آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:15:30:50
علماء المسلمين يدعون إلى النفرة لقتل بعضهم بعضا !!
د. عبيد البري

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في بيان ما يسمى "علماء الأمة" الصادر بالقاهرة يوم الخميس 4شعبان1434هـ الموافق 13/6/2013م ، استدل أولئك المؤتمرون في مستهل بيانهم بما رواه أبو داود عن جابر وأبي طلحة رضي الله عنهما أن نبي الرحمة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام  قال : (ما من امرئ يخذل امرئاً  مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) .

لقد  بيّن "علماء الأمة" في قراراتهم ما لم نسمعه أو نره منهم منذ ما قبل نكبة فلسطين عام 1948م وما تلاها في العالم العربي والإسلامي من صراعات على أساس طائفي داخل دول عربية، وبين  دول عربية لا تزال إحداها في وضع احتلال، وأهم من كل ذلك على مدى الصراع الدائر بين اليهود والمسلمين . ألم يكن هذا هو الخذلان بعينه ؟! .

وإذا كانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تدعو إلى السلام، فإن السلام هو سمة الإسلام وأساسه المتين بين المسلمين أنفسهم ومع الأمم الأخرى، حيث سبق الإسلام العالم المتحضر في الدعوة إلى السلام بعشرات القرون من الزمن ؛ لكننا لاحظنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن كانوا هم السباقون دائما في محاولة فض النزاعات التي دارت ومازالت تدور في الأقطار العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي دون أن نسمع عن أي دور لمن يسمون أنفسهم "علماء الأمة الإسلامية" - في كل تلك الصراعات - على مدى عشرات العقود.

صحيح أن ما يحدث في سوريا من أعمال قتل وتشريد وتدمير يستدعي تدخلا فوريا وعاجلا من قبل المسلمين لإيقافه وحفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشام عموما ، ولكن  ما نوع هذا التدخل ؟! .. هل يُعقل أن ندفع بالمسلمين لمقاتلة مسلمين في سوريا على الأساس الطائفي الذي تداعى "علماء الأمة من أجله ؛ حيث أشار البيان إلى ذلك بوضوح :

"وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه انقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي" ..

فأي دليل في الكتاب والسنة يجيز للمسلم قتل أخيه المسلم في أرضه وداره ؟! .. ولماذا استدل "علماء الأمة" بالآيتين التاليتين في بيانهم ؟ : "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَ?ذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" .. هل هذا لتكفير إخوانكم المسلمين يا "علماء الأمة" ؟! ..

وأيضا لماذا لم تقُل تلك الجماعة : "وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بأنفسنا وأموالنا وسلاحنا" إن كانوا لا يقصدون دعوة غيرهم للقيام بمهمة قتل المسلمين في سوريا ؟.. فأي جهاد هذا ؟ وأي طريق ستُفتح أمامهم إلى سوريا؟ .. وهل يدعون لقتالٍ معدّ على الطريقة الإسلامية أم على طريقة الحرب الحديثة ؟!.

وأخيراَ، أليس الأجدر بـ"علماء الأمة" أن يدعوا المسلمين إلى جعل أنفسهم حواجز بشرية تحول دون الاقتتال بين المسلمين بدلاً من الدعوة للتضحية بـ"الأنفس" لقتلهم ؟.. أليس الواجب الدعوة للتضحية بـ"المال" لإغاثة المشردين بدلاً من استخدامه لتشريد من تبقى من السوريين ؟.. أليس أشرف للمسلمين إغلاق السوق العربية أمام "السلاح" - الذي تفرضه عليهم الدول العظمى مقابل الثروات العربية – بدلاً من الدعوة لاستخدامه ضد بعضهم البعض ؟! .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص