- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
- السويد تعلن توقيف مساعداتها لليمن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
لم أستوعب أسباب اندفاع الرئيس هادي لتبني خيار الستة أقاليم في اليمن "2 في الجنوب و 4 في الشمال", خصوصاً أن مصادر صحيفة "الأولى" قالت أن الرئيس أخبر – وقتها - أعضاء لجنة 8/8 وهيئة رئاسة المؤتمر أنه حسم الموضوع وسيُعلن القرار في نشرة الأخبار في مساء ذلك اليوم المشؤوم.
تَدَخُل الدكتور ياسين سعيد نعمان وقتها ورفضه للأمر أوقف ذلك المشروع, ومنح الرئيس فرصة ليعرف مدى خطورة خطوته تلك لو تسرع ونفذ ما طرحه في ذ لك الاجتماع.
أعتقد أن رئيس الجمهورية مدين للدكتور ياسين بجميل لن يتمكن من رده مهما حاول, فقد أنقذه من ورطة كانت ستقضي على اليمن وعلى مستقبل الرئيس السياسي خلال الفترة القادمة.
ذلك المشروع يحمل في طياته بذور تفتيت اليمن شمالاً وجنوباً, ومن طرحه أقنع الرئيس أنه يضمن الوحدة بذلك, وهذا غير صحيح مطلقاً, لأن ذلك المشروع يضمن عكس ذلك تماماً وهو ايجاد صراعات وحروب وبؤر توتر جنوبية جنوبية وايجاد صراعات شمالية شمالية, ويمهد لدويلات قادمة في اليمن.
من أقنع الرئيس بذلك المشروع طرفان, الأول مراكز قوى تقليدية تنظر الى الجنوب من فوهة برميل النفط وانبوب الغاز, والثاني اقليمي ودولي ينظر الى الجنوب من خلال حضرموت كمنفذ الى بحر العرب والى الشمال كمنطقة مؤهلة لنقل النموذج العراقي واللبناني وصراع الطوائف والمذاهب " مشروع الشرق الأوسط الجديد " أو " الفوضى الخلاقة "..
الخاسر الكبير من ذلك المشروع هو الوطن, هو اليمن بعمق حضارته والشعب في شمال الوطن وجنوبه, وبالنسبة للأشخاص فان أكبر الخاسرين هو الرئيس هادي الذي ظهر دون أن يشعر أنه مجرد واجهة لمراكز النفوذ المحلية والاقليمية والدولية, اضافة الى أن ذلك المشروع لو تم تنفيذه كان سيُحرقه في الجنوب وفي الشمال أيضاً, في الجنوب لأنه سمح بتقسيمه و سيُحرقه أكثر في محافظة "ابين" بالتحديد, تلك المحافظة المنكوبة التي ستصبح أفقر المحافظات لو تم تنفيذ مشروع الاقليمين في الجنوب, وفي الشمال لأنه الرئيس الذي وضع بذرة الأقاليم المذهبية والمناطقية فيه, عندها لن يجد الرئيس هادي مكاناً في اليمن يتقاعد فيه بهدوء.
لا أدري هل يوجد مستشارين لدى الرئيس؟ وما هو مستواهم التعليمي حتى يتركوه يتورط في ذلك المشروع؟ الذي لولا الدكتور ياسين لأصبح لقب هادي الجديد بعدها " مؤسس الدول اليمنية الحديثة ".
البعض يقول أن مستشاري الرئيس يعملون لدى جهات أخرى, فمنهم المحسوب على سلفه ومنهم المحسوب على مستشاره, ومنهم المحسوب على جهات خارجية, لاكن بالتأكيد لا يوجد أحد منهم – ولو وجد لكان أوقف مشروع 6 أقاليم - محسوب على الوطن أو حتى على الرئيس هادي.
ان تفويض الرئيس بتشكيل اللجنة المختصة بتحديد عدد الاقاليم واحالة كل الخلافات اليه فخ جديد يُنصب له, لأنه يحمله المسؤولية وحدة بينما يستفيد الآخرون من السلطة وهم بعيدين عن المسؤولية, ومن هنا فمن صالح الرئيس الزام الجميع بمشاركته في القرار المتعلق بالأقاليم والتزام النظام الداخلي لمؤتمر الحوار وذلك بإحالة ما توصلت اليه لجنة 8/8 وما ستتوصل اليه اللجنة التي ستكلف بتحديد عدد الأقاليم الى فريق القضية الجنوبية, فلا يُعقل أن تخرج قرارات كل القضايا من فرقها المختصة عدى القضية الجنوبية يتم توليدها من الضلع الأعوج, فذلك سيشكل فرصة للطعن في الحلول المتعلقة بالقضية الجنوبية ومدخلاً للتشكيك فيها من الأطراف المُشاركة حتى في الحوار, أما التي خارج الحوار فإنها ستجد فرصة ذهبية لتعزيز هجومها على مؤتمر الحوار برمته ومدى شرعيته على اعتبار أن الواقع أثبت أنه مجرد ديكور لأجندات مراكز القوى التقليدية المحلية والاقليمية والأجنبية.
والخلاصة أن اقرار مشروع 6 أو 5 أو 4 أقاليم سيجعل من هادي غورباتشوف اليمن.