آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:21:16:00
البيض.. الرعب الجنوبي القادم من بيروت إلى صنعاء
ماجد الداعري

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

شكلت التحركات الدبلوماسية الاخيرة للرئيس الجنوبي علي سالم البيض، حالة من الرعب السياسي لدى صنعاء وساستها، بعد ظهوره في عدة لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى، في اقل من شهر، من مقر اقامته بالعاصمة اللبنانية بيروت، وفي وقت ماتزال فيه صنعاء تسعى بكل قواها وتحالفاتها السياسية والدبلوماسية، لاقناع بيروت بوقف تحركاته السياسي وإنهاء استضافتها لقناته الفضائية "عدن لايف" الموجه الوحيد والحصري لكل فعاليات وأنشطة الحراك السلمي الجنوبي التحرري بالداخل ، بعد ان ضاق ساسة صنعاء ذرعا بالأداء الاعلامي الجنوبي المنطلق من منبره الجنوبي الحر، في ظل تزايد الاقبال الجنوبي واليمني على حد سواء، على مشاهدتها، بصورة أرعبت خبراء الإعلام وعرابيه ومنضريه باليمن، بالفترة الأخيرة،.

 وفي ظل سعي القائمين عليها لتطوير ادائها الاعلامي وتوسعة شبكة مراسليها والمتعاونين معها في الداخل الجنوبي واستعانتها مؤخرا بالعديد من الكوادر اللبنانية المؤهلة على اعلى مستويات التأهيل الاعلامي، لإظهارها بالصورة اللائقة بتضحيات وفعاليات الزخم الثوري الغير مسبوق للحراك الجنوبي في الآونة الاخيرة، وبعد الست المليونيات الجنوبية التي قلبت طاولة الحوار اليمني وهزت اركان النظام المتآكل في صنعاء، ودفعت بالعديد من قيادات الجنوب الى الانسحاب من الحوار الوطني، سيما بعد ان اضطر على ما يبدو الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، الى اغتياله بالضربة الوحدوية  القاضية، حينما افتتح احدى لقاءاته بأعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار بتأكيده على ان موضوع الوحدة، لن يكون قابلا للنقاش في مؤتمر الحوار، باعتباره خيارا لابد منه كسقف لحل كل القضايا اليمنية، مستشهدا بمقتضيات قراري مجلس الأمن اللذان يعتقد انهما وحدهما من أوصلاه إلى خلافة الرئيس اليمني السابق علي عدالله صالح، وكأنه اراد بذلك ان يسخر ممن يدعون تمثيل الجنوب او الحراك الجنوبي في الحوار ويضرب بكل مطالباتهم "بحق تقرير المصير" او استقلال وتحرير الجنوب، غرض الحائط، بعد ان حرصوا هم مشكورين على عدم اغفالها وأوصلوها بكل شجاعة وبسالة إلى المتحاورين بصنعاء.

فبعد أربعة لقاءات دبلوماسية اجراها البيض، مؤخرا بلبنان، وشكل من خلالها رعبا جنوبيا قادما من بيروت إلى صنعاء، بدءاً بلقاءه مع وزير خارجية لبنان والسفير الجزائري بلبنان وانتهاء بالسفير المصري والسفيرة الفنزويلية ببيروت، بعدهما استطاع بكل جداره وحنكة، أن يقنع الجميع، سيما في الشارع الجنوبي المتعطش للحرية والخلاص من عقدة صنعاء، انه نجح أخيرا في كسر الحصار الاعلامي والسياسي والدبلوماسي الذي كان مفروضا عليه كرئيس دولة "محتلة" منذ خروجه القسري منها، على وقع قذائف ومدافع حرب صيف العام 1994 التي انهالت عليها معززة بغبار فتاوى القتل ونيران التكفير.

الرئيس البيض، أثبت للشارع الجنوبي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أنه القيادي والسياسي الجنوبي الوحيد الأكثر خبرة ودراية بصنعاء ورجالها، وأنه فعلا صاحب أكبر تجربة واقعية في التعامل معهم، بتمسكه الاسطوري وصلابة موقفه التحرري وعدم قبوله بأي  حوار مع صنعاء، إلا على اساس الندية وحوار الدولتين وبرعاية اممية وعربية وخليجية لمعرفته اليقينية بكم هي متنكرة للجميل، وخائنة للوعود وغير جديرة بالثقة واحترام المواثيق والعهود الداخلية بعد ان سبق لقادتها ورجال دينها وقبائلها ان نكثوا بها واستبدلوها بفتاوى تكفيرية تبيح دماء وأملاك  الشريك الجنوبي القادم اليهم بكل طهر الزاهدين، وقيم الاخاء وأسمى معاني القومية العربية والقناعات الدينية والوطنية بايجاد يمن موحد على طريق الوحدة العربية التي كان الجنوبيون يحلمون بها منذ نعومة أظافرهم.. ولكن بافرحة ماتمت.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص