساحات وتفرقت الرموز والزعامات واختلفت وهذا السلوك عرقل بل أخر كل نضال سلمي تقوم به الجماهير الموحدة.

لماذا لا تقوم هذه الزعامات بابتكار أساليب جديدة في النضال كاستغلال تكنولوجيا التواصل الاجتماعي والتواصل مع المنظمات الدولية المختلفة وتعريف العالم بقضية شعب الجنوب عن طريق الوسائل الإعلامية المختلفة وقنوات الاتصال وإيصال رسالة الجنوب في كل المحافل الدولية وإذا لم يستطع هؤلاء القيام بهذه المهمة فليتركوا قضية الجنوب لهذا الشعب المناضل سلميا لكي يفرز قيادات جديدة من بين أوساط الجماهير التي تعاني يوميا وتكابد الأمرَين وتعبر بصدق عن معاناة الجنوبيين وهمومهم وتطلعاتهم وآمالهم وآلامهم وأمانيهم فما عليهم إلا الانخراط مع التوجه الإقليمي والدولي في حله لأزمة الوطن حتى يتحقق النصر والتحرر والاستقلال حتى لا يتذرع المجتمع الإقليمي والدولي بأن الجنوبيين ليسوا جادين في الوقت الراهن في استغلال أي فرصة حل سلمي يفيد بلدهم كالحوار مثلا الذي ذكر في قراري مجلس الأمن بعد حرب 94م.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص