آخر تحديث :السبت 19 اكتوبر 2024 - الساعة:02:31:32
أَبْناؤنا اليافِعِيونَ وَقُوَّدٌ للصـــراعاتِ المذهــبية
احمد محمود السلامي

السبت 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

اليافع أو المراهق يختلف عن الطفل، فهو ينفتح بشكل مباشر على المجتمع ويتفاعل معه ويتابع أحداثه بكل تأثيراتها الايجابية والسلبية عكس الطفل الذي يعي ما يحيط به عبر وسيط أو ملقن . تشكل فئة اليافعين نسبة كبيرة من عدد سكان المجتمعات المعاصرة وتٌشكل ايضاً قيمة حيوية وإبداعية واستهلاكية لا يستهان بها . علينا ان نعترف اننا لم نحسن التعامل بشكل واعي يُدرك تحولات مرحلة انتقالهم من الطفولة إلى الشباب على المستوى الفيزيولوجي والنفسي والفكري .

 

ويبدأ اليافع رحلة البحث عن الذات وتكوين الملامح الحقيقية لشخصيته من خلال التواصل مع كل ما هو مُبهر وجذاب في عالمه الخاص فيندفع بقوة اليها دون ان يفهمها أو يميزها بوعي . قضية الاهتمام بفئة اليافعين وتنميتهم وحمايتهم اصبحت قضية مجتمعية تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى الحكومات والانظمة السياسية ومنظمات المجتمع المدني بكل مكوناتها وتعقيداتها في ظل التجاذب المحموم لهذه الفئة المهمة في المجتمع . للاسف الشديد في مجتمعنا نسمع جعجعة الحكومة ونرى طحيناً لليافعين من ابنائنا في اماكن اخرى .. وقود تٌشب بها نيران الإرهاب والصراعات والفتن المذهبية والطائفية التي غالباً ما تنتهي بالصلح السياسي الذي يٌدر المال الوفير إلى جيوب تجار الحروب وصانعي الازمات .

 

ان كل الجهات والاطراف المسؤولة عن تنمية هذه الفئة (الاسرة ، المدرسة ، السلطة ، المنظمات المختلفة) ترمي باللوم والتقصير على الجهة الاخرى .. والمنظمات الدولية مهتمة بقضايا آخرى مثل الزواج المبكر وعمالة الاطفال وحماية الأبناء والبنات من الإساءة الجسدية وخلق توازن بين دور الوالدين وحياتهما الزوجية، ورفض الأمور المنافية لسلامة العائلة، والمحافظة على القيم ضمن العائلة !!!

كلام جميل ومنمق ومثالي يقابله جهود وبرامج مكثفة وسريعة تقوم بها جماعات متطرفة بصيغ وإبداعات ارهابية مختلفة تستخدم ديننا الإسلامي السموح لتنفيذ خططها التكفيرية واعمالها الارهابية يدينها العالم كله .

 

علينا تكثيف جهودنا جميعا وبشكل سريع لانقاذ فلذات اكبادنا من السقوط في الهاوية ومساعدتهم بتوجيه طاقاتهم الوهاجة نحو الانشطة المفيدة لابناء الجسم والعقل . كما ان إعادة هيبة المدرسة ودورها في رعاية الشباب اليافع يٌعد من المهام الاولى للسلطة المحلية بتعاون المجتمع والاسرة كميدان حقيقي لتفجير طاقاتهم وإطلاق ابداعاتهم العلمية والثقافية والرياضية ، في ظل الغياب الكامل لدور الاندية الرياضية .. علينا ان لا ننتظر دعم الاخرين وخاصة المنظمات الدولية لاي نشاط اجتماعي أو تنموي نقوم به !! بل يجب علينا ان نبدأ بالعمل بإصرار وإرادة قوية كما فعل اباؤنا في السابق حين تكاتفوا وشيدوا المدارس وشقوا الطرق بإمكانياتهم البسيطة و جهودهم الرائعة وكانت نتائجها بناء جيل متعلم وواع.

 

اما نحن !! فاذا انقطعت عنا اخبار ابنائنا يوماً وفقدنا الاتصال بهم ، علينا ان لا نستغرب إذا وردت لاي منا مكالمة دولية من بورما تقول له : أبشــر .. إبنُك سيستقـبلُكَ في الجــنة !!

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل