آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:20:04:49
جريمة الخساف
سامح فؤاد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

في اخر مقالاتي الصحفية المنشورة تناولت مشكلة الانقطاعات الكهربائية المتكررة واصفا ما يحدث بأنه قصة فشل مستمرة للقائمين على هذا المجال الخدماتي الهام، ومختتما مقالي ذاك بالقول أن كثيرا من الأزمات يكون علاجها في أغلب الأحيان بإقالة المسئولين او استبدالهم.

اما اليوم فإنني سأتحدث عن قصة فشل اكبر فضاعة وأشد فداحة ، فمنذ أيام وتحديدا يوم الخميس 2013/10/3 لقي خمسة من ابناء الخساف في كريتر حتفهم اثر استنشاقهم كميات من غاز الميثان السام اثناء عملهم في إحدى مضخاتن الصرف الصحي (بيارات المجاري).

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد سبقتها العديد من الحوادث المشابهة، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة طالما وأن هناك سرطان فساد وعبث يستشري في جسد هذه الدولة عامة ومحافظة عدن خاصة.

فعندما يكلف عمال بالقيام بالمهام الخطرة دون توفير لأدنى متطلبات السلامة المهنية او وسائل الحماية العملية ألا يعد هذا تقصيرا من المسئولين، بل جريمة قتل متعمدة يتوجب التحقيق في ملابساتها وإحالة المتسببين فيها للعدالة، أم أن أولئك الضحايا هم من أبناء عدن وبالتالي فأن ارواحهم رخيصة ودمائهم مباحة؟

سنشاهد بالتأكيد المسئولين في المحافظة وهم يتدافعون للظهور بمظهر الحزين المتباكي ، سيحضرون مراسيم الدفن وسيحاولون إرضاء أسر هؤلاء العمال بقليل من المال والهبات، وسيرددون عبارات المواساة المعهودة، وسيقفون بدون خجل في الصفوف الأولى للمعزبين كل هذا نعرفه ونحفظه عن ظهر قلب حوادث سابقة مماثلة فالمسئولين في بلادنا يجيدون باقتدار تمثيل الأدوار الحزينة لكن ذلك كله لن يعوض أباء وأمهات وزوجات وأبناء المتوفين عن مفقوديهم فالخسارة أكبر والمصاب جلل.

فهل سيدرك المسئولين في المحافظة بعد هذه المأساة ان إهمالهم وسوء إدارتهم أدى وسيؤدي لإزهاق أرواح كثيرة وإيذاء اسر بريئة.

وهل سيمتلك هؤلاء العابثون ولو قليلا من الشجاعة لمحاسبة أنفسهم وهل ستصحو ضمائرهم فيكفون عن فسادهم وعبثهم.

وهل ستقوم الجهات المختصة بواجبها الحقيقي ةفي كشف المتسببين بهذه الجريمة ومعاقبتهم عن لا مبالاتهم وستببهم وتقصيرهم الذي تسبب في موت بسطاء شرفاء كانوا يؤذون عملهم بأمانة وإخلاص أم ستنطوي هذه الصفحة كسابقاتها ثم نفاجئ بعد فترة بمصيبة اخرى جديدة.

أشد التعازي وعبارات المواساة أبعثها من قلبي لأهالي الضحايا سائلا المولى عز وجل ان ينتصر لهم ممن ظلمهم وقهرهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص