- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
جلال عبده محسن
النية والإخلاص لها قبل الشروع بأي عمل، تعد شرطا أساسيا وضروريا يلتزم به الشخص مع نفسه، والأمر ذاته قد لا يكون كافيا للالتزام به نحو طرف أو أطراف عدة، فالموضوع هنا بحاجة إلى عقد له شروطه والتزاماته يشمل كل الأطراف الموقعة عليه لضمان تنفيذه،وان أي إخلال لبند من بنود ذلك العقد يعد تنصلا من المسئولية، لها توابعها الجزائية المشمولة بذلك العقد، وهو ما كان غائبا في التعامل مع قضية الوحدة عند التوقيع عليها في 22مايو1990م، مما أعاق عملية التعاطي معها وفقا لما كان يتطلع إليه الشعبين في الشطرين سابقا، نتيجة لعدم وجود ضمانات حقيقية لها، وهو ما سهل الأمر للانقضاض عليها من قبل طرف وإخراج الطرف الأخر من المعادلة السياسية، بل والانقضاض على مشروع الوحدة ذاتها وبمضمونها الوطني والاجتماعي والانحراف بمسارها الحقيقي بما يتناسب وتلك المؤامرة للانتقام من الجنوب وشعبه، وهو الأمر نفسه الذي نعاني من تبعاته ونحن بصدد البحث عن معالجة حقيقية للقضية الجنوبية، فبالرغم من كل المآسي والآلام التي لحقت بالشعب الجنوبي.. من قهر وظلم ومن إقصاء وتهميش وأخطاء وتزوير، بأسماها نهبت الثروات ودمرت المصانع والمعامل ودمرت معها الأخلاقيات والفضائل، ومع ذلك فأنه لا توجد حتى اللحظة أية إشارات ايجابية تبعث على الاطمئنان والتفاؤل في التعامل مع القضية الجنوبية وكيفية معالجتها، فلا تزال الحسابات التكتيكية هي السائدة في المشهد السياسي، ولا زالت الجهود والمحاولات تجري على قدم وساق في إقناع الآخرين بأن الوحدة "المغدورة" هي الخيار الأوحد وعن طريق ذلك الحوار بأطرافه المتعددة، مع إن الكل يعرف بأن للقضية طرفان عند التوقيع عليها، إلا إن هناك من يريد لها أن تدخل في متاهات ليس أول ولا أخر، وهو ما تؤكده شهادة البعض عند تناولهم لجذور القضية الجنوبية وما حملته من مغالطات، فبدلا من تحليل الأمور بالشكل الواقعي والموضوعي براءة للذمة وكنوع من الاعتراف في تحمل المسئولية التاريخية أولا، وكإحساس للأخر بصدق النوايا كمقدمة لمعالجة حقيقية وصادقة لكسر الحواجز النفسية التي علقت في النفوس عشرات السنين، وبالتالي طمأنتها وتطييب خاطرها ثانيا، فأنه وبدلا من ذلك فقد ذهب البعض بجذور القضية إلى سنوات ما قبل الوحدة ومنذ عهد استقلال الجنوب تحديدا، بينما ذهب البعض الأخر لرمي المسئولية على طرف بعينه دون حتى التلميح ولو بالإشارة إلى مشاركته مع ذلك الطرف، وباتت رؤيتهم لدولة الغد تكاد لا تبارح رؤيتهم لدولة اليوم وان كانت بنكهة اللامركزية التي أضافوها، الأمر الذي يدل على عدم استيعابهم لفهم القضية الجنوبية كقضية سياسية وبطريقة تتجاوب مع متغيرات الشارع الجنوبي .
إن القضية الجنوبية ياسادة هي قضية وهوية شعب وهي اكبر من أن تمثله نخب سياسية بعينها، فهي بالأخير غير قادرة على تلبية طموحاته وتطلعاته كما يقرره هو بنفسه، فالشعب الجنوبي ليس بقاصر ليقبل الوصاية من أحد ولا بغائب ليقبل بالوكالة للتحدث باسمه، بل أنه حاضر وصوته بات مسموعا ترددها تلك المليونيات في كل ساحات وميادين الجنوب وهي الإرادة التي يجب أن يحترمها الجميع، كيف لا وقدها سومها الجبل، كما قالها الشاعر الكبير ابوبكر المحضار رحمة الله عليه عندما قال: "لا تلقي لها سوم، قدها سومها الجبل".