آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
اين بحر المانش من حقاتنا
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

رغم محاولاتهم تزييف التاريخ وقلب الحقائق الا ان نهجهم هذا لا يجد صدى في الواقع الجنوبي الذي يرفض الاحتلال جملة وتفصيلا قبل ايام حدثني شيخ مسن وهو ذو ثقافة والمام بتاريخ الجنوب وعدن خاصة .

قال الشيخ لقد اطلقوا على باب حقات تسمية جديدة أي باب "العلفي" وهنا تذكرت قصيدة الشاعر المرحوم مسرور مبروك الذي تساءل فيها قائلا:

اين بحر المانش من حقاتنا ؟ مذكرا الاستعمار البريطاني بحالة قدومه غازيا على ارضنا من خلف البحار ، فما الذي يجعله صاحب حق في ارضنا.. وهكذا هو باب "العلفي"! في مخيلاتهم رغم ان لا صلة بالمطلق لباب حقاتنا بابهم المزعوم ولكنها محاولات بائسة ومسميات هجينة يحاولون تكريسها عبثا في ارضنا.

فعدن وفق هؤلاء لابد ان تنال النصيب الاكبر من طمس هويتها وتاريخها!، او هكذا فعلوا في الفترة الماضية حين اخذوا بهدم مساجدها التاريخية والبناء عوضا عنها بصورة القت الاثار القديمة لتلك المساجد ومآذنها التاريخية.

خصوصا وقد طال الصرف العبثي كل ارجائها بما في ذلك ممالح عدن الاقتصادية التي لم تمس اراضيها في كل حقب التاريخ ليأتي زمن هؤلاء الذين لم يتركوا شيئا الا وطالته اطماعهم.

فلدينا محطة للنفط اسمها "العصيمات" في قلب ممالح عدن وغدا سيجسدوا بابا لليمن في هضبة شمسان وبعد ان سجنت حقات التاريخية خلف سياجهم وربضت المدرعات الحربية في بوابتها التاريخية وهكذا استنفذت مساحات شاطئ ابين بعد سنوات من الصرف التي اتى على شاطئها العملاق لتظهر في هذه الاثناء مباني خرسانية تعبر بجلاء عن كم الحقد الذي يمارس بحق عدن والجنوب عامة.

ففي ارجاء عدن تشاهد مباني مشوهة لا تنتمي لثقافة عدن بل مباني دخيلة كتلك "النوب" او الحصون الحربية على مداخل اسوار الاراضي الشاسعة المستقطعة للقادمين الجدد.

حتى ان ثقافة رص شوارع عدن بالحجارة تبدو فكرة غريبة للغاية وغير واقعية من حيث التكلفة وطبيعة الرص الذي لا يمكنه ان يكون الا في احياء مدن قديمة لا يشهد واقعها العمراني مستجدات تلقى ما تم تنفيذه من مشاريع الرص اما الجانب السيء للعملية فهو احتفاظ هذه الرصات الحجرية بالحرارة الى درجة ان مواسير المياه التي تمر من تحت تلك الصخور تصل الى منازل السكان وهي قريبة من درجة الغليان حتى في الاوقات المتأخرة من الليل ، فهل ما تم تنفيذه تتناسب ومناخ المدينة وامر جرى دراسته سلفا ام ان المسألة تدخل في نطاق مشاريع عبثية عشوائية بددت المليارات دون فائدة.

بالمجمل عدن مستهدفة من جوانب عدة وما القول ان هضبة شمسان قد تم صرفها للاستثمار الا نمطا اخر اكثر من التصدي على عدن ففي حال استغلت مساحة الهضبة علينا تخيل واقع الحال المأساوي على المدينة وسكانها جراء هذا الاحتواء الغريب لكل متنفساتها ومعالمها الاثرية.

فهل ننتقل من مسميات مدرسة الصالح ومعهد الصالح وجامعة الصالح ومدينة الصالح وملعب الصالح الى تسميات اخرى.. كبوابة اليمن وحديقة القليس وقبر الشبزي ذو الاصول اليهودية صاحب القبر الشهير بمدينة تعز ..هل نرى تجسيد لمعالم هؤلاء وتزييف للتاريخ بصورة تبعث على الرثاء كأن تكون صهاريج عدن من تنفيذ ملكتهم اروى الصليحية.

رغم ان لا صلة لها بالامر مطلقا ، ام ان الضرورة تستدعي هذا الاستحضار لتاريخهم في ارضنا متممة لحالة الاحتلال العبثي الذي نعيش تحت وطأته الظلامية؟ وصدق شاعرنا حين دعى اثر عملية خلط مماثلة بعدم سلق حزيران في اب لان لكل منا تاريخه وحضارته وهويته وتراثه.

والثابت ان الامور شديدة التداخل والتعقيد وان البناء على الوضع القائم هو الوهم بعينه.

ولا تمتلك قاعة الحوار اكثر من تلك الاجتهادات التي تخص الجنوب لا من زاوية شعب الجنوب وخياراته وانما من منظور حالة التوافق والتقارب بين من اعلنوا انفسهم وكلاء الجنوب والسلطة بمشاريع ستتكشف لاحقا.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص