آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:12:22:08
حقيقة الهبة الشعبية الجنوبية وأهدافها..؟!
ماجد الداعري

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

الهبة الشعبية الجنوبية، شكل حضاري متقدم في عالم النضال السلمي، لم ولن تكون بأي شكل من الأشكال ضد أبناء الشمال المقيمين في الجنوب او مصالحهم الشخصية وفقا للانتماء والاتجاه الجغرافي،كمايسعى الكثير من السياسيين والاعلاميين "المتسيسين بالوهم" الى تصويرها اعلاميا في وسائلهم وتوظيفها سياسياً انسجاما مع توجهاتهم ومصالحهم، لأن من غير المعقول ولا من مصلحة أبناء الجنوب ان يستعدوا أبناء الشمال، كشعب طالهم من الظلم والقهر والاستعباد أكثر مما طالهم كجنوبيين على مر التاريخ، وبالتالي فمطالبة أبناء الجنوب بالتحرر والاستقلال لايعني أبدا ،استعداء او مقاطعة كل ماهو شمالي كمايخطئ الكثير ممن يدعو السياسية وانما التحرر من الأطماع والعقليات السياسية التي صنعت واقع القهر بالجنوب وعملت على استباحة كل ماهو جنوبي لصالحها الشخصي ومقربيها، وبالتالي فغن الهبة الشعبية، ولدت من رحم المعاناة والظلم والقهر والقمع والقتل والاقصاء والتهميش وسط صمت دولي مجز وتجاهل اقلامي واممي مزر، وهي نتاجا طبيعيا "لتسويفات" النظام القائم في البلاد ومماطلته في حل مشاكل ومظالم أبناء الجنوب والانتقال من مرحلة القرارات والتوجيهات الى أرض الواقع الفعلي.
الهبة الشعبية تكورت بفعل حرارة دماء رئيس تحالف قبائل حضرموت وشيخ مشائخ الحموم المقدم سعد بن حبريش التي سفكت بعنجهية واستعلاء مقيتين، بعد مرور 15 عاما على مقتل شقيقه بذات العقلية الانتقامية عام 1998 على يد جنود الجيش البواسل، ونتاجا لاستشعار قبائل حضرموت والحموم بشكل خاص، ان شيخهم الثاني لن يكون الأخير في مسلسل استهدافهم من قبل قوات الجيش، على خلفية مطالبتهم العادلة بمنح اولادهم حق العمل في الشركات النفطية التي تعمل في أرضهم ومناطقهم، كون بن حبريش قتل وهو في طريقه الى قائد المنطقة الشرقية العسكرية للتفاوض معه على ضرورة منح أبناء حضرموت حق العمل في الحقول والشركات النفطية التي تتواجد على أراضيهم كما اكد التحالف القبلي يومها.
خطر الهبة الغير متوقع من قبل السلطات اليمنية التي حاولت احتواء اندلاعها بكل الطرق، أنها قد تحولت اليوم الى مايشبه الانتفاضة الشعبية في كل مدن الجنوب، كونها جاءت في ظل ضروف سياسية بالغة الحساسية، مع تعثر الحوار الوطني في حل القضية الجنوبية وانسحاب غالبية اعضاء ممثلي المكون من المؤتمر على خلفية اتهامهم للرئاسة اليمنية وأمانة الحوار بالتآمر على تقسيم الجنوب وضرب وحدته الجغرافية والسكانية دون موافقتهم والشعب الجنوبي على ذلك، اضافة الى الاحباط المتنامي في صفوف الشارع الجنوبي وانصار الحراك الجنوبي المطالب باستقلال الجنوب واستعادة دولته الجنوبية السابقة، في ظل المواقف الدولية المخيبة لآمالهم التحررية وغياب اي تأييد دولي لمطالبهم التي مر على مطالبتهم المستمرة بها، عبر كل الاشكال النضالية الحضارية المختلفة أكثر من عقد من الزمن، وبالتالي فقد رأوا في الهبة آخر فرصة لتحقيق آمالهم ولو بأي ثمن هذه المرة باعتبارها الأقرب اليهم في فرض واقع سياسي جديد يتعلق بقضيتهم الجنوبية السياسية، يجبر العالم على التعامل معها كأمر واقع هذه المرة، كمايرى الكثير من انصار الحراك اليوم. الهبة الشعبية، خرجت اليوم عن اطار حلف قبائل حضرموت الذي دعا اليها، للمطالبة باخراج الجيش من مدن حضرموت على خلفية مقتل الشيخ بن حبريش، ثم مالبث تلك الدعوة الحضرمية للهبة،إلا ولقيت تضامنا جنوبيا واسعا غير مسبوق، نظرا لحسن اختيارهم لحساسية التوقيت الذي تمر به القضية الجنوبية، في ظل تأرجح مواقف المجتمع الدولي ازاء عملية تمديد مرحلة الانتقال السلمي للسلطة وتمديد الحوار الوطني وفشله في التوصل حتى اليوم لشكل الدولة اليمنية المقبلة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص