آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
مراكز القوى ..مصادر الفوضى
عبدالرحمن نعمان

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

تسمى مراكز القوى وتسمى -  ايضا – مراكز النفوذ او ما يسمون بـ (النافذين).. وما هم اذا تتبعنا أفعالهم ونتائجها فإننا سنجد إنهم مصادر للفوضى والعبث بمقدرات أمة وأول الرافضين لقيام دولة – مهما كانت هويتها- وأول الخارجين عن أي نظام وعن أي قانون.

 

مراكز القوى هؤلاء هم أول الفوضويين وأول الناهبين وأول لصوص الثروة والثورة.. هم مصدر تعاسة شعب وهم مصدر بؤسه وشقائه.. هم في الأخير بعد الأول مصدر تخلف اليمنيين عن دويلات لم تكن بما هي عليه إلى وقت قريب.. هم العجلة التي تسير بالدولة إلى الخلف وتعيق تقدمها.

 

مراكز القوى والنفوذ.. هم منابع ومصانع الفساد هم سالبو الحياة.. وموجهو (هيلوكسات) الاغتيالات وهم من جرب التفجيرات والقتل بالافراد والدراجات هم خاطفو الأجانب ومخربو أبراج الكهرباء ومفجرو انابيب النفط هم من يستلم الفدية ويتوسط لها في الوقت نفسه هم من لا يحركون ساكنا ضد المخربين والفاسدين والقتلة هم من يكتفون بتشكيل لجنة هنا للتحقيق وأخرى هناك.. وهم من يلجنونها ليعصدوها.

 

مراكز القوى.. قبليون..عسكريون..أمنيون يركبهم الجهل ويجدون من يتكئون على ظهورهم ويستندون عليهم قبليا، عسكريا وأمنيا.. باسم القبيلة مراكز القوى مشائخ ورعية باسم العسكر قادة وجنود وباسم الأمن قيادات استخبارية واستخباراتية وتطغى القبيلة فوق القوات المسلحة والداخلية وتعين القيادات العسكرية والأمنية من الوسط القبلي.

 

كان النظام المخلوع يردد رئيسه أنه يرقص على رؤوس الثعابين او مثل الذي يرقص عليهم واتضحت حقيقة الامر انه لم يكن كذلك وإنما كانت الثعابين تلتف وتدور حول عنقه لتبقى الثعابين – أخيرا- وتتركه وحيدا.

أجل.. ثورة الشباب تركت عنق رئيس النظام المخلوع ولم تقدر على خنقه لعدم وجود الوقت وخوفا مما سيقع عليها فيما لو بقيت في مكانها حول عنق الرئيس النظام لتلتف حول عنق الثورة ليس لحمايتها ولكن للقضاء عليها.

 

مراكز القوى.. هي ثعابين النظام السابق وهي ثعابين اليوم ومع ذلك فإن من يعتقد انه ما زال يمارس لعبة الحاوي والثعبان مخطئ..فالشباب يحرسون ثورتهم والحزب الاشتراكي اليمني يحمي الوحدة ويدافع عنها.. والجنوب يدافع عن ثمن شراكته المغدورة ومن دون أدنى شك ستسقط الثعابين وستكون نهايتها أكيدة.. ومن يعتقد أن الحزب الاشتراكي اليمني قد انتهى دوره بتحقيق ما أقسم عليه وتعهد به (تحقيق الوحدة اليمنية) مخطئ.. ومن يعتقد انه لم يكن يتوقع ما وصل إليه الحال جراء حرب واقصاء وتسريح واحتلال أراض ووظائف ومقاعد دراسية في الجنوب مخطئ كذلك.. ها هو برنامج الحزب الاشتراكي اليمني يقول في الفصل الاول الذي بدأ بـ (القضية الوطنية اليمنية) ( ص 17) واسهب فيه الحديث عن الوحدة اليمنية والقوى المتأثرة عليها (إن أداة الثورة اليمنية كطليعة موحدة تقود النضال امر ضروري جدا لا من أجل تحقيق الوحدة اليمنية فحسب ولكنها تظل اكثر ضرورة لمواصلة النضال من اجل تثبيتها وحمايتها وبالتالي من أجل إنجاز كافة الأهداف المرحلية والتاريخية لاستراتيجية الثورة اليمنية).

 

إذن.. لا يمكن أن ينتهي نضال (أداة) الثورة اليمنية والحزب الاشتراكي جزء من هذه الأداة بتحقيق الوحدة.. وإنما مواصلة نضاله من أجل تثبيتها ..وقد عمل المتأمرون على إضعافها خلال 94م بالحرب وحتى اليوم بممارسات الشمال المنتصر على الجنوب وحمايتها لتحقيق أهداف سبتمبر (الانقلابية) وثورة اكتوبر التي لم تتحقق اليوم.. وغدا لا شك ستتحقق فبشائر الغد تتجلى وما دماء الشهداء في الجنوب وشهداء ثورة 11 فبراير 2011م، في الشمال إلا من أجل تثبيت الوحدة وحمايتها من أجل أهداف شهداء ثورتي سبتمبر 62 واكتوبر 63م وبالتالي ليس أفضل من دولة اتحادية بإقليمين – بدلا من دولة مركزية لا صلاحيات فيها لغير المركز – لتمتين وترسيخ الوحدة أما غير ذلك يكون فـ (فك الارتباط) هو الهدف الأول والأخير بالنسبة لدولة الجنوب وشعبها  .

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل