إلى الناشطة الحقوقية سامية الأغبري تحية تقدير واحترام وبعد..
أعول عليك وعلى صدقك وإخلاصك في أن تطرحي على المشاركين في مؤتمر الحوار مقترح التوقيع على وثيقة بسيطة جداً جدا تتضمن اشتراطك ومن سيوقع معك من أعضاء المؤتمر على الوثيقة "ضرورة إطلاق سراح معتقلي الرأي عموماً, وكل من: عبد الكريم لالجي وعبد الإله حيدر شايع تحديدا وان تعتبري ذلك شرطا لمواصلتك و الموقعين على الوثيقة في أعمال مؤتمر الحوار الوطني.
إنه مطلب بسيط ومستحق ويبرر من الناحية الأخلاقية مشاركتك وعشرات ممن نحترمهم من أعضاء هذا المؤتمر.
المقترح يا سيدتي بسيط أيضاً ويمكن تحقيقه بخمس دقائق وبتوجيه شفهي من قبل الرئيس أو من قبل أي نافذ آخر في هذا المؤتمر الذي لا أعول عليه شيئاً...ولكنني احترم وجودك وزملاءك ضمن عضويته.
تذكري أيتها الناشطة والمناضلة الحقيقية بأنني لم اطرح عليك مقترحات أخرى مستحقة وضرورية أيضاً كأن تشترطي إنهاء انقسام الجيش ورفع العسكر والثكنات من جامعة صنعاء ومحاسبة قتلة شهيد جمعة الكرامة الثانية عبد الغني الحمزي الذي قتل, وأصيب آخرون من رفاقه أثناء الجلسة الافتتاحية لمؤتمركم الموقر وأثناء محاولتهم إحياء الذكرى الثانية لجمعة الكرامة.
كما لم اطرح عليك مقترح إقالة محافظ عدن الذي سبق لحزب كبير مثل حزبك - حزبنا- العريق بان طالب بإقالته ببيان رسمي من قبل وتحديداً غداة انعقاد مهرجان الفضيحة في عدن 21فبراير الماضي لكن الحزب للأسف - ونسي - بيانه بهذا الخصوص بمجرد مرور الوقت وبعد أن تم تهدئة أعضائه وأنصاره وأبناء عدن عموماً.
لاحظي بأنني لم أطرح تلك الشروط وغيرها من النقاط العشرين رغم أنها شروط بسيطة وعملية, وسبق إقرار بالإجماع من قبل اللجنة الفنية وبهدف إنجاح الحوار -لا التملص منه -وكان يفترض تحقيقها قبل أشهر من انعقاد مؤتمركم الموقر ولكن هذا لم يحدث, ما جعلنا نعتقد ومن لحظتها بأن المؤتمر الوطني الذي كنا نعول عليه الكثير وسيظل تعليق النقاط العشرين دليلاً صارخاً على عدم جديته.
لقد طرحت فقط مقترح بسيط وحقوق وإنساني خالص وهو إطلاق سراح شايع ولالجي المعتقلين ظلماً وخارج نطاق القانون والدستور اليمني فهل تعملين يا رفيقتي ويا كل من نحترمهم من أعضاء المؤتمر؟
وهل يكون ذلك مؤشراً لإثبات جدية هذا المؤتمر غير الجدي, وبالتالي شرطاً لمواصلتك الحوار من عدمه؟ أتمنى ذلك.
يبقى أن أقول يا رفيقة سامية إنني توجهت بالخطاب إليك ومن ثم إلى الآخرين والأخريات ممن نحترمهم ونعتز بمواقفهم, ونضالاتهم فقط لأنني أعرف بأن طرحك للمقترح - شخصياً لن يتم تسييسه - مباشرة- من قبل كثير من التافهين والمعروفين بتفاهتهم وحرصهم على تخريب أي شيء, وكل شيء والمسارعة إلى تحريف أي مقترح وإلباسه لبوس المؤامرة فقط لمجرد أن فلاناً من الناس هو من طرح المقترح.
- ولكن أيضاً- وهو الأهم - لأنك لن تترددي من جعل وجودك في عضوية المؤتمر فرصة أخرى لطرح قضية حقوقية بامتياز طالما ناضلتِ في سبيلها ولم تكفي عن طرحها على كل المستويات..
تذكري يا سيدتي بأنه ولأول مرة تقريباً يتوفر لك ولعشرات من شباب وشابات الثورة الوعاء الصحيح والمناسب الذي يمكن لكم إطلاق سراح شايع ولالجي عبر الضغط على المؤتمر بورقة قوية ومؤثرة تملكونها وحدكم ولا يستطيع احد انتزاعها منكم إلا برضاكم أو تنازلكم إن شئتم.
إنها ورقة أن تشاركوا أو لا تشاركوا في المؤتمر وأن تثبتوا عملياً مدى جديته من عدمها.
وإذا كان هدفي الأول والأهم في هذا الخطاب هو أن أعيد طرح قضية حقوقية كبيرة لم يعد يهتم بها أحد من السياسيين هي قضية معتقلي الرأي شايع ولالجي المعتقلين ظلماً وعدواناً ولسنوات, وخارج إطار القانون والدستور اليمني فإنني أهدف أيضاً إلى تذكيرك شخصيا بقضية أصيلة من قضاياك التي عرفت بها وحتى لا يبدو وكأنك مثل آخرين قد تخلوا عن طرح قضايا عرفوا بطرحها لمجرد وجودهم مع القوى والشخصيات التقليدية العتيقة....
وأخيراً تقبلي خالص تقديري واحترامي لك ولبقية المشاركين في أعمال مؤتمر الحوار الوطني.