آخر تحديث :الاحد 04 اغسطس 2024 - الساعة:12:10:16
العرب بين مشروعين معادييين
صالح علي الدويل باراس

الاحد 02 اغسطس 2024 - الساعة:21:58:22

 

*كشف اغتيال "هنية" عن عمق الصدع في العالم العربي الذي خلّفه الربيع الاخواني ، فالرجل مقاوم ولن ينكر ذلك الا ظالم لنفسه ، لكنه وجماعته خرجوا عن الاجماع الفلسطيني والعربي بحثا عن النصرة من مشروع اكثر عداءً للعرب ، مشروع أتّخذ من القضية الفلسطينية "قميص عثمان" ضد العرب وكانت حرب غزة التي ينفذها المشروع الصهيوني فرصة رفعها المشروع الصفوي في وجه العالم العربي لتفتيته والولوج الى قطاعات مجتمعية واسقاط جغرافيا منه خاصة والعرب يفتقدون لمشروع مقاومة وما حققوا مشروع سلام مع اسرائيل حتى الان*

*من يظن انه مهما كانت الحالة العربية رديئة ومفككة فيعتقد ان ايران ستحرر فلسطين فهو واهم فايران لها مشروعها الخاص ، وايضا فدولة صاحبة مشروع تؤسسه من قرابة أربعة عقود لم تستطع ان تؤمِن حياة ضيفها الذي استطاعت اسرائيل ان تحدد مكان اقامته بدقة خلال 24 ساعة وتغتاله لن تحرر فلسطين ، فاغتيال " هنية" وضع شرف ايران على المحك وهو شرف لن تثأر له الا "بالزفيج" او رداً لا يرقَي لترميم شرفها اذ ليس في خياراتها ثأر يؤدي لحرب شاملة بل ثار محكوم بقواعد اشتباك بينما قتل ضيفها تجاوز كل قواعد الاشتباك ، تريد ثارا يكون ضجيجا من ساحاتها ، رد يكون ضجيجه اكثر من اثخانه بل جعلت ابواقها وادواتها من تصفية "هنية" مناسبة لمهاجمة البلدان العربية وتاليب شعوبها ضدها ‏و‎‎جعلوا اسرائيل والصهيونية سيفاُ يستخدمونه لكل من يرفض سياساتهم او يكشف زيفها وعدم جديتها مع ان المشروع الصهيوني ما اتسع ولا تطرف  الا بضجيج المشروع الصفوي ، فالمبدا ليس اننا مع فلسطين وان العرب خذلوها بل ماذا حققتم  لها ، فالعرب منذ 1948م مع فلسطين وخاضوا حروب وتعبوا وتعب الفلسطينيون وما حققوا ازالة لاسرائيل ، فهل حققت ايران لفلسطين ما فشل فيه العرب !!؟ طبعا ؛ لا*

*إن الغرب واسرائيل اذا ارادوا  السلام مع الفلسطينيين والعرب فلن يكون ذلك عبر بوابة ايران ومشروعها وساحاتها للمقاومة ، فتلك الساحات مهما كان ضحيجها مع فلسطين فإن ما يهمها اولا واخيرا الامن القومي الايراني وكيف يتمدد مشروع ايران في العالم العربي وتستخدم عدالة قضية فلسطين في سياق تمدد هذا المشروع ومصالحه*
*ان وجهة نظر كثيرون ترى ان المشروع الفارسي اشد ضررا وخطرا على العرب من المشروع الصهيوني فالاخير يظل محصورا في اتباعه وفي جغرافيا فلسطين ويظل مشروعا معاديا من الفلسطينيين والعرب بينما خطر المشروع الفارسي يتمثل في انه اوجد له اتباع من اقليات من ابنائها بل أذرع عسكرية في بلدان عربية تحارب بالوكالة عنه بما يخدم سياسة ايران وهذه الاذرع باتت تشكل خطر على البلدان العربية وتهدد انظمتها وامن واستقرار شعوبها*


*2أغسطس 2024م*

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص