آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:21:08:34
عدن .. قات وحشيش
عبدالقوي الأشول

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

برزت حالات عقوق الأبناء كظاهرة اجتماعية غريبة في عدن تعززها ظاهرة تعاطي القات والحبوب المخدرة لتأتي آفة جديدة أشد ضررا وخطرا ألا وهي سموم المخدرات أو الحشيش المنتشر على نطاق واسع في الأحياء الفقيرة وبسعر زهيد.. أو هكذا تعمد تجاره ومن لهم مصلحة في إفساد عقول الأبناء وتدميرها أن تصل هذه البضاعة القاتلة إلى هؤلاء البسطاء الذين يقتاتون من البطالة والفقر والمتسربين من المدارس بسعر زهيد ليدمنوا على تعاطيه وهذا هو الهدف من تدني سعره على أمل أن تزدهر تجارته فيما بعد في وسط اجتماعي غالبية سكانه من فئة الشباب العمرية ومعظمهم ممن يعانون من إحباطات شديدة جراء معاناتهم الحياتية وانعدام فرص العمل والحياة الطبيعية أمامهم.

الحشيش هو ثالثة الأثافي وتعني في المعجم الحجر الثالثة في موقد القدر التي تضرم بين جوانبها النيران.

وهذه الآفة الثالثة مدمرة بصورة ساحقة ويسهل زراعتها في المناطق الاستوائية ومردود الفدان عشرة كيلو حشيش ولا تحتاج زراعته لعناية شديدة أو ظروف معينة ومن مادة الحشيش الأولى يشتق الهيروين أكثر درجة من السمية والأفيون والكوكايين وجميعها تندرج في مستوى خطورتها وإدمانها فهل هناك اتجاه تدميري أكثر سوءا مما يجري بحق جيل الأبناء بحق أبناء محمد مجتمعنا وعقوله ونواة مستقبله حكايات مرعبة فاجعة لنماذج المتعاطين في الاحياء الفقيرة وحرية مطلقة في تجارته والترويج لها.. اجهزة الامن غائبة ويتم الافراج عن أي حالات يتم ضبطها كما ان عملية ادخال هذه السموم من المنافذ البرية تجري بيسر وسهولة ولا احد يمكنه ان يوقف هذا المسلسل العبثي الذي يتوجه عنوة الى مجتمعنا الفقير البسيط المحافظ حتى وقت قريب.. انه تدمير قيمي متعمد لا يمكن الا ان يكون عائده مروعا على الصعيد الاجتماعي والقيمي ويؤسس الواقع أكثر مأساوية في انتشار الجريمة وحالة عقوق الأبناء المتزايدة.

ولا ندري لمصلحة من كل ذلك.. هل الأمر يأتي في نطاق الخصومات السياسية والحسابات المستقبلية، وهل عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي يأتي مدعما لرواج مثل هذه الأعمال الحقيرة التي ترتكب عنوة للقضاء على مجتمعات قيمية كانت حتى وقت قريب بعيدة عن ملوثات من هذا الغولم، ثم ان ما تعانيه من مخاطر ومشاكل انتشار القات وادمان تعاطيه من قبل كل الفئات يعد كافيا لمعاناتنا فما الذي يجعل الباب مشرعا للمخدرات بأنواعها التي تبدو كحلقة مكملة لتدمير التعليم ومدعمة لضياع الاجيال واقع ربما يقلق الاباء والأمهات وكل من لديه غيرة على مجتمعه إلا أن عملية السيطرة تظل غير ممكنة مادام هناك فجاج مفتوحة تأتي منها كل هذه العواصف والأنواء.

 ويبرز السؤال كم عدد القضايا المنظورة في موضوع المخدرات والسموم حتى اللحظة وكم مضى من الوقت على بداية عمل أيدي العبث في نشرها؟.

وأي مجتمعات وأنظمة ننشد إذا كانت المؤشرات توحي بجلاء أن نهجا عدوانيا مقيتا يستهدف قيم المجتمع عبر استهداف أجياله.. سواء عبر سموم المخدرات أو تدمير التعليم على نحو ما هو قائم لدينا فعن أي مستقبل تتحدثون وعن أي عدالة اجتماعية تنظرون.. إذا كان في الأصل لا يعنيكم الإنسان والقيم.. وما الحشيش والمخدرات التي تنتشر متمهلة مستأنسة في حواري عدن إلا غيض من فيض بغضكم للأوطان وتجارتكم بكل شيء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص