آخر تحديث :الخميس 28 نوفمبر 2024 - الساعة:01:01:13
شعب عظيم لكن ” عقيم ”
ياسر اليافعي

الخميس 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الشعب الجنوبي شعب “عظيم”  استطاع ان يصنع الكثير من الانجازات في الماضي والحاضر، وفي التاريخ الحديث سجل الشعب الجنوبي اروع صور التضحيات من خلال طرد المستعمر البريطاني الذي مكث في الجنوب اكثر من 128 عاماً، وبعد طرد المستعمر البريطاني استطاع ان يكون دولة مدنية حديثه من افضل الدول في المنطقة من خلال العمل الطوعي والمبادرات والتكاتف حول القيادة ، وحاضراً استطاع هذا الشعب ان يخرج بحراك سلمي لفرض ورفع الظلم والطغيان القادم من الشمال ، ومازال شعب الجنوب يذهل العالم بصموده الاسطوري وتضحياته الجسيمة وسلميته النادرة …
لكن ونقولها بكل مراره ان شعب الجنوب صاحب الانجازات والتضحيات والمقدام وصاحب المبادرة والصمود والتحدي ” عقيم ” لم يستطيع ان ينجب قيادة تقوده الى بر الامان على الاقل في التاريخ الحديث منذ خروج المستعمر البريطاني من الجنوب عام 1967م وحتى الان
وبسبب عدم قدرته على انجاب قيادات جديدة تعرض لنكبات كثيره وانتكاسات خطيره ذهبت بكل الإنجازات التي صنعها شعب الجنوب في مهب الريح، واصبح هذا الشعب ” العظيم ” يتجرع مرارة اخطاء قياداته سنوات طويلة ابتداء من حرب الرفاق في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي الى اليوم المشؤوم 22 مايو 1990 وشعب الجنوب يعيش نكسات متواصلة والسبب عجزه عن ايجاد قيادات على قدر من المسؤولية والتحدي لمواجهة كل الصعاب 
وليس اخيراً الحراك السلمي الجنوبي الذي ظهر الى الوجود بسبب الظلم والطغيان والاجتياح الهمجي وتدمير الارض والانسان في الجنوب واستطاع هذا الحراك السلمي ان يبرز قضية الجنوب من جديد ويعيدها الى الواجهة واستطاع ان يجبر العالم كله على احترامه برغم المؤامرات الحقيرة التي انتهجها اعداء الجنوب لتشويه صورة الحراك الا ان شعب الجنوب فقط استطاع ان يتجاوز كل هذه المؤامرات واستطاع ان يتجاوز اخطاء قياداته القاتلة 
لكن وللأسف هذا الشعب الى الان مازال ضحية قياداته السابقة التي اوقعته في الاخطاء والنكسات والنكبات حيث لم يستطيع هذا الشعب ان ينجب ” قيادة” جديدة من بين صفوفه تتحمل المسؤولية وتكون عند مستوى هذا الشعب العظيم  بل مازال رهينة لتلك القيادات التي اوصلته الى المهالك وتتلاعب بتضحياته من اجل تحقيق مصالحها والعودة الى الواجهة من جديد ..
المحزن المبكي ان هذا الشعب ” العظيم ” لم يفق من غلطات هذه القيادات ربما لهول الصدامات التي تعرض لها بسبب الوحدة ولأنه شعب عاطفي في المجمل يريد أي احد يخرجه من ” نكبة الوحدة” اياً كان حتى لو كان الشيطان الرجيم نفسه المهم يتخلص من هذه النكبة ، لكن هول الصدمة انسته ان صانع المشاكل لا يمكن ان يكون سبب في حلها هكذا يقول المفكرون والمبدعون على الدوام ، ونحن بسبب عاطفتنا نريد من صانعي نكبات الجنوب ان يخرجونا منها !!!
اخيراً .. كتبنا وصحنا ونادينا مره بعد مره وعام بعد عام هؤلاء القيادات ان يتفقوا رحمة بشعب الجنوب وتقديراً لتضحياته ويحترموا هذا الشعب على تسامحه معهم وصبره عليهم لكن !!  ”لا حياة لمن تنادي ” لا الشعب استطاع ان ” يُنجب ” قيادات جديدة ولا القيادات هذه احترمت نفسها وكانت عند ” عظمة شعب الجنوب ” وسنظل ندور في حلقة مفرغه لا نعرف متى ننتهي منها ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل