آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
وللشعب كلمته وسطوته
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هكذا يتكشف المشهد الجنوبي في لحمة وطنية منقطعة النظير هي الجنوب في أحسن حالاتها بعد إن مسها الضر وتكشفت مشاريع عدة لتمزيقها والنيل من وحدتها الجغرافية والإجتماعية بمحاولات شتى لكنها بائسة أمام إرادة الشعب العريق.

الذي يحتفل بالذكرى الخمسين لثورته المجيدة وسط معاناة جديدة وواقع قهر أكثر مأساوية من عهد الإستعمار الخارجي.

مشهد احتفالي أخر في مليونية اخرى معبرة عن إرادة شعبنا متجاوزة كافة المشاريع التي تعتمل..

لقد وهنت كل المحاولات التي دأب خلالها المحتل طمس تاريخ وهوية الجنوب .. شلت وسائل القمع والتضليل وتزييف التاريخ بعد سنوات خلت من المعاناة والنهب والقهر والتخلف الذي يحاول فرض نفسه على شعبنا الأبي ، إلا أن فشلهم فيها بعث بهم صوب بعض مشاريع أخرى جديدة لا تقل حقدا عما سلف فالمستهدف في هذه الأثناء هو الجنوب وأهله ، المستهدف هو كرامة شعبنا وإرادته ومستقبل الأجيال على تراب أرضهم ، هكذا يستشعر شعبنا العظيم الخطر الذي تتكشف معالمه على نطاق واسع ، الا أن الجنوب تبدو أزاء هذه المحن بقلب واحد.. يتداعى كالجسد الواحد.. إنه التاريخ يعيد نفسه بصورة أبناء شعبنا في ملاحمهم البطولية التاريخية في الذود عن الوطن.

مشهد رائع ترسم لوحته جماهير الجنوب الزاحفة صوب عاصمتها التاريخية في مليونية دون ريب فاصلة بين إرادة الشعب ومحاولات فرض الوصاية عليه عبر حلول تتجاوز خياراته وحقه التاريخي على أرضه أثناء يبدو معها الرد الجنوبي حاسما يضع أصحاب المشاريع الهزيلة أمام حقيقة الإرادة الشعبية المنتصرة لقضيتها المؤمنة بفجر الجرية والاستقلال.

هي الجنوب من باب المندب الى المهرة جامحة أزاء ما تعتمل من مشاريع باهتة تتجاوز عنوة حقائق التاريخ والجغرافيا لتستقر عند تلبية أطماع كثيرة ومصالح عدة أرتبطت بهذا الوضع الزائف ولم تجد الأطراف المرتبطة بذلك بدا من محاولاتها المتكررة فرض تطلعاتها الغير المشروعة على شعب عميق في وجوده التاريخي وثقافته وهويته وإسهاماته في الحضارة البشرية.

إرادة يتم تزييفها عنوة.. وتاريخ يتم طمس حقائقه.. لم يدرك الفاعلون ان صحوة الجنوب تبدو اليوم غير مسبوقة ربما من زاوية استشعار حجم الخطر الداهم الذي يهدد وجودهم على أرض الأباء والأجداد.. نفس إقتلاعي في طي مسميات عدة.. إلا أن الحقيقة تظل تعلن نفسها إننا شعب حر وسيد على تراب وطنه ولا مجال بالمطلق بالمساومة على حقوق شعبنا التاريخية ولا يمكن لأي إرادة كانت أن تنال من قهر عزمنا ومسيرتنا الظافرة صوب الحرية والاستقلال ولا شيء أدنى من ذلك مطلقا.

الشعب الذي يحيي ذكرى إستقلاله ويستعيد قراءة فصول التاريخ هو المدافع الأمين عن تراب وطنه ولا يمكن لأحد ان يفرض الحلول التي تستهدف هويته وتاريخه وكما فشلت مشاريع الأمس كذلك يكون مصير ما تعتمل من مشاريع جديدة.. وكلما زاد حجم الضغط والتحدي كلما تكشف مشهد الجنوب الرافض الاذلال والقهر تحت أي مسمى كان.

فاذا كانت لم تلفت إنتباهكم سنوات من عطاء ثورتنا السلمية وقوافل الشهداء والجرحى ومليونيات الرفض الشعبي واسع النطاق في البناء تحت سطوة الاحتلال الهمجي فلابد أن تبلغ مسامعكم صورة الرفض القطعي والتلاحم الشعبي التي تبديه الجنوب في هذه الأثناء تعبيرا عن إرادتها الحرة وحقها في السيادة على تراب وطنها الغالي.

إنه الجنوب كعادته حين تستشعر الخطر وحين تذود بالغالي عن مساق الوطن.

إنها إرادة الحق المنتصرة على الباطل في كل زمان ومكان.

وكم هو الجنوب مؤمن بمثل هذا الشعب العملاق.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل