- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
- مطالبات للحوثيين بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة جالاكسي
- إعلان تشكيل قيادة "مؤتمر مأرب الجامع" والأخير يحدد هويته واهدافه
- محافظ لحج يشدد على متابعة وإزالة التعديات على أراضي الدولة
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
"عدن لا تمنح حبها للغريب عنها بالروح، بدوياً جهولاً أو قبيليا غازياً أو قرصانا إمبراطوريا" –أبوبكر السقاف-
وعدت صغيرتي مريم (10سنوات) بقضاء إجازة عيد الاضحى في عدن وناقشت عها أهم فقرات برنامج الإجازة التي تتضمن التجوال في ساحة الزعفران وزيارة صهاريج الطويلة وقاعة المهاتما غاندي وبيت الشاعر الفرنسي رامبو وباقة من دور السينما ومسبح خليج حقات و"أبو الوادي" حيث ينبسط الشاطئ الرملي الأبيض، ومتحف التواهي الذي يعود إنشاءه الى ثلاثينيات القرن الماضي وبعض المعابد والكنائس القديمة بما فيها معبد الفرس التابع للطائفة الفارسية التي تنتمي الى المذهب الزرادشتي و"برج الصمت" و"هيكل النار" و"معبد الألوان" التابع لأحد الأديان الهندية وكنيسة الجبل المطل على ساحة البنوك في كريتر وكنيسة القديس جوزيف "معبد الشمس" في الجبل الأخضر بحقات، وحديقة الحيوان ومسجد الهاشمي.
ووعدتها بتوثيق فقرات الزيارة بالصورة الفوتوغرافية والفيديو.
وأطربتها بمفاجأة سارة حول إمكانية تحويل برنامج الزيارة الى فيلم تسجيلي استثنائي يمكن ان نقوم بتسويقه محليا وعالمياً ويمكن ان نعمل على ترجمته الى اللغات العالمية الرئيسية لتسويقه وحتى الترشيحه في مسابقة دولية خاصة وانه يعكس موزاييك التنوع في عدن التي تعايشت فيها الأديان والحضارات والثقافات وتحلت بمزاج جانح الى الموسيقى، ومفتوح للمرح والإبداع والرحابة.
كانت تتابعني بلهف وشغف الى أن انعطفت الى نقطة: لكن، إنما –إنما ماذا؟
هناك بعض المنغصات وأهمها اننا لا نستطيع تنفيذ برنامج هذه الزيارة هذا العام لأن الظروف الأمنية غير مستقرة ولأن المعالم المذكورة في البرنامج –وهذا هو الأهم- لم تعد موجودة فهي إما مطمورة أو منهوبة ومدمرة ولكنها سوف تسترد طال العمر أو قصر، وما علينا إلا الانتظار لننجز برنامجنا ونقوم بخبطة العمر: الفيلم!
أخبرتها أن هذا الأمر يحتاج الى كتمان وينبغي أن لا تفشيه لأحد.
صرخت مريم: لا تلعب على عقلي.. تعجبني عدن ولو كانت غير مستقرة، ولكن كيف ضاعت كل هذه المعالم؟
بعد حرب 1994م أو اجتياح عدن أطلقت سلطات صنعاء يد النهب والسلب على مدينة عدن واختفت ساحة الزعفران، ولم تسلم خزانات المياه وصهاريج الطويلة وأبيدت الحديقة الكبيرة التي كانت تحيط بالصهاريج بما فيها من أشجار معمرة يرجع عمر بعضها الى مئات السنين.
أما معبد الفرس فقد انهالت عليه معاول الهدم لتقيم في مكانه مسجد سلمان الفارسي!
وتعرضت كافة المعابد الأخرى للنهب والدمار ومنها كنيسة الجبل المطلة على ساحة البنوك التي تحولت الى مركز توثيق تابع للأمن. أما بالنسبة لخليج حقات وشاطئ أبو الوادي وجبل معاشيق بتشكيلاته الصخرية الخلابة وكافة أرجاء هذه المنطقة فقد أغلقت من قبل الرئيس السابق وشيخه الأحمر وصارت "منطقة أمنية محرمة".
حتى طواحين الهواء يا مريم في المملاح ومساحة المملاح كلها تحولت على غنيمة لشيخ الحرب الأكبر، وفيما خص مسجد الهاشمي وضريح الهاشمي فقد كان هدفا لقذائف السلفيين من حلفاء الرئيس الذين لم يقبلوا بأقل من تسويته بالتراب وكذلك كان مصير ضريح الغدير وغيره من الأضرحة بما في ذلك النصب التذكاري للملكة فيكتوريا.
وأغلقت المكتبات وكافة دور السينما (11) وتحول اتحاد الأدباء في التواهي امام العروسة وكذلك اتحاد الفنانين بما يحتويه من مسرح وصالات والغرفة التجارية، وهي الأقدم في المنطقة، الى مساكن شخصية للنافذين الغزاة.
لكل هذه المعطيات والأسباب اطلب منك أيتها الحبيبة صرف النظر مؤقتا عن برنامج الزيارة الى ان تستعيد عدن ذاكرتها وروحها بجهد أهاليها ومحبيها المنافحين عن أجمل مدينة على وجه الأرض والمكافحين في سبيل إخراجها من بين الأنقاض واستعادة معالمها من براثن كهان القبيلة وشيوخها وضباطها.
وقبل أن تنتهي محادثتي مع مريم وعدتها بإضافة مغارة صغيرة، عزيزة على قلبي، تقع في جبل حجيف بالمعلا الى فقرات برنامج الزيارة المؤجلة لأني كنت ألوذ بها لأقرأ رواية "أنا كارنينا" الديستويفسكي وبعض الكتب الثورية والفلسفية التي لم أفهمها!
* خاص بصحيفة "الامناء" الورقية