آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:20:20
شعبٌ لا يستحقُّ إعلاماً كهذا
ياســين الرَّضــوان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

بكلِّ أسفٍ تابعتُ الإعلام الجنوبي فوجدتهُ (هشٌّاً للغاية) ، الصورة هي الشيء الوحيد الذي فيها نوعٌ من التعبير عما حدث ، كونها تشبه صورة وسائل الإعلام الأخرى ولو كانت بسيطةً للغاية ، وإن لم تُصور بحرفية الإصابات والقتلى، وسائل التواصل الاجتماعية كانت تعمل بعشوائيَّة بالغة (جهود في الهواء)، والمواقع أيضاً لم تحسن حتى صياغة الأحداث وتأخرت كثيراً بالنقل ، و (كأنها آخر من علِم) !، ولم يزد في (قهرنا) إلا قناة "عدن لايف" المُتنفَّس الوحيد ، للنقل المباشر للجنوبيين وكل العالم ، ومن يُفترض أنَّ لديهم شيئا من حرفيَّة في الطرح ، حتى أنهم لجئوا وقت حدوث الحدث إلى تشغيل الأغاني سنضحي ونضحي .

 

وبعدها شغَّلوا القرآن (في غير وقته) ثم - مُرتبكين - قطعوه سريعاً، هناك شيءٌ مهم وهنالك ما هو أهم  منه في اللحظة الراهنة ، ولم تنقل القناة عزاءً بحقِّ الشهداء الذين سقطوا وإنما تتبع نوعاً من العشوائية التي نتمتع بها كجنوبيين حتى اللحظة (الغالب الأعم) ، انتظرناها طويلاً ، حتى أتت الساعة التاسعة، كي نسمع تقريراً يليق بما حدث ، قلنا يمكن الوقت عامل مهمٌ لهم ، ويريدون أن يتثبَّتوا من بعض المعلومات ، كل الناس كان لديهم تقبلٌ رهيب لأي شيءٍ قد يُقال إذا وجِد من يقرأ بصوتٍ موحي فيه العزاء لوحده فما بالنا لو أتت الصورة مرافقة لذلك.

 

ولكن قناتنا سقطت وأظهرت كم أنها لا تحمل كفاءاتٍ حقيقية تعي ما يحدث ولا كيف يمكن أن تنقله للمشاهد ، وتكون عند مستوى الحدث ، كنت منتظراً أن يُتلى تقريرٌ يهزُّ كل الكيانات وكل الانتماءات وكلَّ الأحزاب ، ويُأصِّلُ لردٍّ قاسٍ جداً ، بحق مرتكب هذا الجرم الشنيع.

 

للأسف لم يستفيدوا ، أو حتى أنهم لم يستطيعوا على الأقل "محاكاة" التقارير التي كانت تتبع كل حدثٍ يحدث في "الثورة اليمنية" ، وحتى الأحداث المصرية ، أو حتى يعملوا مثل قناة "اليمن الرسمية" عندما تعمل تقريراً عزائياً. إعلاميون لم يضعوا أنفسهم ولو للحظةٍ واحدةٍ مكان هؤلاء ، لم يُفكِّروا أن يحدث شيءٌ من هذا القبيل لإخوانهم الجنوبيين ، رغم كل (الكاميرات والحواسب الآلية) التي وزَّعت يمنةً ويسرة ، أو ليعمل القائمون على مثل هذه الوسائل والمواقع فريق طوارئ يعمل في ظلِّ هكذا أحداث للأسف نقول على هذا الوضع الذي يستحق الكثير من المراجعة : شعبٌ لا يستحقُّ إعلاماً هشَّاً كهذا.. !!

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص