آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:23:08:40
اعطني كسرة من الكدرة وحوت من الفحتوت
عياش علي محمد

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

انقضت المدة المتعلقة بالحوار الوطني الذي مضى عليه اكثر من سبعة اشهر، ناقش فيه المتحاورون ملفات عديدة ومنها ملف القضية الجنوبية التي طال أمد الحوار حولها وربما سيطول إلى اكثر مما يتوقعه المتحاورون ، خذوا عشر، خذوا خمسة عشر فلابد لدار (ابو الحوار) من خراب.

 الطريقة التي رأى فيها المتحاورون حول القضية الجنوبية تقسيم الجنوب لا تبعد كثيرا عن قول العبيد، اعطني كسرة من الكدره، وحوت من الفحتوت.

الطلب هنا واضح وبسيط (اعطي كسرة من الكدره)، فيما الطلب الثاني (حوت من الفحتوت) يدخل ضمن المستحيلات بأن تعطيه الحوت من مجرد فحاتيت في مائدتك.. لكن هذا القول لا يبعد عن الخداع في القول فالطالب يريد الاستحواذ على كل فتاتيت مائدتك لتصل إلى حوت من الفحتوت.

وعلى رغم من أن قول العبيد رحيم اذا قارناه بطلب اهل الذكر في الحوار الوطني بأن يتحصلوا على الكدره برمتها.. ومثال على ذلك عندما أفرد أحد فصاح الحوار الوطني جناحيه وأعلن خطته في حل الاشكالية الجنوبية عن طريق موافقته على مسايرة المزاج الجنوبي بتشكيل اقليمين لليمن ولكن حسب رأيه سوف يربط كل اقليم بسلاسل حديدية تمنع انفصال إحداهما عن الاخرى.

وبمجرد ان رأى صورته وهو بين طاولة الحوار يدلي برأيه بأن تنضم حضرموت الى صنعاء كإقليم أول رغم عدم وجود تقارب ثقافي بين الجانبين ولكنه تعمد ان يبعد حضرموت عن شقيقاتها الواقعات على ساحل البحر العربي وهنا الطلب يتركز على (الكدره) برمتها وليس على الكسره والفحتوت، فحضرموت كدره نفطية تشبع آكليها والفوز بها واحدة من أوليات قباطنة الحوار اليمني.

وما بعد الكدره يأتي الحوت في الإقليم الثاني (تعز،إب،عدن) ، حيث يتكاثر السكان في تعز وإب بدون وعي ويقل السكان في عدن والمدن الجنوبية الأخرى.

وهنا يرى المتحاورون وحدة سكانية متكاملة لكن السر في (الحوت) من الفحتوت يأتي عندما تكون عاصمة الاقليم الثاني هي (الجند) وليست عدن، وهنا تحدث المفاجأة اللطيفة اذ تصبح الجند هي العاصمة المالية والتجارية، وهي المدينة التي تقع بالقرب من خطوط الملاحة الدولية، وتتحول عدن إلى (كسره) نائية تأخذ وظائف الجند القبلية والعشائرية ، وهذا سوف يخل بميزان المنطق خاصة عندما يسافر المهاجر العدني عائدا إلى بلاده عدن، فيقولون له اقطع تذكرة سفر بحرية إلى الجند.

ووسط ذهول واستغراب يفتح العدني سؤاله اليهم إني مسافر إلى عدن لا إلى الجند، ثم يواصل استغرابه بالقول: حتى الآن لم يصل العلم إلى اختراع باخرة تقلع من المطارات، او تسير على الرمال او تتسلق جبال الجند.

فيقولون له عفوا سيدي تحولت عدن إلى الجند، أرجوك اقطع تذكرة العودة إلى الجند لكننا سوف نوصلك إلى عدن.

ولماذا كل هذا التعب؟ الجواب هذا من فضل مؤتمر الحوار الوطني الذي فيه أكبر العقول وأغنى المهارات لكن كلها لا تأتي بحجم الحوت من الفحتوت.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص