آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:17:42:54
مشروع الرئيس
باسم الشعبي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في ظل الوضع المعقد سياسيا واقتصاديا وأمنيا الذي تعيشه البلاد يحاول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي منذ تولى مقاليد الحكم أن ينقل البلاد من حالة الفوضى والوضع المعقد إلى حالة الاستقرار على كافة المستويات، وفي سبيل ذلك يواجه كثير من التحديات الجسيمة التي تحاول أن تفشل مساعيه وتقف حجر عثرة أمام تقدمه، إلا أن الرئيس هادي بدأ مؤخرا يكتسب تأييدا شعبيا لافتا في الجنوب والشمال من خلال الحرب على القاعدة التي تشنها قواتنا اليمنية المسلحة في أبين وشبوة ومناطق متفرقة من البلاد، وهي الحرب التي كشفت مواقف قوى عديدة وعرتها أمام الرأي العام كانت تقتات من تواجد القاعدة على ذلك النحو الخطير على أمن البلاد واستقراره، وتستخدمها فيما يبدو كفزاعه للخارج لجباية الأموال على حساب أمن شعبنا واستقرار بلدنا وأرواح أبناء قواتنا المسلحة والأمن.

 إن القرارات القوية التي أصدرها هادي وأسفرت عن تغيير قيادات عسكرية كبيرة احتكرت البلاد لثلاثة عقود من الزمن، وكذا عملية هيكلة الجيش الغير مكتملة، وغيرها من الخطوات الأخرى، فضلا عن مساعيه الجادة باتجاه إيجاد حلول جذرية للقضية الجنوبية عبر تشكيل اللجان لحصر المبعدين ومعالجة قضايا الأراضي وتأسيس صندوق لتعويضات المتضررين في الجنوب وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات المؤكدة التي تواجه هادي في حللت الملف الحقوقي في الجنوب من قبل قوى ترفض هذه الحلول وتصر على إبقاء الجنوب تحت رحمتها وفي وضع غير مستقر، يبقى هادي صاحب جهود جبارة وشجاعة في ظرف حساس وليس أقلها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي إذا ما تحققت سوف تنقل اليمن إلى وضع جديد ومغاير ستختفي فيه كثير من الظواهر المعيقة وستبدأ البلاد عهدا جديدا يجد فيها الشعب فرصته الحقيقية لبناء بلده في سياق من التنافس الخلاق بين الأقاليم والولايات ضمن مشروع اقتصادي فيدرالي ينمي كل المميزات والطاقات ويراعي كل الفوارق لتحقيق العدالة والتكامل في الإنتاج والتوزيع والإنفاق ويولي الإنسان أكبر اهتماماته باعتباره عصب التغيير ومنطلق رقي وازدهار الأوطان والأمم.

 للرئيس هادي توجهات صادقة وجادة، فصلابة الرجل وتحديه للصعوبات الكبيرة والجسيمة التي تضعه في مواجهة الأخطار والعواصف تكشف بما لا يدع مجالا للشكل أنه عاقد العزم لنقل البلاد إلى وضع جديد أحسن حالا وتسجيل مواقف مشرفة في سجله الناصع يتذكره من خلالها اليمنيين، إلا أن ما ينقص الرجل في واقع الأمر  إدارة حيوية ومتيقضه ومبدعة تتولى تحويل توجهاته وتطلعاته إلى مشروع واضح وصريح يلامسه الناس ويتصدى من خلاله لعمليات التشويش والمغالطات التي تقوم بها عدد من وسائل الإعلام المحسوبة على بعض الأطراف المتضررة من إجراءات الرجل وخطواته القوية والحاسمة والتي تحاول أن تنتقص من أدواره وجهوده وتشويه مواقفه، فالإعلام الرسمي للأسف لم يرتقي حتى الآن إلى مستوى اللحظة التي تمر بها البلاد وما تزال الفجوة بينه وبين الناس كبيرة، بالإضافة إلى أن هادي لا يمتلك إعلاما خاصا أو مواليا ليدافع عنه كما هو الحال بمراكز القوى المحيطة به التي تمتلك قنوات فضائية وصحف يومية ومواقع إنترنت بالعشرات تدافع من خلالها على مصالحها التي تتقاطع بالتأكيد مع مصالح اليمن وشعبه.

 يتحمل هادي مسؤولية كبيرة وخطيرة في ظرف صعب وحساس  بفعل وضع البلاد المعقد والتركة الثقيلة، وبفعل الحكومة الفاشلة، وعملية التقاسم التي وضعته في قلب التجاذبات والمصالح الضيقة والأنانية ونزعات السيطرة والاستحواذ، وبفعل الإرهاب ومخاطرة وحاجة البلاد إلى التخلص منه،وبفعل جماعات العنف شمالا التي ترفض الانخراط في الحياة السياسية والمدنية وتصر على الاحتفاظ بالسلاح،وبفعل ضغط ملف الجنوب والتجاذبات التي تحيط به والحاجة إلى تسويته، وبفعل القوى التقليدية التي ترفض مغادرة الملعب وتصر على البقاء بأدواتها وأساليبها القديمة،وبفعل الإقليم الرافض لبناء دولة في اليمن بسبب مخاوفه السلبية والغير مبررة،وبفعل المجتمع الدولي الذي يريد الحفاظ على مصالحه في اليمن دون أن يلقي بالا لمصالح اليمن واليمنيين،وبفعل المطالب الشعبية والثورية المتنامية التي تنتظر من الرئيس الانتصار لها وتتوسم فيه خيرا لتحقيق نجاحات على الصعيد الأمني والاقتصادي تجدد لها الآمال وتنتصر لصبرها وتضحياتها الجسيمة من أجل التغير والبناء وسط هذه التحديات الجمه والمتنوعة يواصل الرئيس مسيرته من أجل ايصال السفينة إلى بر الأمان وكلنا ثقة في أنه سيصل بها رغم العواصف الهوجاء.

 يقود هادي اليوم معارك على جبهات عدة ولا ينبغي أن تظل خطواته ومعاركة تلك من دون عنوان واضح وخطوات معلومة ومفصلة ونتائج مرصودة وموضحه للناس إذ يقع على إدارته التي تعاني من الضعف -كما يبدو- بلورة كل تطلعات الرجل وخطواته في إطار مشروع محدد ومفصل ليعرف الناس ما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق ولماذا،وما الذي سيتحقق في المستقبل،حتى لا تسود العشوائية ويشعر الناس بالملل والإحباط.

 كما نتمنى على إدارته تفادي بعض الأخطاء وعلى سبيل المثال عمليات التهجير بالملاين والمليارات والسيارات والبنادق للقبائل فالشعب ينشد دولة مدنية، والرئيس جاءت به ثورة مدنية.

رئيس مركز مسارات للاستراتيجيات والاعلام

b.shabi10@gmail.com

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص