آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
وديعـة هادي
اسكندر شاهر

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

المشكوك به في الحالة السياسية اليمنية يتجاوز المخيال على مستوى مايسمى بدول الربيع العربي التي أحبطت جميع ثوراتها بالحكم العام ، فعلى سبيل المثال يساورني الشك في أن المبادرة الخليجية ستنجح كلياً في تنفيذ المخطط التآمري على ثورة الشباب ، وقد لا يعني هذا الفشل نجاح الثورة بالضرورة ، ذلك لأني أقطع بأن الحوار الوطني الذي يعولون عليه كثيراً بدأ ينحسر باتجاه الفشل المرتقب الذي سبق وأن أشرنا إليه في شكوك سابقة وأن البديل عنه سيكون المفاوضات ، وإذا ما وصلنا إلى هذه المحطة لاسيما مع وجود الحراك الجنوبي كقوة رفض قادرة على استجلاب العصي بأنواعها في طريق تسويات صنعاء فإن الرئيس هادي سيحتاج إلى وديعة آمل أن لا يلقى حتفه بعدها كما حدث مع إسحق رابين الذي خلف إرثين على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي: إتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين ، والوديعة مع السوريين حيث أودع رابين الرئيس الراحل الكبير حافظ الأسد تعهداً افتراضياً باسترجاع كامل هضبة الجولان المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967م مقابل معاهدة سلام وترتيبات أمنية يشرف عليها الأمريكيون .
وفي مقال سابق من هذه السلسلة الشكّية ، أشرت إلى مايشبه ذلك حينما افترضت أن يطالب الجنوبيون رئاسة مؤتمر الحوار بالتعهد بإجراء استفتاء في الجنوب ابتداءا ، وقطعت بعدم إمكانية ذلك لأن المزاج العام في الشارع الجنوبي هو لخيار فك الارتباط واستعادة الدولة وهذا عين الخيار المستبعد في الحوار الشمالي لا الشامل ، واليوم أقطع بعدم قدرة هادي على منح الجنوبيين مثل هكذا وديعة ، فهادي الذي ساهم في عملية احتلال الجنوب ، (وهذا تاريخ ) ، لايمكنه وقد بات محتلاً للشمال –على حد وصف مصادر إعلامية - القيام بهذا الدور ، وحده مستشاره المعلن و نائبه غير المعلن اللواء علي محسن وهو قائد جحافل جيش احتلال عدن والجنوب ونهبها (القادر) على منح هذه الوديعة للجنوبيين ، ولن يمنحها بكل تأكيد ، فنتيجة مثل هكذا وديعة فيما لو تحولت من افتراض إلى واقع هي اغتيال علي محسن من قبل بقية المحتلين من آل الأحمر والمتنفذين الشماليين وحتى المستفيدين الجنوبيين الذين نهبوا -وإن بحصص دونية- وبسبب وجودهم كواجهات ديكورية ممثلة للجنوب في نظام الاحتلال .
هناك شخص آخر قادر على منح هذه الوديعة للجنوبيين وهو السفير جمال بنعمر ، على أن قدرته هذه ليست (ذاتية) بحكم موقعه الحالي كحاكم  لمسارات المشكلة اليمنية المعقدة وإنما (موضوعية) تتعلق بجانبين متصلين ببعضهما ، الأول: هو ما ستفرزه الأرض الجنوبية من تصعيد و تدافع شعبي رافض لكل مايحدث في صنعاء ويضع الجميع أمام انسداد تام ، والثاني أن يحدث تحول ما في مزاج الإرادة الدولية لمصلحة وجود دولتين يمنيتين تعيشان إلى جوار بعضهما بأي صيغة تقرها الأمم المتحدة التي لاتزال تحتفظ بقرارين لمجس الأمن صدرا إبان حرب 94م يرفضان الحرب ، ويمكن الاستناد إليهما أو التعكز بهما للقيام بخطوة مفاجئة على صعيد القضية الجنوبية المستعصية .
وإذا كان أحد منا يشك في مسألة تلاقي الإرادات الدولية المتباينة بل والمتصارعة حول الجنوب كإرادة أمريكا والسعودية مقابل إرادة إيران ، فإني أقطع بأن أية تسوية تحفظ مصالح الجميع يمكن أن تُحدث مثل هذا التلاقي ولنا في أفغانستان والعراق عظة وعبرة !!! ، على أن من المهم أن يدرك الجنوبيون أن مثل هذه الأمور لو وصلت إلى حالة المفاوضات فإن خياراً مهماً محتمل الورود وبقوة ، وقد تتفق عليه الإرادات الدولية المختلفة وهو أن يكون اليمن يمنات لا يمنين !!! ...

لــكزة
تروّج صحيفة تابعة لـ اللواء علي محسن حملة ضد التمديد للرئيس هادي ، وقد تبدو الحملة معبرة عن خلاف بينهما وانزعاج كبير بين الرئيس ونائبه غير المعلن ، ولكن الذي لا ينبغي أن يفوت الجميع أن علي محسن كان وراء اختيار هادي نائباً لـ صالح وشاءت الأقدار أن يصبح محسن نائباً لـ هادي ، كما أن بعض الحملات في اليمن (العجائبية) يكون غرضها العكس منها تماماً بمعنى أن مثل هذه الحملة هي للتمديد والترويج له وليس العكس !!!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل