آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:12:14:34
مثقفون من ورق ؟!
فائز سالم بن عمرو

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

" العبيد فقط يطبِّلون للحرية ... أما الأحرار فيصنعونها " عبارة الثائر مانديلا تكشف زيف النخبة الفاسدة التي تبدِل ولائها ، وتلوَّن أقلامها ، وتتبع كل ناعق ، وتساوم على قضاياها في سوق النخاسة . ثقافة الدكاكين والشحاتة السياسية ما زالت تسيطر على فكر وذهن النخبة المتاجرة بكل ما يصلح للبيع ، حتى لو كان شرفا أو طنا أو حلما وأملا .

 منذ اليوم الأول لنشأة ذلك الكيان الوهمي الذي رقص على ديمقراطية الأيادي المرفوعة ، واختار مبدءا السمع والطاعة ، عملت تلك النخبة بدوام كامل للرقص على موائد الكرام ، ويمّمت وجهتها نحو كل جيب وافر ، فجعلت تجوب العواصم والمقرّات للمتاجرة بقضية الجنوب وأوجاع مواطنيه ، تلك النخبة الزائفة أدمنت سياسة مد اليد والتقول والادعاء ، وصار لسان حالهم ومقالهم :

                             يسقط الطير حيث ينتثر الحب               وتغشى منازل الكرماء

  لقد كرّست تلك النخبة علاقة الخضوع والتقديس والتطبيل لأولياء الأمر ، وركوب الموقف الانتهازية ، فرقصة على مقالة الدين أفيون الشعوب لتحتفل تحت راية هلال الوحدة ، لتنفرط حبات السبحة وتستمري الرقص على المجالس والهيئات المتناقضة الأهداف والمشاريع من المجلس الأهلي ذي الميول الإصلاحية إلى التطبيل لإقليم حضرموت الشرقي للانتصار لحملة " حضرموت تقول كفاية " الممولة من حريري حضرموت ، والمزايدة في جوقة عصائب حضرموت مرورا بإفشال مؤتمر القاهرة ؛ لتكون بقدرة قادر الناطق الرسمي عن مثقفي الجنوب ونخبهم ؟! ، فلك الحمد ربي ، ولا اعتراض على أقدارك .

خسرت تلك النخبة السياسة والثقافة معا ، ولم تفهم تلك النخبة الحديثة العهد بالسياسة بـ" إن السياسة كالفلاحة لها مواسم» ، تقديس سياسة المنتصر جعلتهم ينافقون صحف حكومية ومواقع شبه اخوانية تنشر ثقافة السمع والطاعة والتطبيل ، وكانوا قبلاً ينادون بالانفتاح على كافة الطوائف والشرائح والمواقف . إذا نظرنا لذلك الكيان من الداخل ستجد قيادات مهووسة بالظهور والنعيق ، وجوقة من الإتباع والكومبارس الذي لا ينكرون منكرا ، ولا يأمرون بمعروف ، فهم نسخ مشوهة من كل مجلس يربضون على مقاعده لا يضيفون علما ولا ينشرون فكرا ، ولم يضبطوا بموقف أو مقالة تنتصر لرأي أو تدافع عن حق سوى التطبيل والمتاجرة بأوجاع شعبنا ، وليعود الأمر كما كان عليه مثل باخرة " شامبيون " التي ما زالت رابضة على شواطئ المكلا رغم النعيق الكثير الذي تعالت به أبواق مثقفينا ونخبنا المفلسة .

ثقافة اللعن والتسلط التي انتهجتها النخبة المأزومة لا يمكن أن تجمع الجنوبيين تحت مظلة " مؤتمر جنوبي جنوبي " ، تلك المقالة النارية " يلعن أبو أماتكم " لا يمكن أن تؤسس وفاقا أو تجمع كلمة الجنوبيين ، وتخفف من حدة المواقف والتصريحات ، بل هي ثقافة تسلطية سلفية جلبت من مجالس أولياء الأمر لتطبق في جلسات الأدباء واتحادهم عنوة ، فتواجه بعبارات ممنوع القات ممنوع الاعتراض ممنوع المناقشة . قارب ذلك الكيان من طي عامه الثاني دون أن يؤثر في مثقف أو نصف مثقف ، وظل ظاهرة صوتية يتردد صداها في الفنادق والأماكن المغلقة .

  إذا أردنا في الختام تقييم ذلك الكيان الغامض والبحث عن عبارات ومدلولات دقيقة لوصف تلك النخبة الفاسدة ومواقفها المتناقضة والمتضاربة الراقصة على أحلام أمتنا ومجتمعنا وقضايانا ، فإننا سنجد مقولة الماغوط خير وصف لتلك الجوقة الناطقة باسم الثقافة والسياسة والمجتمع بقوله : " قراراتنا وطنية ، ولكن قطع الغيار من الخارج " .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل